شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير، وأسعد الله مساءكن بكل خير. فيما نحن نحتفي بهذا الروائي الذي لا يزال شاباً، لا بد من أن نتذكر قصتنا مع الرواية، أو كما أقول أنا حكايتي مع الرواية حكاية طويلة كما قال الموسيقار فريد الأطرش، لكننا سوف لن نستعرض كل الحكاية بل نقف عند بعض محطاتها الأولى؛ ربما نتذكر روايتي "ثمن التضحية" و"مرت الأيام" للأستاذ حامد دمنهوري، وقد كانتا في الستينيات ثم صمت صوت الرواية سنوات طويلة، لأن ديوان العرب كان هو الشعر وكان الشاعر كامل الشناوي لا يزال على قيد الحياة وكان الشاعر نزار قباني لا زال يعطي عطاءه الجميل والمغدق والماتع والكبير. إن دولة الرواية قد تراجعت في تلك الأيام فإذا مات الشناوي في منتصف الستينيات، ومات نزار في أواخر التسعينيات، بدأت الرواية في المملكة تستعيد أنفاسها مجدداً برواية "شقة الحرية" للأستاذ الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، وثلاثية "أطياف الأزقة المهجورة" للدكتور تركي الحمد، هذه محطة مهمة جداً ربما ألهمت كثيراً من الشباب وكثيراً من الأقلام إلى أن أبواب الرواية مفتوحة وأنه يمكن لكل منهم أن يكتب رواية، فكان العام 2010م عام الانفجار الروائي في المملكة، إذ قدمت خلاله حوالي مئتي رواية وهو أمر فاق العادة وفاق التقدير، إذ كنا سابقاً ننتج روايتين أو ثلاث في العام.. يعني نتذكر روايات الأستاذ سيف الدين عاشور أو رواية الأستاذ طاهر زمخشري فيما مضى.. شيء قليل جداً، فإذا بنا في العام 2010م أمام مئتي رواية.. لقد وجدت نفسي أمام حشد هائل جداً من الروايات وليس لدي الوقت أو القدرة على قراءة كل هذا العدد من الروايات، لكنني كنت اسأل الأصدقاء والزملاء من الكتّاب والصحفيين: أي الروايات هي الأهم في كل هذا الحشد؟ فيكاد يكون هناك إجماع على الأسماء التالية: "المطاوعة" للأستاذ مبارك علي الدعيج، "سور جدة" للشاب سعيد الوهابي، "شغف شمالي" للشاب فارس الهمذاني، ومن قبل "ترمي بشرر" للأستاذ الزميل والصديق عبده خال، ثم رواية "الحمام لا يطير في بريدة"... لقد قدر لي أن أقرأ كل هذه الروايات وأن أجد متعة كبيرة رغم أنه كان لدي بعض التحفظات على بعضها لكنني في الحقيقة استمتعت ببعضها؛ فـ"شغب شمالي" كانت مثيرة.. "سور جدة" أيضاً مثيرة.. "ترمي بشرر" غريب مكانها أو بعيد عن الذاكرة مكانها لكنها إبداع ضخم ومعقد للغاية، ونأتي إلى "الحمام لا يطير في بريدة"؛ الحمام لا يطير في بريدة قرأتها وقد أمتعتني، بل لقد تولّدت بيني وبين أبطالها بعض الروابط فتراني أسأل عنهم ما الذي حدث وكأني أرى أنهم أشخاص قائمون وموجودون في الحياة وليسوا عملاً روائياً.. فإلى هذا الحد كانت براعة الأستاذ يوسف في تقديم روايته.. لكن الطريف أنه في أمسية اثنينيتنا الماضية كان معالي الدكتور رضا عبيد يقدم لهذه الليلة ويقول إنه في الأسبوع القادم ستكون أمسيتنا مع الأستاذ الأديب الروائي يوسف المحيميد عن روايته "الحمام لا يطير الا في بريدة"، فكان أن اعترضت على الأستاذ الدكتور وقلت له إن هذا ينسف الرواية من أساسها؛ فالرواية اسمها وموضوعها "الحمام لا يطير في بريدة" وهذا معنى آخر غير معنى "الحمام لا يطير إلا في بريدة". على أي حال، عدت إلى مكتبتي أبحث عن الرواية التي قرأتها لكن الرواية التي قال عنها الدكتور رضا عبيد "إن الحمام لا يطير إلا في بريدة" وقال عنها كاتبها "إن الحمام لا يطير في بريدة".. أيضاً اختفت من بيتي وقد بحثت عنها جيداً ولم أجدها، فكان لعدم وجود الرواية في مكتبتي دلالة أيضاً على أن الرواية تقرؤ وأن الرواية تُسرق، ولا يُسرق إلا الكتاب الجميل والكتاب الذي يستحق السرقة. نحن والرواية على صلة قديمة بها طلبة وكُتّاباً، فقد تتلمذنا على روايات الحكيم "عودة الروح" ويحيى حقي وخليني على الله و(المستحيل) لمصطفى محمود و(بيت من لحم) للقاص العظيم يوسف إدريس و(شيء في صدري) لإحسان.. عالم كبير من الروايات وكنا عندما نقرأ هذا الروايات نقول متى يأتي زماننا؟ متى يأتي دورنا؟ متى يكون لدينا كتاب رواية بهذا المستوى ومن هذا العيار؟ ودارت الأيام وجاءت التسعينيات وجئنا إلى هذا الانفجار الروائي العظيم الذي حيرنا في الحقيقة، لكنه كان مظاهرة تعبّر عن ترحيب بحالة الحرية أو بعض الحرية الذي وجد الكتاب أنفسهم فيها مع التسعينيات، بعد أن كانت هناك من قبل محرمات كثيرة جداً.. حتى أن بعض الكلمات على ما أذكر كان محرماً، فأن تقول مثلاً (حديقة الخالدين) كان محرماً، وسألت الأستاذ المصحح: وماذا نفعل؟ قال: نكتب (حديقة النابهين).. لكن (حديقة النابهين) غير (حديقة الخالدين).. (حديقة النابهين) في ذاكرتك أنت لكنها في روما اسمها (حديقة الخالدين)، فيعني كانت تبلغ الأمور هذا الحد أو مثلاً "اطلبوا العلم ولو في الصين" كما كتب الدكتور عصام خوقير مرة يقول في رواية من رواياته "اطلبوا العلم ولو في الصين"، فكتب المراقب: الصين الوطنية.. يعني إلى هذا الحد كان الحصار ليس حول الرواية فحسب إنما حول الأقلام بصفة عامة، لكن مع إطلالة عقد جاءت التسعينيات بدأ انفراج كبير وأنا أعتقد أن هذه الهجمة الروائية انما هي مظاهرة فرح بانتهاء تلك الأيام -أيام المنع وأيام المحرمات وأيام التابو الواسع والكبير- والانطلاق نحو عالم آخر، أعتقد أن رواية (الحمام لا يطير في بريدة) هي من أجمل الروايات، وكما قلت فإنني كنت أتعاطف مع أبطالها وأتساءل باستمرار عما سيحدث لهم في ما بعد، لذلك فإن هذه الرواية لا تحظى بتقديري الشخصي فحسب لكن هناك تقدير عام لها، وأعتقد أن فوزها بجائزة الشاعر التونسي العظيم "أبو القاسم الشابي" مؤشر على قيمة الرواية وجمالها، فالحقيقة أن الرواية جميلة ومؤثرة وممتعة ونحن سعداء الليلة بأن نرحب ونحتفي بضيفنا الأستاذ يوسف المحيميد ونسأل: أين إخوة يوسف؟ والسلام عليكم.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ الدكتور عبد الله مناع على هذه الكلمة، وأنقل الكلمة الآن للأستاذ والناقد الأدبي الأستاذ فيصل الجهني.
 
طباعة
 القراءات :400  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج