شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((السيرة الذاتية للمحتفى به))
- في ظهيرة باردة، في السابع عشر من رمضان 1383هـ الموافق 31/1/1964م، انطلقت صرخته الأولى، في غرفة علوية لمنزل طيني في حي الشميسي القديم، هتفت جدَّته: ولد! واستبشرت خالته بقدومه بعد سبع بنات، مات الثلاث الأول منهن. كانت أمه تظن أنه سيكون فقيهاً أو شيخاً مرموقاً، وقد تزامن يوم مولده مع ذكرى يوم معركة بدر، المعركة الأولى في الإسلام، والتي انتصر فيها المسلمون.
- بعد أن بلغ عاماً واحداً انتقلت أسرته إلى حي "عليشه" الجديد، وهناك عاش طفولته ومراهقته وأول شبابه، حتى بلغ الحادية والعشرين، وقد تخللت طفولته أيام مؤرقة، شارف فيها على الهلاك، لعل أصعبها إصابته بالحصبة الألمانية في السنة الثانية من عمره، والتي كادت أن تقضي عليه، ودخل فيها مرحلة الخدر والصوم الكليّ عن الأكل: "لقد كان الخس الأخضر في حديقة البيت هو نبتة الحياة"، هكذا قالت أمه، وقد عاد مرة أخرى من الموت، فصارت تلك النبتة أهم عناصر الوجبة الغذائية لأمه حتى بلغت السبعين من العمر.
- في السادسة من عمره، أصيب المحيميد الابن الأكبر، مع شقيقيه بتسمم حاد، نقلوا على إثره إلى المستشفى المركزي في الشميسي، فخرج بعد شقيقه الأوسط، بينما مات شقيقه الأصغر وهو في السنة الثانية من عمره، وأصيبت الأم بصدمة كبيرة، جعلها أكثر خوفاً وقلقاً عليه. لكن ذلك لم يمنع وقوعه فريسة سهلة للأمراض.
- التحق في السابعة بمدرسة الجاحظ الابتدائية في حي "أم سليم"، وكان يقطع مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات من حي "عليشة" إلى "أم سليم"، بصحبة أخيه من أبيه، وابني عميه اللذين يكبرناه ويشاركانه في العمر، ويشاركونه في الصف الأول الابتدائي. وفي الصف الخامس الابتدائي انتقل إلى مدرسة القدس الابتدائية في حي "عليشة"، والتي كان بابها الغربي يقابل باب منزل أسرته تماماً. جعلته أمراضه المتكرِّرة، وكونه جاء بعد سبع بنات، يتذرَّع بالمرض أحياناً، كي يظفر بكتاب مستعمل من "المكتبة العربية" في شارع "الشميسي الجديد"، والذي تُحضره له أخته الصغرى كي يتسلَّى وتخفَّ عنه الحرارة المرتفعة. هكذا تربَّى مبكراً على قصص الأساطير: ألف ليلة وليلة، وسيرة عنترة بن شداد، وسيرة سيف بن ذي يزن، والزير سالم، وسلسلة المكتبة الخضراء للأطفال، ثم "أوليفر تويست" للإنجليزي تشارلز ديكنز، و"بائعة الخبز" للفرنسي كزافيه دي مونتابين؛ وربما كانت سيرة سيف بن ذي يزن منزوعة الصفحات الأخيرة جعلته يشعل مناطق الإبداع منذ الصغر، واضعاً للحكاية أكثر من نهاية مبتكرة.
- في العاشرة من عمره حصل على جائزة دولية تمنحها اليابان لرسوم الأطفال عن لوحته: "يوم الأم"، وكانت عبارة عن أم تحتضن طفلها. وفور انتقاله إلى متوسطة فلسطين المحاذية لشارع "العصَّارات"، أخلص للفن التشكيلي والخط العربي، وصار ينفِّذ لوحات كبيرة من الخطوط العربية في المدرسة، بينما أصبحت تجربته في الرسم أكثر نضجاً، حين أتقن تنفيذ لوحات البورتريه بالألوان الزيتية، إلى أن بكت أمه بين يديه، وهي تروي له حلماً مرعباً، رأته فيه يصارع العذاب يوم القيامة، بسبب الكائنات الحيَّة التي يرسمها، وقد جيء بها كي ينفخ فيها الروح!. هكذا كفَّ عن الرسم بعد سبع سنوات منتظمة، زاوج فيها بين عشق الريشة والكاميرا، ما جعله ينصرف إلى الكاميرا بشكل أكبر، إذ أصبحت كاميرا "أولمبس أو إم 1" هي أنيسته وشريكته في منامه، فلا يكف عن توجيه عدساته المتنوعة إلى الأشجار والزهور والعصافير، بل كان يقتنص لحظات الغروب الكئيبة، فينطلق بسيارته الصغيرة إلى شارع التلفزيون، مستديراً من إشارة شارع "العصَّارات"، صوب الغرب، فيمشي بهدوء مارَّاً بين دار الحضانة يساراً وسجن عليشة يميناً، مطلقاً شهقات العدسة "وايد إنجل" تجاه قرص الشمس الذائب في الأفق.
- التحق في الخامسة عشرة بمدرسة الجزيرة الثانوية في طرف "عليشة" الشمالي، وتخصَّص في القسم الأدبي، وبدأ هناك رحلة كتابة القصة القصيرة ونشرها في جريدتي الجزيرة والرياض. وعلى الرغم محاولاته اليائسة بكتم أمر النشر عن زملائه في المدرسة، إلا أن أحد الطلاب أحضر، ذات يوم، قصاصة جريدة تحمل قصة منشورة له، وسلَّمها إلى مدرّس اللغة العربية المصري، الذي طلب أن تخصص حصة التعبير في قراءة القصة ونقدها، فما استطاع أن يقف أمام الطلاب لخجله الشديد، فكلِّف المدرِّس المصري زميلاً له بقراءتها، حيث كانت قراءته جهورية وجميلة، وأصبح هذا الطالب الآن شاعراً إسلامياً. والتحق في الثامنة عشرة من عمره بكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود، فدرس السنة الأولى في المبنى القديم للجامعة غرب "عليشة"، المطلّ على شارع الحزام الأخضر. وهناك تشكَّل وعيه الفكري والسياسي، بعد أن اشترك مع طلاب يكبرونه سنَّاً وتجربة، كان معظمهم يدرسون في قسم السياسة، في تحرير مجلة "حوار" الأسبوعية. ثم صدر قراراً رسمياً بإلغاء النشرات الجامعية ومنها "حوار" إلى أن أعيد إصدارها في السنة الجامعية الثالثة له، فأُصدر عددٌ واحد منها، فانبرت له التيارات الإسلامية المتشدِّدة، وأصبح العدد موضوعاً لخطب الجمعة في جوامع السعودية، حتى كاد أن يطرد من الجامعة بسبب العدد الوحيد من مجلة "حوار"، الذي حمل قصيدة كتبها أحد الطلاب، تم وصفها بأنها قصيدة تطالب المرأة المسلمة بأن تخلع حجابها وتتحرَّر، إضافة إلى مقالات تسخر من "جماعة الجوَّالة"، وهي الجماعة التي كانت تنظم اللقاءات الدينية خلال الرحلات البرِّية، والتي استحوذت على جميع مراكز اللجان في الجامعة عام 1986م خلال الانتخابات التي ينظمها طلاب كلية العلوم الإدارية. فانصرف بعدها إلى دراسته، وكتابة القصة بشكل أكثر عمقاً ونضجاً، حتى أصدر مجموعته القصصية الأولى "ظهيرة لا مشاة لها" عام 1989م في الرياض، وما كادت تطرح في الأسواق حتى تسلَّم استدعاء من وزارة الإعلام بناء على شكوى تقدَّم بها رجل دين معروف في منطقة "القصيم"، يطالب فيها بسحب الكتاب من الأسواق، لأنه يحمل قصصاً خليعة، مثل قصة "التراب" وغيرها، وحمل خطابه بشدة على جهاز الرقابة في الوزارة الذي مرَّر مثل هذا الكتاب.
- في مطلع التسعينيات الميلادية، قرَّر المحيميد أن ينصرف بكتابه إلى العالم العربي، فابتدأت رحلته مع النشر خارج البلاد منذ مجموعته القصصية الثانية "رجفة أثوابهم البيض" الذي طبعه عام 1993م في القاهرة، وكتابه "لابدَّ أن أحداً حرَّك الكرَّاسة" عام 1996م في بيروت.
- بعد تخرجه من الجامعة عمل محاسباً في "بترومين"، ومن ثم انتقل إلى "وزارة البترول والمعادن" وعمل أثناء ذلك في الصحافة، مشرفاً على صفحات الثقافة بمجلة "الجيل"، ومؤسساً لمجلة "الجيل الجديد" للأطفال، ثم رئيساً للقسم الثقافي بمجلة اليمامة، حتى لاحت له فرصة السفر إلى بريطانيا عام 1998م للدراسة، فاستقر هناك بمدينة "نورج" البريطانية شمال شرق لندن، وتعلَّم اللغة الإنجليزية ودرس التصوير الفوتوغرافي هناك، في كلية نورج، ثم في مركز الفن. وحين عاد إلى الرياض في مطلع الألفية الجديدة أخلص لكتابة الرواية، إذ كانت تجربته الأولى "لغط موتى" مكتوبة عام 1996م، لكنها لم تنشر إلا في عام 2000م في اتحاد الكتاب العرب في دمشق في طبعتها الأولى، وفي دار الجمل في كولونيا بألمانيا في طبعتها الثانية. شعر بعد ذلك بأهمية أن يكون له ناشره العربي الخاص، فبدأ رحلة النشر مع دار رياض الريِّس للكتب والنشر في بيروت، وذلك عام 2003م في روايته المهمة "فخاخ الرائحة" التي ترجمت إلى الإنجليزية، ونشرت الجامعة الأمريكية بالقاهرة الطبعة المختصَّة بالشرق الأوسط، بينما أصدرت دار بنغوين في أمريكا الطبعة في أنحاء العالم. كما ترجمت هذه الرواية إلى الفرنسية وصدرت عن دار آكت سود في فرنسا. وأما روايته "القارورة"، فقد نُشرت في عام 2004م وحققت له شهرة كبيرة داخل السعودية وخارجها. وتناقضت الآراء حولها، ووصفها البعض بأنها فضح للمسكوت عنه في مجتمع مغلق، بينما رأى آخرون أنها تفكك آليات القهر في المجتمع، في حين هاجمتها بعض المواقع الإلكترونية ورأت فيها تعدِّياً على المجتمع والمرأة، وجعل المرأة فيه إما مجرمة أو عاهرة أو تافهة. وقد ترجمت تلك الرواية إلى الإنجليزية والروسية، وفي عام 2005م عاد المحيميد إلى عشقه القديم، وأنجز مجموعته القصصية "أخي يفتِّش عن رامبو"، والتي أدان بها المجتمع وقوى الهيمنة والفساد فيه بشكل فني جديد. ثم صدرت أخيراً روايته الجديدة "نزهة الدلفين" عام 2006م، والتي التحقت بغيرها من رواياته الممنوع دخولها إلى بلاده. ولكن بعد التغييرات في نظام الرقابة العربية، تم السماح أخيراً بدخول رواياته إلى السعودية، ليتم بيعها في الداخل.
عريف الحفل: الآن أيها الإخوة والأخوات نستمع وإياكم إلى كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس ((الاثنينية)) في كلمته الترحيبية.
 
طباعة
 القراءات :738  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج