((الحوار مع المحتفى به))
|
نازك الإمام: شكراً لك أخ محسن. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. صاحب السمو، أصحاب المعالي أصحاب الفضيلة أصحاب السعادة الإخوة والأخوات الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
إن ضيفنا الليلة يعتبره الجميع من أوائل الأسماء القليلة التي نادت وطالبت بإنشاء صندوق سيادي سعودي للمملكة العربية السعودية والمعروف بصندوق الأجيال القادمة، حيث أكد على ضرورة تعديل مسار اقتصادنا السعودي ليكمل مسيرته ويساهم في تحقيق مستوى معيشة أفضل للجيل الحالي وللأجيال القادمة بإذن الله تعالى، وقد اتفق ضيفنا الكريم مع الدعوة التي بدأت تظهر في الساحة الإقليمية والمحلية بضرورة تبنّي استراتيجية لمرحلة ما بعد النفط، وهنالك جهود متفاوتة في الدول الخليجية في هذا الاتجاه، مع ضرورة إدراج مفهوم النضوب الاقتصادي لتكوين استراتيجية متكاملة تتعامل مع الواقع، يبدأ تنفيذها فوراً مع إعطائها الطابع الطارئ والعاجل والأولوية في التطبيق حتى يتحقق هدف وجود اقتصاد سعودي أو خليجي متنوع لا يعتمد على الإيرادات النفطية بالشكل الذي هو عليه الآن، مشيراً إلى أن التحدي الحقيقي الذي يواجه المملكة العربية السعودية هو كيف يمكن تقليل اعتمادنا على النفط كمصدر وحيد للدخل، وهو نفس التحدي الذي تواجهه كل الدول المنتجة للنفط، مؤكداً من خلال خبرته أن المملكة العربية السعودية مستعدة لهذا التحدي بتنويع مصادر الدخل. |
نرحب بسعادة الدكتور محمد سالم بن عبد الله سرور الصبان الخبير النفطي والمستشار الاقتصادي لوزير البترول والثروة المعدنية ضيفاً في اثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، ونبدأ من قسم السيدات بطرح الأسئلة ولدينا العديد من الأسئلة، والحقيقة أن الحضور كبير والأسئلة كثيرة، ولكن نبدأ مع الأستاذة الإعلامية منى مراد مراسلة صحيفة (هام) الإلكترونية وصحيفة "الإحساء نيوز" فلتتفضل. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سعادة الدكتور محمد سرور الصبان لقد ختمت كلمتك بالحديث عن صندوق سيادي للمملكة ونحن نعلم أنك كنت من بين أوائل المستشارين الاقتصاديين الذين طالبوا بإنشاء هذا الصندوق الذي يُعنى بوضع ضوابط وقواعد تستثمر فيه المملكة معظم فائض أموالها فيكون هذا الصندوق بمثابة المستقبل الآمن الذي يقينا شر تقلبات السوق النفطية المفاجئة، سؤالي: نعلم أن هناك كثيراً من المصاعب والمبررات تعوق أو تؤخر تأسيس هذا الصندوق في الماضي وفي الوقت الحالي، فهل يمكن توضيح أسباب وجود تلك المصاعب أمام إنشاء هذا الصندوق على المستويين المحلي والعالمي؟ شكراً. |
الدكتور محمد سالم الصبان: شكراً أختي الفاضلة. في الواقع ليست هناك مصاعب، ولكن هنالك عدم اقتناع من البعض. المصاعب كلها قابلة ومرشحة للحل والحلول الكثيرة، وكما ذكرت فإن هناك تخوفاً من عدم الشفافية وبالتالي الإجابة أن يتم توفير الشفافية، أن تكون هنالك رقابة على هذه الشفافية، أما التخوف من عدم وجود كفاءات فإني أقول بأن هناك كفاءات سعودية وحتى لو افترضنا بأنه ليست هناك كفاءات سعودية، نستطيع في البداية أن نستعين ببعض الخبرات الأجنبية وبيوت الاستشارات هي التي أعانت الدول الخليجية الأخرى على تأسيس صناديقها السيادية، لكن العقبة الوحيدة تكمن في اقتناع بعض المسؤولين لدينا وليس ولي الأمر، فوليّ الأمر متفهّم بإذن الله، أما بعض المسؤولين فيودون أن يروا أموال هذه الاحتياطيات شبه سائلة، تحسباً لأي تغيرات في أسعار البترول، وأيضاً فإن طاقة المملكة الاستيعابية وطاقة الاقتصاد السعودي الاستيعابية أكبر بكثير من الطاقة الاستيعابية لدول الخليج هذا صحيح، لكن لِـمَ نطالب؟ نستطيع أن نحتجز لدينا أربعمئة مليار من احتياطيات صندوق الاستثمارات العامة، ونستطيع أن نحتجز مبلغ مئتي مليار ريال أو أربعمئة مليار للطوارئ ونستثمر الباقي، لكن ليس عذراً أن نحتفظ بكامل الثلاثة ترليون ريال ونقول إنه نتيجة للتخوفات الموجودة فلن نفعل بها شيئاً سوى أن نضعها على هيئة سندات في خزانة بعض الدول الصناعية والتي لا تعطي فائدة إلا في حدود نصف أو واحد في المئة، وتتآكل قيمتها الحقيقية نتيجة لارتفاع معدلات التضخم العالمي. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ خالد المحاميد من جريدة الوطن. |
السلام عليكم ورحمة الله، معالي الضيف الكريم في نهاية المطاف سيتوصل العالم إلى توفير طاقة بديلة، وهو يعمل بجد وجهد وينفق الأموال الكثيرة للوصول إلى هذه النتيجة، فكيف سينعكس هذا على اقتصاد الدول المنتجة للنفط؟ شكراً. |
الدكتور محمد سالم الصبان: شكراً على السؤال. لقد أثرتُ هذه النقطة خلال حديثي عن سوق البترول العالمي، وقلت بأن هنالك تغيرات هيكلية في جانب الطلب وفي جانب العرض. في جانب الطلب فإن البدائل قد بدأت تحتل حتماً مكاناً متزايداً أو تأخذ حصة متزايدة من نصيب البترول في هذا القطاع، التفكير الآن -وهذا أعلنه أوباما قبل شهر- أنه سيتم تسييل الغاز الصخري المستخرج بالإضافة إلى البترول الصخري ليُستخدم في قطاع النقل. كلنا يعرف حجم الهيكل الأساسي أو التجهيزات الأساسية التي بدأت تنتشر بين السيارات الكهربائية في الدول المتقدمة، حيث تتوفر أعمدة شحن توليد الكهرباء بجانب محطات المترو وبالتالي فإن أية سيارة كهربائية تقف يتم شحنها لحين انتهاء المشوار الخاص بها، فالسيارات الكهربائية قادمة، ومعظم النقل العام في الدول الصناعية الآن وبعض الدول النامية بما فيها الصاعدة يستخدم الغاز ويستخدم الكهرباء ولا يستخدم إطلاقاً البترول، فهنالك تحول حقيقي في الأسواق لكن ولحسن حظنا كما ذكرت فإن الدول الصاعدة لا يزال الطلب فيها وكذلك الطلب العالمي على البترول متزايداً، لكن هذه أيضاً سيأتي وقت تبدأ فيه بالانخفاض التدريجي، لذلك لا بد من أخذ هذه الحقيقة في الاعتبار ولا بد من التخطيط لهذا الأمر، ولا بد من وضع رؤية لما نريد أن تكون المملكة عليه في خلال العشرين سنة القادمة. نحن نأمل كما ذكرت في أن تستمر أسعار البترول مرتفعة ونأمل أن نستمر في معدلات إنتاجنا الحالية، لكن وما نيل المطالب بالتمني، ومشكلتنا الأساسية كما ذكرت هي أننا بحاجة إلى تخطيط واضح ومتابعة وهذه موجودة وسيتم تحقيقها بإذن الله خلال الفترة القادمة، لأن هناك استثعاراً بالتحولات هذه التي يتحدث عنها الكل حتى في داخل المملكة، وللأسف أن بعض الكتّاب ولنا من بينهم زملاء قد حاولوا أن يقللوا من الثورة القائمة بالنسبة للغاز الصخري والنفط الصخري ودعوا إلى عدم الاهتمام بها، وهذا في رأيي يمثل ظاهرة خطيرة لأنه يعمل على تخدير الاقتصاد وتخدير اتخاذ قرارات سليمة وحاسمة في هذه المرحلة. |
عريف الحفل: قبل أن ننتقل إلى قسم السيدات، نود التنبيه إلى أن الوقت المخصص للأمسية قد شارف في الحقيقة على النهاية أو انتهى تقريباً، ولكن بقي لدينا الكثير من الأسئلة وفي قسم السيدات أيضاً نرجو... إذاً كما ذكر لي الشيخ عبد المقصود ستمدد الأمسية إلى الحادية عشرة والنصف ولكن نرجو الاختصار في الأسئلة أو في الإجابات أيضاً لنأخذ أكبر قدر ممكن إن شاء الله من الأسئلة. تفضلي الزميلة نازك. |
الأستاذة نازك: كلمة مختصرة الآن لشقيقة ضيفنا سعادة خديجة بن عبد الله سرور الصبان, فلتتفضل. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. آسفة فصوتي مصاب.. أخي الكريم قال لي أنتم الأهل والإخوان طبعاً لن تتكلموا لكني سأقول كلمة صغيرة جداً في حقه وهي شهادة صادقة: أخي مثلما هو رجل متميز في تلك المجالات التي عمل بها، فهو أيضاً رب أسرة متميز وأب متميز وداعم لمسيرة المرأة وأقول ذلك من خلال تجربتنا حيث دعمنا وجعلنا نقتحم كل المجالات في خدمة تطوير أنفسنا وفي خدمة المجتمع.. هو أخ بار أخ بار أخ بار جزاه الله خيراً. |
عريف الحفل: شكراً دكتورة خديجة. السؤال مع الأستاذ صالح بن خميس الزهراني، الكاتب الصحفي. |
مساكم الله بالخير، شكراً سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على استضافتك هذه القامة الكبيرة من أبناء الوطن الذين مثلوا المملكة بكل جد وإخلاص، شكراً لمعالي الشيخ هشام ناظر الذي أتاح الفرصة وأحسن الاختيار بأن اختار هذا الرجل الطيب. لقد تحدثت عن المليارات والترليونات الخارجية والداخلية ونسمع أن لدينا بالمملكة العربية السعودية طفرة اقتصادية أو تضخم اقتصادي، فما هو تأثير هذا التضخم على الوطن والمواطن؟ وشكراً لك. |
الدكتور محمد سالم الصبان: باختصار طبعاً؛ نتيجة للعصر الذهبي الذي نعيشه ونتيجة لتزايد عائداتنا البترولية استطاعت المملكة أن تزيد من إنفاقها الحكومي على مختلف المشاريع، وكان هنالك العديد من التجهيزات الأساسية التي بدأت تعاني نوعاً من الاختناقات مثل المدارس والمستشفيات والمطارات وحتى المشاريع العملاقة الصناعية، كل هذه بدأت الحكومة من خلال الميزانية ترصد لها مبالغ ضخمة سواء بالنسبة لمشروع توسعة الحرمين أو بالنسبة لمشاريع القطارات أو بالنسبة للمستشفيات إلى آخره.. وهذه بكل وضوح بدأت تدريجياً تؤتي فائدتها أو مزاياها لكنها لن تتحقق فجأة وإنما ستستغرق بعض الوقت لكي تظهر مزاياها على المواطن، لكن في تصوري أن هنالك تقنيناً أيضاً بالنسبة إلى الإنفاق حتى لا يؤثر على معدلات التضخم المحلي وهذا هو محور سؤالك؛ فبالإضافة إلى الإعانات المقدمة إلى مختلف القطاعات تحاول الدولة أن تتحكم بمعدلات التضخم بحيث لا تزيد ولله الحمد فقد بقيت هذه السنة في حدود أربعة إلى خمسة في المئة بحسب الإحصائيات الرسمية، ولو كنت أعتقد أنها أكثر بقليل من هذا الرقم. |
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات تفضلي الزميلة نازك. |
نازك: السؤال من السيدة هوازن السيد حرم سعادة الدكتور محمد سرور الصبان فلتتفضل بالسؤال. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحقيقة ليس لدي سؤال بقدر ما هو طلب شخصي من زوجي العزيز وأنا دائماً ألح عليه في هذا الطلب وأطلب منه برجاء خاص أن يبدأ بتدوين كتاب يضم الخبرة الطويلة وسنوات المفاوضات الطويلة والصعبة التي خدم خلالها بلدنا وخدم مجتمعنا الغالي، وأتمنى منكم أنتم السادة الحضور والسيدات أن تقفوا معي وتضموا صوتكم إلى صوتي وتطلبوا منه الإسراع في تدوين هذا الكتاب .. وشكراً جزيلاً لكم. |
نازك: شكراً لك أستاذة هوازن. |
الدكتور محمد سالم الصبان: طبعاً لا أستطيع أن أقول لا، وإلا فلن أستطيع العودة إلى البيت. شكراً غاليتي، شكراً. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ مشعل الحارثي. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ضيفنا الكريم، أكرر الترحيب بكم مجدداً في هذا المنتدى العامر بصاحبه والمتألق برواده وحضوره الأفاضل. ضيفنا الكريم أشرتم في كلمتكم إلى الاستنزاف الكبير من إنتاجنا البترولي لتأمين مصادر الطاقة بالمملكة وعلمنا أيضاً بوجود مركز لكفاءة الطاقة، فحبذا لو ألقيتم الضوء على هذا المركز ودوره في تأمين مصادر بديلة للطاقة، وأيضاً لماذا غابت حملات التوعية للمجتمع حول أبعاد هذه المشكلة وحول اتخاذ خطوات فاعلة لتخفيض استهلاك الطاقة؟ شكراً لكم.
|
الدكتور محمد سالم الصبان: شكراً. باختصار أتفق معك بأن حملات التوعية غائبة تماماً، لكن لا بد من البدء بها.. حتى حينما تبدأ حملات التوعية تكون عادة بصورة مؤقتة وتنتهي، كأنما هي فقاعات. أعتقد أن الاستمرارية مهمة بالنسبة لها ومهم جداً أمر تفعيل مركز ترشيد استخدام الطاقة الحالي الذي ذكرت أنه بصدد تبني كثير من المقاييس والتشريعات التي تخفض من استهلاك الطاقة. هناك جانب واحد لم تذكره وهو مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وهذه تعمل على تبني مشروعات للطاقة الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، هذه بدأت خطواتها الأولى ويفترض أن تبدأ أول مشروع عام 2014م حيث ستخفف من العبء على البترول. وإضافة إلى اكتشافنا للمزيد من الغاز المحلي غير التقليدي غير الصخري، تم اكتشاف بعض الحقول وكلنا سمعنا عن الاكتشافات التي تمت في حقل (ضبا) وحقل (شعور) وحقل (مدين) شمال تبوك، كل هذه أضافت إلى احتياطيات المملكة، ووصلت الاحتياطات الآن إلى حوالى 284 تريليون قدم2 مكعب من المتوقع أن تزيد عن هذا بكثير في الفترة القادمة، وأيضاً سيساهم وجود مزيد من الغاز الطبيعي في إحلال الغاز في توليد الكهرباء محل البترول. طبعاً نقطة أخيرة أيضاً لم أذكرها وهي الخاصة بتسعير الغاز للصناعة، حيث يتم التفكير الآن بإعادة تسعير الغاز المقدم للصناعة وكلنا لسنا ضد إعادة التسعير لكن لا بد وأن نأخذ في الاعتبار -وهذه نقطة مهمة- التنافسية بالنسبة لـ (سابك) وغيرها من الصناعات البتروكيماوية والتي توجه معظم صادراتها للتصدير العالمي. الآن وفي ظل الانخفاض الكبير في أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة (الآن 3 دولار ونصف لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) لا نستطيع أن نصل إلى هذا في تعديلنا للأسعار، فالأسعار الحالية عندنا 75 سنتاً ولو رفعناها فلا بد أن نأخذ في الاعتبار المستويات الموجودة لأسعار الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية. |
نازك: سؤال مني أنا شخصياً نازك الإمام من إذاعة جدة: |
سعادة الدكتور ذكرت في إحدى المرات على موقعك في تويتر مقولة على لسان الأفعى وهي قولها: "رغم أن البشر يلعنوني فإنني أظل أفضل من الكثير منهم، لأنني عندما ألدغ أحداً منهم فإنني على الأقل لم أقل له يوماً أنت صديقي". فماذا تقصد من هذه الحكمة ولمن وجهتها؟ شكراً لك سعادة الدكتور. |
الدكتور محمد سالم الصبان: لا أستطيع أن أكون شفافاً هنا فالمدام عندكم هناك، لكن هذه كانت تغريدة عابرة ولم يكن لها أي قصد صدقيني يا أختي، لكن في الوقت نفسه هنالك بعض الحكم التي أستعيرها، وهذه التغريدة قد استعرتها من أحد الإخوان وكان يضعها على موقعه فاستعرتها وعملت منها ما يسمى بـ"الريتويت". |
عريف الحفل: أستاذ عبد الحميد الدرهلي. |
بسم الله الرحمن الرحيم، إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي سعادة الدكتور محمد سالم الصبان نرحب بكم في هذه الأمسية البهية التي زدتها نوراً على نور، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. لقد تفانيت في عملك وتفوقت بفضل الله وحسن النية والصلاح، ونلت محبة وثقة وتقدير كبار المسؤولين في المملكة، بمثل ما نال جدكم الوقور المرحوم محمد سرور الصبان وزير المالية... أقترح عليكم أن تؤسسوا مكتباً استشارياً اقتصادياً لخدمة هذا البلد في المجال الصناعي والزراعي.. أولاً: اكتشفت إسرائيل حقلاً بترولياً ضخماً في البحر الأبيض المتوسط أي قريباً من الحدود اللبنانية، وذكرت جهات أمريكية تساعد إسرائيل في هذا المجال أن إنتاج هذا الحقل الأول سيبدأ في عام 2017 ميلادي، وهذا الحقل ينتج ما يزيد أو أكثر مما تنتجه المملكة العربية السعودية من النفط والغاز، وإنتاج النفط في شمال أميركا من الغاز من الصخر الحجري كذلك يزيد عن إنتاج المملكة. أخي: هل سيؤثر هذا الإنتاج العظيم الإسرائيلي والأمريكي واللبناني من النفط والغاز في تدني تسويق النفط السعودي وتدني مدخول المملكة وكذلك دول الخليج العربي في الأسواق العالمية؟ وماذا على المملكة أن تفعل بمواجهة هذه المنافسة العارمة المدوية على اقتصادها؟ ثانياً: ماذا تعمل أرامكو؟ |
الدكتور محمد سالم الصبان: بثانية واحدة: الاكتشافات الإسرائيلية لن تزعج المملكة، لكن هناك تخوفاً من تعدي الاكتشافات الإسرائيلية هذه في البحر المتوسط على المياه الإقليمية اللبنانية، غير أن هذه مسألة لن يكون لها تأثير على المملكة وشكراً. |
عريف الحفل: قسم السيدات تفضلن. |
نازك: سؤال باسم المجموعة: كيف ترى حاضر ومستقبل النفط السعودي وتأثير أوضاع الاقتصاد العالمي عليه بشكل عام؟ شكراً لكم. |
الدكتور محمد سالم الصبان: الاقتصاد العالمي يعاني حتماً الآن من تدني في معدلات النمو وخصوصاً في الدول الصناعية، أي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وحتى الصين.. كل هذه الدول تأثرت؛ فمعدلات نموّها التي عهدناها في حدود تسعة في المئة وعشرة في المئة بدأت تنخفض إلى أقل من ثمانية في المئة - من سبعة إلى ثمانية في المئة- حتماً فإن الطلب العالمي على البترول مرتبط بالأداء الاقتصادي العالمي، كلما انخفض الأداء الاقتصادي العالمي تأثر الطلب على البترول، وبالتالي لولا الأحداث الجيوسياسية في المنطقة لرأينا هنالك تأثيراً في الأسعار أكبر بكثير مما لحقها اليوم، ولا ننسى أن البرنت في هذه الأيام في حدود مئة وأربعة دولارات، وشكراً. |
عريف الحفل: طبعاً تبقى لنا حوالى عشر دقائق إلى ربع ساعة، نتمنى إن شاء الله أن نأخذ أكبر قدر ممكن من الأسئلة. السؤال الآن مع معالي الدكتور مدني عبد القادر علاقي. |
سعادة الدكتور محمد سالم الصبان شكراً على هذه الأمسية الراقية علماً وعملاً وخلقاً وتأدية.. لقد ذكر السيد رالف نادر الناشط الاقتصادي الأمريكي المعروف في مجال حقوق الإنسان والمجتمع أمام مؤتمر في دبي هذا اليوم، أن على دولة الإمارات العربية المتحدة أن تلغي أو تتخلى عن استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية وتتجه للطاقة الشمسية. سؤالي هو: هل هذه المطالبة بريئة من الناحية الاقتصادية أو السياسية، أم أن هناك مبررات اقتصادية فعلاً لهذا الطلب؟ شكراً. |
الدكتور محمد سالم الصبان: شكراً معالي الدكتور العزيز الغالي. المبررات أنا في تصوري أنها قائمة ومستندة إلى كثير من الحقائق الاقتصادية سواء في الإمارات أو في كل دول الخليج. كل دول الخليج لا تمتلك الكفاءات التي تستطيع أن تدير بها مفاعلات نووية، كل دول الخليج ليست لديها خطة فيما يتعلق بالنفايات النووية وكيفية التخلص من هذه النفايات. الآن الدول الغربية تتخلص من الطاقة النووية، واليابان تخلصت تماماً نتيجة لحادثة فوكوشيما من كثير من المفاعلات، كذلك نجد أن ألمانيا في حدود عام 2020م ستتخلص بالكامل من الطاقة النووية وهكذا في كثير من الدول الأخرى.. المشكلة الأساسية أن هذه التقنية مربحة للدول التي تمتلكها أي الدول الصناعية وتودّ أن تصدرها إلى الدول النامية حتى تحقق ربحاً من جهة ومن جهة أخرى تستطيع أن تربط بعضها ببعض وتصل إلى مناطق توفر الطاقة الكهربائية بصورة آمنة دون أن تكون هي المصدر، والدليل على هذا هنالك مقترح الآن أمام دول شمال أفريقيا بأن تقيم مفاعلات نووية يتم ربطها بجنوب أوروبا عبر البحر المتوسط ليتم ربط الكهرباء أو تقديم الخدمة الكهربائية لدول جنوب أوروبا دون أن تكون هنالك مفاعلات لهذه الدول، فيما تستمر المفاعلات في الدول النامية.. إذاً هنالك مخاوف حقيقية وليست وهمية كما يذكر، وفي تصوري أن على كل دول مجلس التعاون أن تفكر ملياً قبل أن تقدم على هذه الخطوة وإن اتخذت القرار السياسي ببناء المفاعلات النووية فإن عليها أن تتريث حتى تتوفر لها كامل المعرفة في هذا المجال وأن تتوفر لها كيفية التعامل مع النفايات والحوادث لا سمح الله، فمنطقة الخليج ضيقة وصغيرة ومعظم المفاعلات التي ستبنى في الإمارات وغيرها ستكون على الخليج وهكذا فإن حادثة واحدة ستؤدي إلى دمار كبير لا سمح الله. |
عريف الحفل: نازك انتهت الأسئلة من قسمكم؟ |
نازك: لدينا سؤال أخير ونختم به.. سعادة الدكتور بعد عطائكم الكبير والمميز خلال هذه السنوات ما هي تطلعاتكم للقادم من الأيام؟ شكراً. |
الدكتور محمد سالم الصبان: تطلعاتي كبيرة جداً، أنا مواطن مثلي مثلكم وكلنا غيورون على هذا الوطن ونتمنى له الأفضل بإذن الله، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهنالك الكثير من التحديات التي لا يجب أن نتأخر في مواجهتها حتى نضمن بإذن الله لأبنائنا وأحفادنا مستقبلاً آمناً يستطيعون أن يعيشوه برغد ورخاء كما عشناه في هذه المراحل وهذه الفترة. تطلعاتي هي أن لا نوكل للدولة كل شيء وأن يكون كل واحد منا منتجاً ونهتم بأبنائنا فنحسن تعليمهم، ونستثمر في تعليمهم ونحسن تدريبهم حتى ينهضوا بهذا البلد. أملي وحلمي أن أغمض عينيّ وأفتحهما ثانية بعد عشر سنوات وأجد أن هذا البلد يدار بسواعد سعودية وقد تقلصت فيه العمالة الأجنبية وبلغ النمو معدلات أعلى بكثير من معدلات النمو في سوق العمل الداخلي فنحقق الرفاهية ونقلل من اعتمادنا الكبير على البترول ونحقق التنوع الاقتصادي القائم على اقتصاد المعرفة بإذن الله. |
عريف الحفل: سؤال من علي الحربي مدير مكتب الاتحاد العربي للشباب والبيئة بالمملكة. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي الأول للدكتور: تجربتكم وخبرتكم في التفاوض ومهارات التفاوض وخبرتكم من خلال الاحتكاك بالمنظمات العالمية كيف ننقلها للشباب في السعودية، خصوصاً وأننا في السعودية ودول الخليج عموماً من أكثر الدول التزاماً بدفع ما عليها من رسوم في تلك المنظمات ومن أقلهم عملاً في تلك المنظمات؟ هذا الشق الأول.. الشق الثاني باختصار... |
اعتراض من الشيخ: لا يا أستاذ سؤال واحد وكفاية.. شكراً. |
علي الحربي: اسمح لي عفواً: نحن نتكلم عن تخطيط دولة وفي المقابل نكتشف أنه في التقرير الذي صدر قبل ثلاثة أشهر أو شهرين تقريباً من أنه خلال عام 2030م سنصبح مستوردين للنفط، يعني 12 سنة أو 19 سنة أو 17 سنة، ألا ترى أن هنالك خطأ في هذا الموضوع؟ شكراً. |
الدكتور محمد سالم الصبان: لقد أجبت على السؤال الثاني، أما السؤال الأول فإنني أتفق معك بأننا نحتاج إلى تهيئة جيل كامل من المفاوضين وأتصور أننا بدأنا وهنالك أكثر من وعي، يعني كما ذكر الشيخ عبد المقصود عضويتنا في مجموعة العشرين هذه عضوية حاسمة تحتاج إلى العديد من اللجان وتحتاج إلى الكثير من الجهد وتحتاج إلى الكثير من المفاوضين، وقد بدأت الآن وزارة الخارجية من خلال سعادة السفير عبد الباري حلواني الذي يجلس بيننا بدأت من خلال معهد الدراسات الدبلوماسية تهيئ بعض الكفاءات، لكنها كلها في جهة والخبرة أو التدريب من موقع العمل هو المكان المناسب، يعني أنه يحتاج إلى جرأة ويحتاج إلى تبني الكفاءات التي ينظر إليها أنها واعدة ورميها في المسبح كما يقال وتتعلم هناك من المفاوضات المختلفة التي تشارك فيها. شكراً. |
عريف الحفل: السؤال الأخير من عبد الهادي حبتور، وكالة الأنباء الفرنسية. |
السلام عليكم، أحييك دكتور محمد. سؤالي هو هل هناك تقديرات لحجم الاستثمار المرصود من السعودية في مجال النفط والغاز؟ ولو تعطينا مختصراً عن أبرز الاكتشافات الأخيرة في هذا المجال وشكراً. |
الدكتور محمد سالم الصبان: أنا ذكرت بالنسبة للاكتشافات قلنا إن هناك اكتشافات غازية كبيرة في شمال غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر حقل (مدين) و(شعور) و(ضبا) إلى آخره، وأيضاً هنالك بعض الاكتشافات في الربع الخالي واستثمارات المملكة كبيرة في هذا المجال ولا تقتصر فقط على استكشاف مزيد من الغاز إنما أيضاً Down Streams "الداون ستريمز" بالنسبة إلى المصافي والصناعات اللاحقة إلى آخره، فهذه استثمارات كبيرة وتوفر إن شاء الله فرصاً وظيفية بأحجام كبيرة. |
|