شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((في حفل تكريم سعادة الدكتور محمد سعيد القحطاني)) (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله خير من تعلم، وأصدق من أعلم عن الله عزّ وجلّ.
وبعد، فالحقيقة أني أشعر بسعادة كبيرة الليلة، أشكر فيها أخي الوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي جمع على هذا النحو وفي هذه الأمسية الطيبة كي يكرم زميلاً عزيزاً وشخصية محترمة في هذا البلد، واحترامها كان بسبب خدمتها لهذا الوطن، وبسبب ما تتمتع به من كفاءة وتضحية وصبر وخلُق، وفي هذا الأمر نعمة من نعم الله عزّ وجلّ، فقد كان ما تمثل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما وصف به هو أنه كان على خلُق عظيم.
أشعر بسعادة الليلة لأني بين أستاذي الجليل الدكتور رضا محمد سعيد عبيد مدير جامعة الملك عبد العزيز وبين زميلي الدكتور محمد سعيد القحطاني، فأشعر بفخر أنني بينهما، لأن قضية التعليم هي قضية هذه الأمة، ومن نعم الله علينا الليلة أن نكرم هذا الرجل الذي أعتبره من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه لأنه أخلص في عمله، ولأنه صدق في عمله، ولأنه صبر وامتحن، وامتحن حتى من أصدقائه، وكأني به يتمثل قول الشاعر:
وإخوان تخذتهم دروعاً
فكانوها ولكن للأعادي (2)
وخِلتهم سهاماً صائبات
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوبٌ
لقد صدقوا ولكن عن ودادي
هذا الرجل تعرض لكثير من المحن وللأسف أصدقاء الرخاء الذين هربوا وقت الشدة، ولكنه صبر وصدق وواصل حتى أكرمه الله -عزّ وجلّ- وأظهره على هذا النحو، وصدق الله عزّ وجلّ حيث يقول: فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض (الرعد: 17)، وقد مكث هذا الصديق المخلص يواصل أداء الرسالة التي آمن بها حتى أكرمه الله، وأظهره على هذا النحو، فهنيئاً له ومرحباً به في هذه الليلة، وجزاكم خيراً جميعاً، تجتمعون الليلة لتكرموه، ولنعلن كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقول له: إننا نحبك يا دكتور، كما أمرنا رسول الله أن نقول لمن نحب إننا نحبك، نحبه لأنه رجل، ولأنه محترم، ولأنه خدم هذه البلاد بصورة صادقة، وعرف حق هذا الوطن معرفة حقيقية، لكني أنتهز هذه الفرصة الطيبة بين أستاذي الجليل الذي كافح وجاهد -جزاه الله خيراً- في مراحل التعليم المختلفة وحمل لواء جامعة الرياض مع أستاذنا الفاضل الدكتور عبد العزيز الخويطر ثم حمل مسؤولية جامعة الملك عبد العزيز، على هذا النحو الذي نفخر به جميعاً.
أنتهز هذه الفرصة بوجودهما بيننا لأقول إنني أسأل الله أن يأخذ بأيديكما لإخراجنا من المأزق التعليمي الذي نحن فيه، أشعر بأننا كلما تقدمت بنا السنوات كلما دخلنا في مأزق خطير لأن الشباب أصبحوا يتدافعون على أبواب الجامعات ولا يعرفون إلى أين المسير؟
الكل يريد أن يلتحق بالجامعة، وأنتم تفتحون صدوركم وقلوبكم لأبنائنا، ولكن لا بد أن نسأل إلى أين يقودنا هذا الأمر؟ وإلى أين ينتهي بنا هذا الأمر، فقد أصبح على أبواب ديوان الخدمة، كنت أظنها مئات ولكنها أصبحت آلافاً من الشباب تبحث عن عمل، أي عمل، وديوان الخدمة يقول للناس إن الوظائف موجودة، وهي بالفعل موجودة، ولكنها لا تصلح لهؤلاء، فكأننا في حاجة إلى أن نُعيد النظر في مناهجنا الجامعية وفي برامجنا الجامعية، وفي درجاتنا الجامعية، وربما أن نعيد النظر فيما دون ذلك، لأن القضية أصبحت مسؤولية أمام الله عزّ وجلّ ثم أمام مسؤولية هذا الوطن الذي نسعى جميعنا لرفعته. أسأل الله أن يأخذ بأيديكم حتى تخرجونا من هذا المأزق أو حتى نتدارك الأمر قبل أن يصل إلى مرحلة نحسُّ فيها بأن هؤلاء الشباب بدأوا مرحلة من الضياع، أو أصبحوا يتجولون بدون هدف.
أكرر شكري وتقديري لأخي الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذه الليلة الطيبة وأرحب بالصديق الدكتور محمد سعيد القحطاني وأشعر بسعادة أنني بينكم جميعاً، وشكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة
 القراءات :343  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج