شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور محمد أحمد الرشيد ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أخي الكريم الصديق العزيز عبد المقصود خوجة، أخي الكريم، بل أستاذي وشيخي الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ، إخوتي الأجلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعتقد أني محظوظ جداً، كانت الأيام الأخيرة ليس عندي متسع من الوقت لأن أكون في مثل هذه المناسبة في مساء يوم الاثنين، ولكن هذه من المرات النادرة التي أجد نفسي حراً وقادراً على حضور هذه الأمسية، وهذا حسن طالع بالنسبة لي أن أكون قادراً على المساهمة في هذه الأمسية، في ثلاث حاجات عن أخي وأستاذي الأستاذ محمد لطفي الصباغ، ومعرفتي به ليست معرفة الأستاذ بطلابه وإنما قريباً منه منذ أكثر من ثلاثين عاماً، عرفت الدكتور الصباغ عندما كنت طالباً يافعاً وكان هو شيخاً كبيراً، وأتذكر حينما حظينا به في الكلية التي كنت أدرس فيها آنذاك كانت بهجتنا وسرورنا به كبيراً لأننا تعودنا منه أسلوباً في التعليم لم نكن نألفه من قبل، عرفنا فيه العالم المخلص الدؤوب القادر عن التعبير عن فكرته عن وعي وعن معرفة حقة كما يريد أن يعبر عنها، وقدر لي في الحقيقة في ذلك الوقت أن أكون من المعجبين به وهو لا يعرفني، ولكني أردت أن ألتصق به وأن ألزم نفسي به، وهو نعم الرفيق ونعم الإنسان، وشاء الله أن أتغرب زمناً يقارب ستة سنين وحينما رجعت وجدت الدكتور محمد لطفي الصباغ كما عرفته في محبته وأخوته وشفقته على من يعرفه وعلى من قدر له أن يكون تلميذاً له.
لقد فاتني كثير من الأحاديث التي قيلت عنه ولكني أريد أن أتحدث عن جانب قد لا يكون قد تطرق له كثير من الإخوان، الجانب الذي قد يجهله بعض الإخوان، فبيني وبين الدكتور محمد لطفي الصباغ مداعبات كثيرة، وأتجرأ عليه وهو مشكوراً يقبل مني مداعبتي أحياناً، دخل علي في يوم من الأيام وإذا به مهموم ومتعب، فأردت أن أعبر له على أنه هو سبب شقائي وسبب تعبي فقال لماذا؟ قلت ابتليت بأم تستمع إليك ظهر كل يوم، وكل ما حدثتها بحديث أرادت أن أطبق ما قال الشيخ، وفي يوم تحدثت بأن من يقرأ القرآن لا بد أن يستقبل القبلة، وكنا نضع لها طاولة (ماصة) كبيرة ومصحف كبير، عندما دخلنا قالت تعالوا احملوا الماصة واجعلوها تجاه القبلة لأن الشيخ لطفي قال هكذا.. فهذه واحدة منها، والحقيقة التعليقات الأخرى لا يتسع لها الوقت. ولكن الشيخ لطفي تعود مني وتعودت منه أن نتداعب وللزملاء والإخوان الذين لا يعرفون هذا الجانب فيه والحقيقة أن هناك جداً مهمة، وأنا آنس فيه كثيراً وحينما أحس بهم أشتكي إليه وأحياناً أختصه بدعابة أو بنكتة.. الدكتور محمد لطفي الصباغ الحقيقة له مواقف نبيلة كثيرة ليست فقط معي وإن كنت أدين له بالفضل، ولكن مع أناس كثيرين، أعرف أن كثيراً من وجوه المجتمع في السعودية كان له الفضل الأكبر في أن مكنهم من مواصلة دراساتهم وحاول أن يكون عوناً لهم في بعض المهمات التي أنيطت بهم وكان نعم العون، وقليل من الناس يعرف الجهود التي بذلها مع هؤلاء النفر الذين نعرفهم في مجتمعنا، وكان له دور كبير في إسداء النصح والمشورة.
أما الجهود العلمية الأخرى فلا تخفى على بعض الإخوان، وله الكثير من الجهود الإصلاحية بين الناس وخاصة الذين يرى أن لهم مقاماً وينبغي ألا يتخاصموا، وأعرف حرصه الدائم على فض المنازعات والخصومات ودياً وحبياً، وكانت دائماً مجدية ومفيدة، وأعرف أن الدكتور محمد كذلك من الناس الذين يُلجأ إليهم حتى من خارج المملكة، يلجأون إليه ويستشيرونه ويأخذون برأيه، والدكتور محمد حقيقة عمل معنا في السعودية دون أن يتوقف على دوره الرئيسي كأستاذ في الجامعة، بل تعداه إلى جهود مشكورة مباركة في حلقات الذكر بالمساجد، وجهوده في مواسم الحج كواحد من أفراد الإفتاء في مواسم الحج لسنوات عديدة ولا يزال، وأعرف أنه حينما يأتي رمضان يذهب إلى قطر وهو من المشائخ المعتبرين في الدوحة، يستمعون إليه ويعزونه، ويجلونه ويستفيدون من تعليمه ودروسه هناك، الدكتور محمد لطفي الصباغ إن أردته عالماً فهو عالم فاضل، وإن أردته صديقاً فنعم الصديق، وإن أردته كذلك كما بالنسبة لي مؤانساً ومسلياً فهو كذلك.
أما أنت يا صديقي الأستاذ عبد المقصود خوجة فإني لا أعرف أن أعبر لك عن غبطتي وسروري، وأشعر بشيء من الزهو أن واحداً من أبناء المملكة العربية السعودية يكون في المكان الذي أنت فيه، تحتفي بالعلماء وبالأدباء وتكرمهم وتعطيهم في الحقيقة ما يستحقون، وتعبر ليس فقط باسمك وإنما باسم كياننا كله، حكومتنا، وحتى نحن أفراداً، تقوم بشيء يعز علينا أن نقوم به، شكراً لك، أن تحتفي بهؤلاء مساء كل اثنين، وأخص بالذكر أن تحتفي بشيخي وأستاذي وصديقي الدكتور محمد لطفي الصباغ.. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :554  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج