شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور سعيد السريحي))
حين نكون في حضرة ضيفنا هذا المساء، فإننا نكون في حضرة شخصية ثرية متعددة الجوانب، من حقنا أن نطرح تساؤلاً حول أي جانب من جوانب هذه الشخصية نحتفي به، فكل جانب من جوانبها جدير بالاحتفاء به.
انخرط ضيفنا الذي حمل شهادة جامعية من قسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة القاهرة، في العمل بشركة مصر للتمثيل والسينما، ولم يكن له أن يجسِّر المسافة بين دروس الجامعة وشروط العمل، لولا هذه القدرة على الجمع بين ما يكاد يكون من باب الأضداد.
وحين أصبح القلم إصبعاً سادساً في كف ضيفنا، تأبّى عليه أن يكون محصوراً، أو محاصراً، في فن واحد من فنون الكتابة، ووجد قارئوه فيه مبدعاً تارة، ومترجماً تارة أخرى، ودارساً حيناً وكاتب مقال يمتد من آفاق السياسة حتى أعماق المجتمع.
ومن يتصفح سيرة ضيفنا المحتفى به، سيجد له روايات بلغت ثماني عشرة رواية، ومجموعات قصصية بلغت ثلاث عشرة مجموعة. وحين جعل من الأطفال محور اهتمامه، كتب لهم ثلاث روايات ومجموعة قصصية. كما أن له في باب الترجمة أربع روايات مترجمة، وفي مجال الدراسات الأدبية تسع دراسات، توزّعت بين العناية بشيخ نقاد مصر محمد مندور، وأدب الرحلة في التراث المعاصر، مروراً بثقافة المصريين، وغيرها من الدراسات التي تمثل جانباً مهماً في شخصية الباحث التي تجاوزت شخصية الروائي والقاص والمترجم وكاتب المقال، والتي تكوِّن في مجملها هذا الرجل الذي نحتفى به فؤاد قنديل.
ولعل هذا الثراء والتعدد يغرينا بأن نتخذه أنموذجاً للشخصية المصرية التي احتفى هو نفسه بالكشف عن ملامح هويتها في مقاله الذي نُشر قبل أربعة أيام بعنوان: "الهوية المصرية"، مؤكداً فيه ما تتميز به هذه الهوية من ثراء وتعدد، يجعلها عصية على أن يتم اختصارها في شخصية أحادية الجانب عما يريد لها من يخططون لتحويل الشعب المصري إلى جماعة، أو أتباع جماعة تكتسب ملامحها من مانيفيستو حزبيّ، لا من تاريخ مصر العظيم الممتد من عمق التاريخ، والذي استعصت فيه مصر على كل محاولات القولبة والتدجين، فلم تكن قط شيعية حين أحكمت الدولة الفاطمية قبضتها عليها، وعجز العثمانيون عن تتريكها حين غدت ولاية من ولاياتهم، وارتد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي خائبين، وبقيت مصر هي مصر تقاوم كل من يحاول اختصارها، أو ترسيم ملامح وجوه أهلها أو تحويلها إلى كوادر حزبية.
نحتفي الليلة بضيفنا فؤاد قنديل، ونحتفي بالشخصية المصرية التي يمثّلها في صبرها حين تصبر، وغضبها حين تثور، وتأبّيها في الحالين عن أن تتعرض للتشويه.
عريف الحفل: شكراً الكلمة الثانية لسعادة الأستاذ محمد علي قدس، الكاتب والأديب.
 
طباعة
 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج