شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الأسئلة الموجهة للضيف الكريم ))
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول متى تصحو نخوة المسلمين وعلى مسؤولية من هذه الحالة السائدة في العالم الإسلامي وضياع القدس والمسجد الأقصى المبارك وما المطلوب عمله ليستقيم الحال؟
لا نهضة لهذه الأمة إلا أن تعود إلى دين الله، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحن العرب قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.. لا بد من العودة إلى دين الله، هذا هو الطريق، الحقيقة الطريق يجب أن يكون طويلاً، والله سبحانه وتعالى ما كلفنا بأن نحصل على نتائج ولكن كلفنا بأن نعمل، الإنسان في بيته، والرجل المسؤول في من يدفعه يستطيع أن يعمل شيئاً، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده - إذا كان صاحب سطوة في البيت، واحد في بيته يرى منكراً فعليه أن يغيره - فإن لم يستطع فبلسانه، - واللسان أيضاً يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة لأن بعض الناس يريدون أن يدعوا إلى الله فينفرون الناس من الله، إذا رأى إنسان مرتكب مخالفة قال له: يا عدو الله وهو بهذا لن يحصل على شيء بينما، ربنا عز وجل أمرنا بأن يكون سبيلنا في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحسن التأدية إلى هؤلاء الناس، الرسول صلى الله عليه وسلم كان مشفقاً على الكفار، يقول: إنما مثلي ومثلهم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي، من خلال هذا الحديث يقول للكفار أنا أخاف عليكم، أنا أخاف أنكم تحترقوا بنار الله، أنا لا أريد منكم جزَاءً ولا شكوراً، أنا أريد أن أنقذكم، هذه النفسية التي ينبغي أن تكون نفسية كل داعية إلى الله، أن تكون رغبته في أن لا يكون هؤلاء في النار، لأن من مات كافراً كان في النار، حينما تكون عندنا هذه الرغبة والصدق نستطيع أن نحصل على نتيجة، والله سبحانه وتعالى يقول أن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى، الحقيقة أن الذي يعمل بصدق وإخلاص لا بد أن يجد نتيجة عمله، ولنا في العلماء والدعاة إلى الله الذين نفع الله بهم، المثل الحي.
 
معالي الدكتور يقول ليتك تذكر لنا ما تقول لي دائماً بأن المملكة العربية السعودية هي الوحيدة الملتزمة بنشر الإسلام.. والله من أكبر نعم الله على الذين يعيشون ها هنا كون الشريعة ها هنا تطبق، وقد قلت لمعالي الدكتور أكثر من مرة الذي يريد أن يحيا الحياة الإسلامية هنا يستطيع، في جهات أخرى يقول لك ما بحسن، ما أستطيع، هنا تحسن تغطي مرتك، وتعلم أولادك تعليم إسلامي وتحفظهم قرآن، مسألة تحفيظ القرآن ما هي قليلة يا إخوان، أول ما جئنا كما يعرف معالي الدكتور كان عدد الذين يحفظون القرآن قليلاً، لكن بافتتاح هذه المدارس زادت الأعداد إلى عشرات الألوف، وهذه نعمة من نعم الله في هذا البلد وأسأل الله أن يحفظ هذه البلدة، وأن يديم فيها نعمة الإستقرار.. يا إخوان كم يتألم الإنسان، ليس من بلد من بلاد العالم الإسلامي تعلن تطبيق الشريعة الإسلامية غير هذا البلد، الآن تطلع مظاهرات لعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، شيء يطير العقل والله، هل هؤلاء مسلمون هؤلاء الذين لا يريدون أن يحكموا شرع الله؟ الحقيقة هذه الإقامة التي مضت ها هنا في هذه المملكة، أنا جئت شاباً والآن أصبحت كما ترون شيخاً مسناً الحقيقة كان هذا أيضاً من نعم الله عليَّ، وهذا أتاح لي البعد عن الاضطرابات التي تكون في كثير من البلدان، وفتح الله عليّ بما فتح، له النعمة وله الفضل، جزى الله أخانا الحبيب الدكتور الرشيد على هذه الملاحظة.
- سؤال للدكتور جلال كساب يقول: لماذا وكيف نشأت المذاهب والطوائف والجماعات الإسلامية التي فرقت بين المسلمين، وأضعفـت شوكـة الإسلام؟ وهل من المستطاع إزالتها وكيف يمكن توحيد كلمة الإسلام والمسلمين في ظل القرآن الكريم والسنة؟
هذا سؤال طيب ولكنه سؤال واسع، المذاهب الإسلامية أول أمرها نشأت نشأة سياسية، الذين كانوا مع علي رضي الله عنه، والذين كانوا مع معاوية رضي الله عنه، لا يختلفون لا في العقيدة ولا في العبادة، كانوا يختلفون على أمور سياسية، وكل من علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما مجتهد يريد الخير، والمجتهد يخطئ وأجره عند الله، أما المجتهد المصيب فله أجران، وبما أنه مطلوب مني أن تكون إجاباتي مختصرة فإن التوسع في هذا الأمر صعب في هذه اللحظات نظراً لضيق الوقت.
 
- الأخ صالح سالم يقول: لكل قرن مجددان كما جاء في الأثر، من هو مجدد هذا القرن من وجهة نظركم؟
الأستاذ المودودي له كلام جميل، يقول: التجديد ممكن أن تقوم به جماعة وليس فرداً واحداً والحقيقة الآن موقف محير من هؤلاء العلماء الذين دعوا إلى الله وعرفوا حرارة الدعوة الإسلامية يعني منهم نقول الأستاذ حسن البنا في هذا العصر، ومنهم عدد من هؤلاء العلماء كالمودودي، وأبو الحسن الندوي، ويمكن أن يكون مجموع هؤلاء من المجددين إن شاء الله. ونحن نريد في التجديد الحقيقة تجديد الوسيلة والطريقة أما تجديد أصل الدين فلا، التجديد إنما هو في الوسيلة وفي الدعوة.
 
- الأخ عبد الرزاق الرابغي يقول: نرى الحقوق العربية والإسلامية مهضومة فكيف نستعيدها ونحن نرى جميع الحلول السياسية تصب في صالح إسرائيل؟
ربنا يقول: ومَا ظَلَمُونَا ولَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظلِمُونَ.. نحن ظلمنا أنفسنا، نحن في مثل هذه الموضوعات نحاول أن نرفع المسؤولية عنا ونقول الصهيونية ونقول الاستعمار، كل هذا صحيح لكن هل يستطيع الشعب اليهودي أن يعمل لمصلحتي أنا؟ غير ممكن، هل أستطيع جعل النصرانية تعمل لمصلحتي ومصلحة ديني؟ لا يمكن.. لماذا لا أسأل نفسي أنا: ماذا عملت؟ وماذا كان يمكن أن أعمل ولم أعمل؟ من ها هنا.. إذاً نحن ينبغي أن نحاسب أنفسنا كل واحد منا مسؤول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته الرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها - الحديث يقول - والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته.. الخادم مسؤول، الآن كل واحد يقول لك المشايخ، المشايخ ماذا يفعلون (ما طالع بيدهم شيء)، أنت اشتغل مثل ما يشتغلون، كذلك نحمل الحكام المسؤولية فقط، وأن نحمل المشايخ المسؤولية فقط، المشايخ مسؤولون والحكام مسؤولون لكن نحن أيضاً مسؤولون، هل عمل كل منا وسعه في أن يقدم لهذه الأمة طريق الخلاص؟ الشاعر يقول:
لا تصلح الأمة في مجموعها
ما لم تكن تصلح في أفرادها
لا يمكن أن تكون كل الأمة صالحة ما لم يشعر كل واحد من أبناء الأمة بالمسؤولية.
 
- الدكتور محمد محسن يقول: ما أحوج المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى وصول الأصوات الصادقة والدعوة الإسلامية الحقة. إلى وصول الدعاة والمفكرين لكل بقعة، والجالية الإسلامية على مستوى العالم، هل ترون أن هذا يتحقق بمشروع القناة الفضائية الإسلامية التي تستقطب كل أعلام الدعاة والإسلاميين وما رأيكم في برنامجها واستراتيجيتها والفائدة التي ترتجى منها؟
أنا لا أعلم أن هناك قناة، هذا السؤال يذكرني بموضوع، والله ما دخل إبليس على المسلمين بباب أوسع من هذه القنوات الفضائية، إنه يهدم في ديننا ويهدم في ذاتيتنا، وكل شاب يرى أشياء تهز هذه القيم الموجودة في نفسه، والحقيقة المطلوب منا أن نقوي الحصانة عند أبنائنا، الطريق السلبي لا يفيد أبداً، إذا منعت أبنائي أن يشاهدوا في بيتي فإنهم يذهبون إلى الجيران ليشاهدوا. ينبغي أن أجعل الحصانة في هؤلاء، وأن أجعل الواحد فيهم عندما ينظر إلى هذه المناظر يغض البصر، ويعلن الاستنكار ويعلن الاشمئزاز، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، كيف هذا الحديث؟ إذا شاهد الواحد امرأة متكشفة لا يطالع فيها ثم يقول اللهم هذا منكر لا أرضاه، لا.. أولاً تظهر على وجهه علامات الاستنكار والاشمثزاز كأنه مر على جيفة، هذا هو الإنكار القلبي، فينبغي أن نحصن أبناءنا بالنسبة لهذه القنوات الفضائية، أنا لا أعلم أنها موجودة ولكن هذا شيء طيب، ولن نريد أيضاً لهذه القناة أن تكون جذابة ولا تقتصر على أناس تتكلم وحسب فينفر الناس، لا، الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه الذي كان كما وصفه ربه على خلق عظيم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، مع ذلك كان يتخولنا بالموعظة مخافة سأمنا، القناة إذا صارت طول الليل والنهار مواعظ لا أحد يقربها، لا بد أن تكون فيها أشياء جذابة يمكن أن تجذب هؤلاء الشباب إلى الحق، وأن يكون فيها عنصر يرغب الناس لكي يروها.
 
- الأخ عبد المجيد الزهراء يقول: من كتبكم كتاب لدراسة الحلية لأبي نُعيم، وأخذتم على مصنِّفه إيراده للأحاديث الضعيفة والموضوعة والقصص والحكايات التي لا خطام لها ولا زمام ما رأيكم ما سبب ولوع كثير من المسلمين اليوم بالموضوعات والروائيات؟
أولاً علماؤنا رضي الله عنهم وجزاهم عن الإسلام الخير كانوا يروون الأحاديث بأسانيدها، والأسانيد بالنسبة للمتخصصين يعلمون بواسطتها أن هذا الحديث ضعيف، إنهم يريدون أن يؤدوا ما بلغهم من العلم مع الدقة ومع الأمانة في هذه الدقة، أما سبب انتشار الأحاديث الموضوعة فالأسباب متعددة، منها الجهلة الذين عبر عنهم العلمـاء المتقدمون بأنهم قصاص، هؤلاء القصاص الذين يأتون بالقصص الجذابة، ابن قتيبة رحمه الله في كتابه تأويل مختلف الحديث قال لا يزال في السبعين ألف بدل واحد، يقول من قال لا إله إلا الله خرجت هذه الكلمة من فمه طاهرة، لها سبعون ألف رأس وفي كل رأس سبعون ألف لسان وكل لسان يتكلم سبعين ألف لغة.. يقول ما يزال في السبعين ألف واقعاً.. وتعلمون القصة التي جرت مع أحمد بن حنبل رحمه الله ويحيى بن معين، تصوروا في بغداد بلد العلم في زمن أحمد بن حنبل يوجد ناس يشتركون على الله، وقف واحد في مسجد الرصافة وكان موجود به أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وكلاهما أمير المؤمنين في الحديث، فقال حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، نظروا إليه وقالوا والله عمرنا ما رأيناه، لما خلص ناداه يحيى بن معين.. هذا سائل يجمع فلوس.. ظن أنه يريد أن يعطيه فلوساً فجاء إليه، قال أنت سمعت هذا من يحيى بن معين وأحمد بن حنبل؟ قال له نعم.. قال يا عدو الله أنا يحيى بن معين، وهذا أحمد بن حنبل، ونحن والله ما سمعنا بهذا الحديث، قال أنا سمعت أن هناك رجلاً أحمق يقال له يحيى بن معين، ألا تعلم أني رويت عن سبعة عشر رجلاً كل منهم اسمه احمد بن حنبل.. وقد ظن أنه يخلّص نفسه من الناس ولكنه والله لا يخلص نفسه من بين يدي الله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتواتر: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
 
- الدكتور محمود حسن زيني الأستاذ بجامعة أم القرى يقول: يحلو لعدد غير قليل من المحدثين أن يعد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرّة من التراث الذي يجوز قراءته قراءة حداثية، هل نسمع من فضيلتكم توضيح رأيكم الكريم في هذا الشأن؟
أعوذ بالله.. المذاهب الضالة يا إخوان بشكل عام تلجأ إلى الغموض، مرة من المرات قرأناً نصاً من هذه النصوص الأدبية التي تسمى شعراً، كنـا في قسـم اللغـة العربية، فأنا أعلنت جهلي وعدم فهمي لهذا النص، فسألت زملائي من الدكاترة قلت هل فهم أحد؟ قالوا والله ما أحد فهم، فإذا كان المختصون في اللغة العربية لا يفهمون هذا النص فمن يفهمه؟ قالوا لا بأس كل واحد يفسر هذا النص كما يشاء، وهذا هو المقصود، هل هذه يا إخواني مهمة البيان؟ فهذا المذهب الذي يتجرأ على كلام الله وعلى الحديث الذي هو إما أن يكون وحياً إبتداء أو يكون وحياً إقراراً من الله سبحانه وتعالى، هل يجوز أن نطبق هذا؟ معاذ الله.. هذا اتجاه منحرف وغير سليم، إخواني المختصين بالأدب ربما أعرف مني بهذا الذي يقرأ يتيمة الدهر للثعالبي في عصره كثير عن الشعراء ذكرهم لكنهم ماتوا، ماتوا على الزمان، ما بقي إلا المتنبي والمعري وأبو تمام وهؤلاء العمالقة، وهذا الاتجاه سيكون مآله إلى الموت ولن ييق له شيء، أن نحكِّم مثل هذه المذاهب الغامضة في كلام الله وفي حديث رسول الله، معاذ الله أن يكون هذا شيئاً صحيحاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :479  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.