شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة السفير محمد أحمد طيب))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
إن الحديث عن إحسان بالنسبة لي هو حديث ليس ذا شجون فقط لكنه حديث ذو ذكريات طفولة له مذاق خاص في نفسي وحديث ينبع من الوجدان. لقد سبقني إحسان إلى الحياة بنحو ستة أشهر على الرغم من أنه من الطبقة العمرية لوالدي، فوالده سيدي صالح هو عم والدي رحمهم الله جميعاً، لكن إحسان يعتبر من الجيل الثالث في ترتيب إخوته. لقد عشنا إحسان وأنا طفولتنا معاً على الرغم من أننا كنا في سكنين منفصلين تفصل بينهما مسافة ليست قصيرة، لكن كانت أوقات اجتماعات ولقاءات العائلة متتابعة والتواصل الأسري كان لا يتباعد لأكثر من يومين أو ثلاثة، فالعلاقات العائلية كانت آنذاك أشد ترابطاً وأكثر وثاقة وحميمية. لقد كان قدر إحسان أن يبتعد عن مراتع حياة الطفولة في سن مبكرة حيث شارك والده في تحمل مسؤولية الأسرة، ولم يكد يبلغ سن الحلم عندما التحق بالمدرسة التجارية بمكة المكرمة ليساهم بما يحصله من مكافأة في إعالة والدته وأشقائه الخمسة، وما إن التحق إحسان بمعهد الخدمة الاجتماعية واستقر به الحال في الرياض حتى بلغه نعي والده، الذي أنتقل إلى ربه الأعلى تاركاً لإحسان خمسة أيتام وأماً ثكلى حزينة، لكنها كانت امرأة ذات شخصية فريدة تتمتع بقدر كبير من رجاحة العقل ونور الحكمة، إذ إليها ينسب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في بناء إحسان الإنسان وفي تكوين شخصيته، حيث سقته من حبها وحنانها وأطعمته من قيم الإيمان وفضائل الأخلاق فجعلت ينابيع الخير والعطاء تسري في شرايين حياته، حتى إذا ما اشتد عوده واستوى على سوقه أصبح إحسان كشجرة طيبة تعطي أكلها كل حين بإذن ربها.
لقد تمازجت حياة إحسان فتداخلت واجبات الوظيفة مع عشقه لرعاية الأيتام ومواساة الأرامل والأيامى ومساعدة الفقراء والمساكين، ومع أنه تقاعد عن عمله الحكومي منذ سنوات إلا أنه لم يستطع أن يتقاعد عن عمله الإنساني وعن خدمته للمحتاجين، بل إن نشاطه ازداد واتسع بعد تقاعده.
إن تكريم إحسان الليلة هو في الواقع تكريم لقيم بر الوالدين وتكريم لكل المكافحين من أجل إسعاد الآخرين، فنحن فخورون بإحسان راجين له المزيد من التوفيق والتألق إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لسعادة السفير محمد أحمد طيب. الكلمة أيها الإخوة التي ننتظرها جميعاً لفارس أمسيتنا وضيفنا هذه الليلة سعادة الأستاذ إحسان صالح طيب يتحدث إليكم الآن وأهلاً به مرة أخرى.
 
 
 
 
 
 
طباعة
 القراءات :242  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.