((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
بسم الله الرحمن الرحيم. أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على حبيبك وصفيك سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الكرام الطاهرين وصحابته أجمعين. |
الأخوات الفضليات الأساتذة الأفاضل. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
خمسة عقود جمان في جيد الوطن الغالي.. عالمات رائدات.. سعدت "الاثنينية" بتكريمهن، سميرة إسلام، أول سيدة سعودية تنال درجة الأستاذية في علم الأدوية.. سلوى الهزاع، حلقت بأبحاثها المتقدمة في طب وجراحة العيون.. خولة الكريع، كبير علماء أبحاث أمراض السرطان.. إلهام أبو الجدائل، صاحبة إنجاز العلاج بالخلايا الجذعية.. حياة سندي، رائدة التكنولوجيا البيولوجية.. وسادستهن فارسة جديرة بالتكريم نحتفي بها الليلة، استشارية ورئيسة قسم جراحة اللثة وزراعة الأسنان في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، ورئيسة مركز أبحاث الأسنان والمواد الحيوية في معهد الأمير عبد الرحمن للدراسات المتقدمة، ورئيسة برنامج الزمالة السعودية لزراعة الأسنان الحائزة على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في 8/1/1432هـ- 14/12/2010م, التحية لهن جميعاً، يسهمن في النهضة والرقي العلمي الذي ينتظم البلاد، ومرحباً بضيفتنا الكريمة الدكتورة أروى بنت علي السيد.. رائدة نفخر بها بين رصيفاتها اللائي سعدن بمؤازرتها ومشاركتها الليلة. |
لم تكن ضيفتنا بمنأى عن أسباب نهضة الأمم ورقيها وتقدمها العلمي. قرأت كثيراً عن علمائنا الأوائل الذين كان لهم قصب السبق في الاكتشافات العلمية الباهرة التي بنى عليها الغرب حضارته فسطعت شمسهم على الغرب، فتشبعت روحها بحب العلم والعلماء والبحث والاستقصاء.. وما زالت عبارة "المعرفة قوة"، يتردد صداها في أروقة العلم، ومحاضن المختبرات العلمية المحلية والعالمية التي عملت فيها، فتيقنت أن ما من أمة نهضت واستوت واحتلت مكانتها اللائقة بها بين الأمم، إلا وكان بنوها وبناتها وَقودها وجذوتها.. فكانت رقماً في خارطة الحياة العلمية الإبداعية في بلادنا الحبيبية، مستفيدة من الانفجار المعلوماتي الذي يعم كوكبنا، ومن وسائل التلاقح العلمي والفكري الذي أصبح ميسوراً ومتوافراً على أطراف الأصابع. |
وما يوجب تكريمها الليلة، أنها لم تضع سقفاً لأبحاثها الطبية الجديدة، بل انبرت لصوغ مشروع بحثي أوسع، سعت من خلاله إلى ابتكار نظام جديد في زراعة الأسنان بأيادٍ سعودية خالصة، يضاهي في فعاليته الأنظمة العالمية السائدة، ويبزها بشموليته وقلة كلفته. وبهذا الأثر المهني والبحثي الناجع، فإنها تكرّس لأفعال حية تعزز من قيمة الناتج الثقافي لأمتنا، فتمنحنا الثقة في قدرتنا على وضع إضافة حقيقية في رصيد الإنسانية، مبصّرة العالم بالجذور الحضارية العميقة لإنسان بلاد الحرمين الشريفين، ومصحّحة النظرة النمطية لصورة المرأة السعودية بإعادة تقديمها من زوايا أغفل البعض النظر إليها من خلالها، فهي الرائدة بين طبيباتنا السعوديات اللائي اقتحمن هذا التخصص الجراحي الحسّاس، والأولى بين الطبيبات العربيات اللائي تفوقن في حقل جراحة اللثة، فنالت فيه عليا الدرجات، ما جعل ضيفتنا الكريمة تدرك أن الحاجة ماسة إلى إنشاء مراكز بحثية متطورة متقدمة بكل أدواتها وتقنياتها وآلياتها، يدعمها القطاعان الخاص والعام، بتوفير أساتذة متفرغين للبحث العلمي بشكل كامل، ينالون مميزات مجزية تدفعهم إلى الإنتاج، ثم قارئ للمنتج من الجهات الحكومية والخاصة تتسابق على احتضان التوصيات والمقترحات التي يتوصل لها الباحثون، ورسم خطط بتخصصات مختلفة تنال الاحترام المجتمعي والتسويق الإعلامي والترويج لما يقدمونه، خاصة وأن المملكة دخلت لأول مرة إلى خريطة البحث العلمي السنوية، في عام 2012م بعد تحقيقها المعايير اللازمة المرتكزة على نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي، ضمن أربعين دولة في العالم، بإنفاقها 0.25٪ من ناتجها القومي على البحث العلمي، بحسب المجلة الشهيرة ''باتيل'' للبحث والتطوير، الصادرة عن مؤسسة باتيل للدراسات في الولايات المتحدة. وما زال الطموح أكبر من ذلك بكثير، إذا علمنا أن ما تنفقه إسرائيل الصغيرة من حيث السكان والمساحة على البحوث العلمية هو 4.6٪ بينما يصل إنفاق الدول العربية مجتمعة إلى 1.2٪ من الناتج المحلي. |
كما ترى ضيفتنا الكريمة ضرورة تبني الجامعات السعودية، بالمشاركة مع رجال الأعمال وأبناء الوطن المخلصين، مشاريع بحثية تسعى من خلالها للقيام بدورها البحثي لخدمة الوطن والمجتمع والإنسانية على الرغم من أن عدد الكراسي العلمية في الجامعات السعودية وصل إلى أكثر من 200 كرسي علمي بتمويل يزيد عن مليار ريال سعودي، ما يرسّخ مبدأ المسؤولية المجتمعية التي بادر إليها عدد كبير من أبناء الوطن المخلصين. إلا أن ضيفتنا الكريمة ترى أن الحاجة ما زالت ماسة إلى مزيد من الدعم والمشاركة، وصولاً إلى آفاق أرحب، ومستقبل أزهى، خاصة وأننا نمتلك عقولاً مبدعة ومتميزة. كما أن مشكلات الفم الصحية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والخبرات، فقد بلغت نسبة تسوس الأسنان وسط كافة فئات المجتمع، وخصوصاً الأطفال 93٪، كأعلى نسبة على مستوى العالم. |
مرة أخرى نرحب بضيفتنا الكريمة في سياحة علمية ماتعة، على أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم الخبير الاقتصادي، المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية سابقاً، الدكتور محمد سالم بن عبدالله سرور الصبان، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم. |
طبتم وطابت لكم الحياة. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
عريف الحفل: كانت هذه هي الكلمة الضافية التي رحب بها راعي ((الاثنينية)) ومؤسسها الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه بالمحتفى بها، فارسة هذه الليلة الدكتورة أروى السيد. |
لمزيد من التفاعل مع هذه الأمسية، ألفت إلى أنه سيتم محاورة الضيفة هذه الليلة، وسوف تقومون بإلقاء أسئلتكم عليها مباشرة، ولكن نلتمس منكم أن يكون لكل فرد سؤال واحد، وأن يكون ذلك مباشرة من دون الولوج في مقدمات، مع التعريف بنفسه قبل إلقاء السؤال. وهذا أيضاً ينطبق أختي نازك في الجانب النسوي على ضيفاتنا السيدات الفضليات. |
سيكون برنامجنا لهذه الليلة كالتالي: |
الآن مع الكلمة الأولى لسعادة الأستاذة الدكتورة العالمة الكبيرة سميرة إبراهيم إسلام، أستاذة علم الصيدلة، بعد ذلك سنلتقي أيضاً بكلمة للدكتورة المتفاعلة دائماً والمهتمة دائماً بالبطالة وتوفير الوظائف للشابات الدكتور عائشة نتو. نبدأ الآن بأستاذتنا جميعاً، الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام، فلتتفضل. |
|