(( كلمة المحتفى به ضيف الاثنينية فضيلة الشيخ |
علي بن مشرف العمري ))
|
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا عند الله يوم القيامة محمداً بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أجمعين، أما بعد: |
فإني أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على تكريمه لنا في إثنينيته المباركة والتي يكرم فيها بعض العلماء والأدباء والشعراء، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على فضله وكرمه وقديماً قيل (إنما يعرف الفضل ذووه)، فهو من أهل الفضل فزاده الله توفيقاً وسداداً وبارك الله في حياته، ثم اسمحوا لي أن أدخل في موضوعي بدون مقدمات حتى نختصر ولا نطيل عليكم فأقول اعلموا بارك الله فيكم أن الطب ينقسم إلى ثلاثة أقسام إلى طب عضوي يعالج بالأدوية المادية، وإلى طب نفسي يعالج بالإيحاء أو بالعقاقير المادية أيضاً، وإلى مرض روحي يعالج بالقرآن وليس غير ذلك شيء، والذي تخصصت فيه هو العلاج الأخير، والقرآن شفاء كما قال الله عز وجل ولكن ينبغي أن نفهم ما معنى هذا الشفاء، فأقول لقد ثبت أن الذي يعالج بالقرآن أو ما يعالجه القرآن نوعان من الأمراض المرض الأول العين وهي حق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين وإنها لتدخل الرجل القبر والجمل القدر)، وقال في الحديث رواه البزار بسند صحيح، (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره في الأنفس - وفي رواية – بالعين). |
هذه العين التي تعالج بالقرآن لا يعرفها الطب، ولا يعالج هذا النوع من المرض وإنما تعالج بالقرآن وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا رقية إلا من عين، فبيّن أن هذه العين هي التي تُرقى، وأنها لا تُعرف ولا تعالج إلا بالرقية، وهذه العين لا تصيب إلا الطيب من الناس، فهي تأتي من ثلاثة أشخاص إما أن تأتي من حاسد خبيث لا يريد للإنسان خيراً، فإذا رأى نعمة أنعم الله بها عليه حسده لتلك النعمة ولذلك يقول الله عز وجل أَم يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتاَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ.. وأمرنا أن نستعيذ به من شر هذا الحاسد فقال ومِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، إذاً العين قد تأتي من حاسد يحسد الإنسان على ما أنعم به الله عليه من نعم، أو تأتي من معجب وهذا قد يكون من أقرب الناس إليك من أمك أو أبيك أو أخيك، وهي التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا رأى أحدكم من نفسه - فقد تعجبك نفسك - أو من ولده أو من ماله أو من أخيه شيء يعجبه فليقل ما شاء الله، فالإنسان قد يصيب نفسه أو قد يصيب ولده أو يصيب ماله، والله حدثنا في القرآن أن رجلاً دخل بستانه فأعجبه ما رأى فأصاب بستانه لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء لله لا قوة إلا بالله، عندما رأى ذلك الثمر قال لأخيه انظر إلى هذا الثمر ما أكثره فقال ما أظن أن تبيد هذه ابداً، وقد ذكّره أخوه فقال قل ما شاء الله لكنه لم يقل ذلك، الله قال عنه فأحيط بثمره، فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها. |
إذاً العين تأتي إما من عدو فيسمى حاسداً أو من حبيب فيسمى معجباً، قد تأتيك من أقرب الناس إليك، بعض الناس يثني على ولده يقول مثلاً ابني دائماً ترتيبه الأول ويأخذ الدرجة الأولى ويأخذ امتياز. |
العين الثالثة، خلق الله قوة سمية في بعض أعين الناس وهي قليلة، يوجد مثلاً في القبيلة شخص واحد، وهذا قد يتصرف فيها كيف ما يريد وتسمعون عنها قصصاً كثيرة، أنه ربما رأى شيئاً من النور أو شيئاً من اللمبات يقول أنا أستطيع أن أوقف هذا أو أطفئ هذه اللمبة، وعنده قدرة في التحكم فيها وقد ذكر ذلك ابن القيم وبين أن بعض الثعابين توجد فيه هذه الخاصية، واستدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم، في صحيح مسلم عندما قتل ذلك الصحابي الذي قتل ثعباناً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى أحدكم في بيته من هذه الثعابين شيئاً فلا يقتله حتى يحرج عليه ثلاثاً إلا الأبتر وذو الطفيتين فإن أحدهما إذا نظر إلى المرأة الحامل أسقط جنينها، وأما الآخر فيخطف البصر، وذكر ابن القيم أن هذين الثعبانين عندهما قوة سامة في العين يستطيع أن يسلطها على المرأة الحامل فيسقط الجنين كما يحصل الآن من الإشعاعات التي تسقط الجنين إذا عملت المرأة إشعاعات ولم تتنبه لجنينها، ومن وجدت لديه فليتق الله وليصرفها عن الناس حتى لا يؤذيهم. |
وهذه العين لها علاجان، علاج بطيء وآخر سريع، فأما العلاج البطيء فالرقية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، جعلها بعد ألا يجد الإنسان العلاج الأول، أما العلاج الأول الذي يمكن أن تعالج به فهو الغسل وقد أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال: وإذا استُغسلتم فاغسلوا. وطريقة الغسل كما جاءت في أبي داؤود وغيره بسند صحيح أن عامر بن ربيعة مر على سهل بن حنيف وهو يغتسل فرآه جميلاً وجسده لا شعر فيه، فأعجب به، وقال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء مخبأة في خدرها، فأغمي على سهل وسقط من شدة هذه العين، لما رآه الصحابة بهذه الصفة ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إدرك سهلاً، فقال ما الذي أصابه؟ قالوا عامر بن ربيعة قال كذا وكذا، فاستدعى عامراً وقال علام تقتل أخاك؟ هلا برَّكت؟ ثم لامه لوماً شديداً، ثم أمره أن يغسل وجهه وكفيه ومرفقيه وركبتيه وقدميه وداخلة الإزار ثم كبت على سهل من خلفه كبة واحدة، فقام يمشي مع الناس ليس به شيء. |
إذاً هذا هو علاجها السريع وإذا أسرع من ذلك لسبق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان حاضراً عند سهل بن حنيف، وكان من الممكن أن يبدأ بالرقية لو كانت هي الأسرع من هذه العملية، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بهذه ليدل على أنها أسرع، وهذا ما جربناه، يعني إذا جاء شخص أصيب بعين، وعرف صاحبها ربما نرقيه، وتستمر الرقية يستخدمها مثلاً شهراً أو أكثر حتى يشفى، لكنه لو استخدم الغسل فقد يشفى في يوم بفضل الله. |
هذه هي العين، وهي تذهب كما رأيتم بالقرآن وقد نص عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم، والعين هذه إصابتها للإنسان على قسمين: إما أن تصيب العضو فتقضي عليه، وإما أن تصيب العضو فلا تقضي عليه، وقد أشار إلى ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال إن العين حق وأنها لتدخل الرجل القبر، إذاً معناها قضت على هذا الإنسان حتى أدخلته القبر، فإذا قضت عليه لا علاج بعد ذلك، وأضرب لكم مثلاً بشخص يرى من شخص شيئاً طيباً مثلاً يرى عينه فيقول هذا عينه جميلة، ولم يقل ما شاء الله، هذا يخرج من البيت فيأتيه شيء ما فيقضي على عينه، هذه عين التي أصابته لأنه قال سمعت الرجل يتكلم عني، إن صدق هذه عين لكنها قضت على العضو، إذاً لا علاج فيها بعد ذلك مهما يقرأ عليها لن تعود تلك العين، فهذا قضى عليه أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم العين تدخل الرجل القبر، فمعناها إذا دخل القبر ممكن يقرأ عليه فيعود؟ لا يمكن ذلك. |
أما الأخرى فهي توقف وتعطل حركة ذلك العضو فشخص يرى عين شخص ويقول هذه عين حلوة أو جميلة، هذا الشخص أصبح لا يرى بسهولة أو ربما تدمع عينه أو تحصل فيها بعض الأضرار، يذهب إلى الطبيب فيقول ما بك شيء.. كيف؟ وأنا أشكو هذا الألم.. يقول بالنسبة للطب سليم.. ومع ذلك يحس بأن هناك شيئاً، فإذا استخدم الرقية ذهبت هذه الآلام وهذه الشكوى، إذاً هذه العين التي يمكن أن تُرقى. |
والعين لها علامة أو ثلاث علامات بالأحرى، واسمحوا لي أن أتبسط معكم في الكلام، العلامة الأولى أن يكون ما أصاب الإنسان فيه ما يعجب الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى أحدكم ما يعجبه، إذاً لا بد أن يكون هذا الشيء فيك أعجب الآخرين، لأن بعض الناس يأتي فيقول كليتي تؤلمني وأريد أن ترقيها، فأقول له الرقية إنما تكون للعين وهذه كليتك محتمل أن يكون مرضاً عضوياً فعالجها، فيقول: لا، أنا سألت بعض من يقرأون قال هذه عين، قلت هذا ليس بصحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، وهذه من رآها حتى تعجبه، كليتك في داخل بطنك ما رآها أحد، فكيف أعجبت الناس؟ وكيف أصابوك في شيء لم ير؟ |
الأمر الثاني لا تثبت عند الطب لأنها عبارة عن شيء معنوي ليست محسوسة لهذا فالطب لا يعترف بهذه الأشياء لأنها فوق مستوى العقل، ونحن كنا لن نعترف بها لولا أن ذكرت في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أمة الإسلام ميزنا الله عن غيرنا بأننا نؤمن بالغيب، امتدحنا لإيماننا بالغيب، وهذا الغيب لا نؤمن به إلا إذا كان في كتاب الله، وفي سنة رسوله الصحيحة. |
الأمر الثالث أنها تذهب بالرقيّة، لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال لا رقية إلا من عين ورأينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر على أبناء جعفر فوجدهم ضعافاً نحافاً فقال لأمهم علام أولاد أخي ضارعة أجسامهم؟ أتصيبهم الحاجة؟ فقالت لا والله يا رسول الله، قال فلم إذاً؟ قالت تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال نعم، فاسترقت لهم فتعافوا - إذاً العلامة الثالثة أنها إذا رقيت تعافى صاحبها، ولهذا كان كل من يأتيني يسألني أنا أشتكي كذا فما هذا؟ فأقول أنا لا أعلم الغيب ولكن أستخدم الرقية فإن تعافيت أرجو أن تكون عيناً، لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال لا رقية إلا من عين، أما أنا فلا أعلم الغيب، فإذا استخدمها وتعافى عرف أنها عين بإذن الله، أما إذا لم يكن كذلك فستسمعون ما هي إذاً، وعليه فهذا هو المرض الأول الذي يعالج بالقرآن. وقد نص عليه ربنا في كتابه ومِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا رقية إلا من عين، وقالت عائشة رضي الله عنها كان يرقي برقي فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما، فنحن نأخذ بهما ونترك ما سواهما. إذا كانت هي العين، فهي التي ترقى وتشفى بإذن الله وليست لها معرفة عند الأطباء. |
- أنا أقول هذه العلامات لأنكم تجدون في بعض الكتب علامات لا أصل لـها - بعض الكتب يقول من علامات العين أنك ترى أحلاماً مزعجة، كلنا نرى أحلاماً مزعجة، وبعضنا من أين تأتيه العين وليس عنده مال ولا جاه، إذاً هذا غير صحيح، بعض النساء كن يأتين إلي فإذا قرأت على الواحدة تبدأ تتثاءب، فأقول لها لم تتثاءبين؟ فتقول في عين، فأقول كيف عرفت أن فيك عيناً؟ فتقول ذهبت لبعض القراء فقالوا إن التي تصاب بالعين إذا قُرئ عليها تتثاءب، فأقول: لا، أكثر من يتثاءب القردة فهل أنت قردة؟ فتقول لا، إذاً كيف تفعلين هذا، ثم أقول لها هل تأخذين بقول هؤلاء القراء؟ وتتركين قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم؟ فأسمعي قوله عندما سألوه عن التثاؤب فقال إن التثاؤب من الشيطان فإن تثاءب أحدكم فليكتم ما استطاع فإن لم يستطع، فليضع يده على فيه، لا يدخل الشيطان في فمه، وفي رواية لا يتفل الشيطان أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إذاً فبيَّن رسول لله صلى الله عليه وسلم، وظيفة التثاؤب وأنه من الكسل تبعاً للشيطان يكسل الإنسان، ثم يبدأ يتثاءب.. فتعود المرأة عما كان في فكرها وأنها كانت تظن أن ذاك من العين. |
المرض الآخر الذي يعالج بالقرآن السحر، والسحر لا يعرفه الطب، لذلك لو ذهب أحدنا إلى طبيب قال أنا أشتكي السحر، يقول أنا لا أعرف هذا ولا أعالجه إنما علاجه في كتاب الله، وقد نص الله عليه في كتابه، ونص عليه رسول صلى الله عليه وسلم، كما ستسمعون إن شاء الله، هذا السحر قد ابتلي به كثير من الناس مع الأسف، ولكن يجب أن يكون عندنا من الوعي والإدراك ما نميز به هذه الأمور لأنه كثر في هذا الزمن من يدعي بأن فيك سحراً وليس كذلك، يذهب بعض الأشخاص وقد يشتكي صداعاً وقد يشتكي ضيقاً، أو مغصاً أو آلاماً في الجسم يقول هذا سحر، من أين جئت بهذا الكلام؟ كله أكاذيب وافتراء، فاسمعوا بارك الله فيكم، أولاً السحر مـن أصعب الأمور لأنه كفر وقد نص الله على ذلك ونص عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال الله عز وجل ومَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ ِفتنَةٌ فَلا تَكْفُرُ فلا يمكن أن يدخل الإنسان في باب السحر إلا بعد أن يكفر لأن هذا كلام الله عز وجل وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أتى كاهناً أو ساحراً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ولن يقبل الله له صلاة أربعين يوماً)، هذا في صحيح مسلم، إذاً فيه خطورة، ولا يمكن أن يقدم عليه إنسان إلا وقد خرج من الإسلام، فلا يوهمك الناس بأن فيك سحراً بمجرد أن بك آلام.. |
الأمر الثاني ما هو السحر؟ يجب أن نفهم ما هو السحر، حتى لا يلعب علينا، فاسمعوا بارك الله فيكم، السحر الذي ثبت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقسام: في كتاب الله ذكر الله نوعين فقط، وفي السنة نوع، النوع الأول مما ذكر في كتاب الله سحر الخيال، يأتي الساحر كما تشاهدون في التلفاز فيخرج من جيبه منديلاً ثم يريه الناس ثم يطلسم عليه ويرميه فإذا به حمامة أو يأتي بحبل ويطلسم عليه ويرميه فإذا به ثعبان، الله نص على هذا فقال بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُم وعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَهَا تَسعَى، إذاً نحن نتخيلها ونشاهدها كما تشاهدونها، هذا النوع الأول وهذا مجرد خيال، سحروا أعين الناس، فتخيل للناس هذه الأمور على غير حقائقها وهذا لا يضر وإنما يلعب به كما تشاهدون، النوع الثاني من السحر هو الذي يضر، ولكن ما هو ضرره؟ لقد أعطي السحرة أكبر من حجمهم، يتصور الإنسان أن السحر يمكن أن يغير عقله، أو يجننه، أو يركبه جني، أو يقتله إلخ.. كل هذه أكاذيب لم تثبت لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في الواقع الصحيح لأني مارست هذا العمل خمس عشرة سنة، ومر علي أكثر من ثلاثة ملايين فأصبح عندي خبرة في هذه الأمور، يعني أي شخص يزعم خلاف هذا نقول الميدان بيني وبينك، وهذا النوع الثاني يضر، ولكن ما هو ضرره؟ ليس كما يدعي الناس. |
ليس هناك أشد من سحر اليهود في التاريخ ولو كان الساحر يضر في العقل أو يرسل شياطين. لكانوا أرسلوها على الفلسطينيين وامتنعوا عن الحروب والمشاكل، ولكن لا يوجد هذا، إذاً ما هو السحر الذي يضـر؟ حدده الله عـز وجـل فقـال فيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وزوجِهِ، إذاً السحر لا يكون إلا في الفراق بين الزوج والزوجة، هذا كلام رب العالمين، وهو يذكر السحر وشره وخبثه وما توصل إليه ولو كان منه إضرار لقال ويتعلمون منهما ما يضرون به العباد، لأن الله عز وجل في معرض ذكر ضر السحر وخبثه وما يعمل بالبشرية، إذا ذكر الشيء الذي يستطيعون أن يفعلوه وهو التفريق بين الزوج والزوجة.. وهذا التفريق ينقسم إلى أربعة أقسام: وقد نصت السنة المطهرة على هذه التقسيمات القسم الأول يربط الرجل عن زوجته، الرجل يتزوج الزوجة ثم يأتي لينام معها فإذا به مثلها، يستغرب ما الذي حصل له؟ ولهذا تجده عندما يذهب يبحث عن الطبيب وعنده حق وهذا هو العقلاني لأن المرض الذي يمنع الجماع عند الطبيب يمكن أن تكون عشرة أمراض تمنع الجماع، بينما عند القارئ نوعان فقط، يقوم من عند زوجته ويذهب إلى الطبيب فيشتكي علته فالطبيب يقول هناك عشرة أمراض لعل واحداً منها أصابك، إن كان مصاباً بداء السكر فهذا يمنع الجماع، أو ضغط الدم أو هبوط في الضغط أو بروستات أو حالة نفسية إلخ.. وعندما يجده سليماً يقول له: بالنسبة للطب ليس فيك شيء اذهب إلى غيري، فيأتي ويشتكي علته في هذا الأمر إنا لا أعلم الغيب، ولا أقول فيك سحر كما يجزم به بعض الجهلة لأنه في علم الغيب ولكن أقول خذ الرقية فإن كان سحراً سيذهب لأن الله قال ذلك، قال الله عز وجل إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصلِحَ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ. ويُحِقُ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ، أنا مؤمن بكلام الله وأن الله سيبطله، والله بدأ بأن التي تفيد التوكيد وبالجملة الإسمية وبغيرها من المؤكدات وهذا عند علماء اللغة، وليس لي أن أتعدى وهم موجودون، إذاً الله أكد لنا أنه سيبطل هذا السحر بكلماته، بالقرآن، وليس بغيره، أو ربما تكون عيناً، العين أيضاً تعمل ذلك، ربما شاب رآه أشخاص وأعجبوا بشخصيته وبنشاطه، وربما مدح نفسه في بعض المجالس والعين حق وقد تجعله لا يأتي زوجته، فهذان الأمران يعالجان بالرقية.. فإذا استخدم الرقية وتعافى علم بأنها إما عين أو سحر، ولكن نجزم بأحد الأمرين لا يمكن، وهذا النوع من المرض هو الذي أصيب به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فإذا أبتعد عن زوجاته تخيل أنه يستطيع أن يأتي الزوجة فإذا جاء إلى زوجته لا يعمل شيئاً، وهذا الحديث المفسر للحديث المبهم الذي التبس على بعض أهل العلم وهو الذي جاء في الصحيحين في قول الراوي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه ليخيل إليه فعل الشيء ولا يفعله، ولهذا بعض العلماء أنكر هذا الحديث، قال كيف رسول الله يخيل إليه أنه يصلي ولا يصلي، لأن الصلاة شيء، يخيل إليه أنه يصوم ولا يصوم، يخيل إليه أنه يفعل كذا ولا يفعل، ولهذا حاول الآخرون وقالوا لا هو يخيل إليه الأمور الدنيوية دون الآخروية، قال أنت حددت من عندك من تفسيرك لكن الحديث ما حدد ولهم الحق أن يقولوا هذا ولكن عندما نجد هذا الحديث المفصل والذي شرحت فيه عائشة ما هو هذا الشيء الذي كان يتخيله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدرة على الجماع فإذا جاء إلى زوجته لا يعمل شيئاً كما فسرته عائشة وهي أعرف الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومما يدلكم على أن هذا هو المراد عندما أرسل الله إلى رسوله من يخبره بالسحر لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم أن به سحراً أبداً، كان يقول في دعائه اللهم أخبرني يا رب أفتني ما الذي أصابني حتى في بعض الروايات أنه ظل كذلك ستة أشهر حتى أرسل الله إليه ملكين جلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجله وكانا يتكلمان فيما بينهما ورسول الله كانت تنام عينه ولا ينام قلبه صلى الله عليه وسلم، فكان يسمع ما يتحاوران فيه فقال أحدهما ما بال الرجل؟ قال مسحور، من الذي سحره؟ قال لبيد بن الأعصم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا عائشة أبشري فقد أفتاني ربي فيما استفتيته، لم يبشر أحداً من أصحابه إلا عائشة لأنه أمر خاص بينه وبين زوجته ولهذا بشر عائشة فقط ولأنها هي التي يمكن أن تبشر في ذلك الوقت لأن عمرها لم يتجاوز الخامسة عشر، بينما زوجاته فوق الستين، إذاً هذا النوع الأول من السحر وهو الربط عن الزوجة، وقد جاءتني أعداد من هذا النوع، خصوصاً في العطل لأن الزواجات تكثر في العطل ويأتيني من هذا النوع الكثير وينفكون بفضل الله عز وجل. |
النوع الثاني مما يفرق بين الزوج والزوجة كراهية الزوجة، أن يكره الرجل زوجته، أو المرأة تكره زوجها بدون سبب، كثير من الناس يأتيني فيقول بيني وبين زوجتي مشاكل، فأقول له يا أخي ما في زوجين في العالم إلا وبينهما مشاكل حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصاب بالمشاكل بينه وبين زوجاته، حتى أنه ورد في بعض الروايات أنه خرج ذات يوم وجلس في البساتين شهراً كاملاً، فلما عاد إلى بيته قالت عائشة يا رسول الله بقي يوم من الشهر وأنت أقسمت ألا تدخل علينا شهراً، قال رأيت الهلال تسع وعشرين.. إذاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم، كان بينه وبين زوجاته مشاكل، وأنتم تعلمون أنه نزلت سورة كاملة في تهديد زوجات الرسول إذا بقين على هذا الحال عسَى رَّبِهِ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ، أَزوَجَاً خَيراً مِنْكُنْ مُسْلِمَتٍ مُّؤمِنَتٍ، فالمشاكل توجد بين الأزواج وهذا ليس سحراً إنما السحر كما حصل لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، كذلك أنت بعيد عن زوجتك تحبها ما بينك وبينها شيء بل لا تريد غيرها، فإذا قربت منها لا تطيقها ولا تطيق رؤيتها ولا تطيق أن تتكلم معها، تستغرب ما الذي حصل؟ هذا قد يكون سحراً وقد تكون عيناً، ولهذا لا نعرف ذلك إلا باستخدام العلاج فإذا شعر بأنه تعافى أو خف ما يشتكيه، عرفنا إما هذا أو هذا إما أن نجزم بأحدهما فهذا في علم الغيب ولا يستطيع الإنسان أن يجزم. وثبت في الصحيحين أن أحب نوع إلى الشيطان هو هذا النوع، السحر الثالث الذي يفرق به بين الزوجين. |
عدم الإنجاب، وعدم الإنجاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام إما أن يكون عقماً وهذا القسم الأول كونه عقيم إذا ذهب إلى الطبيب فكشف عليه وجد أن الحيوانات المنوية غير موجودة أو أن المرأة عندها البويضة غير مخصبة هذا يرضى بالقضاء والقدر وقد قال الله عز وجل ويَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمَاً، وهذا القسم لا يعالج لأن الله أراده أن يكون كذلك، القسم الآخر فيه مرض، الحيوانات عنده قليلة قد يذهب إلى الطبيب، ومعروف لدى الطب أن العدد الكافي أو العدد الطبيعي مائة مليون، لكن قد ينزل هذا العدد إلى الثلاثين، فإذا نقص عن العشرين يرى الطب أنه لا ينجب إلا أن يعطى مقويات أو أن يعطى تلقيحاً اصطناعياً هذا جائز في الشرع كما أفتي في ذلك وهذا مرض علاجه لدى الأطباء، وليس سحراً وليس عقماً وإنما صاحبه مريض كأي مريض، وقد عولج من هذا النوع كثير. |
النوع الثالث وهو السحر أن يذهب هذا الرجل إلى الطبيب فيجد أن الحيوانات عنده مائة مليون وأن المرأة سليمة والبويضة مخصبة والأنابيب مفتوحة والهرمونات منتظمة ليس فيها علّة ولهذا فإن الطب يقول هذا فوق علمي، ولا أجد لكما علة، هذا قد يكون سحراً لأنه ثبت في صحيح البخاري أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما جاءوا إلى المدينة وكانوا في مكة ينجبون، هددهم اليهود وقالوا سنمنع عنكم الإنجاب بسحرنا، لو أن هذا غير ممكن لتحدوهم وقالوا لا نبالي بكم، ولكن كان هذا ممكناً، ولهذا خاف الصحابة واهتموا لذلك هماً حتى ولدت أسماء بنت أبي بكر وجاءت بعبد الله بن الزبير فلما ولدته كبّر الصحابة رضي الله عنهم في المدينة، سمعهم اليهود فخرجوا من بيوتهم يقولون ما لكم تكبرون؟ قالوا نكبر فرحاً لأن الله أبطل سحركم، قالوا كيف عرفتم؟ قالوا جاءنا مولود في الإسلام وأنتم زعمتم أنه لن يولد لنا مولود، يقول الصحابة والله ما فرحنا بعد إسلامنا بفرح كفرحنا بهذا المولود الذي كان سبباً في إبطال سحر اليهود، إذاً عدم الإنجاب وكما رأيتم بشرط أن يكون الرجل سليماً والمرأة سليمة ولكنهما لا ينجبان، وقد جاءني من هذا النوع أكثر من 25 أنجبوا ولله الحمد. |
السحر الرابع عدم الزواج، شاب وسيم أو امرأة حسناء كلما تخطب لا يتم زواجها، أو كلما يخطب هذا الشاب لا يتم زواجه، يستغربون ما الذي حصل!! هذا قد يكون سحراً لأنه يدخل في قوله عز وجل فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ - ما اسم موصول يدل على أنواع متعددة من الفراق - هذه الأنواع التي ثبتت في كتاب الله وشرحت في السنة. وهناك نوع آخر ثالث ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدد وقته وحدد علاجه وهو في قوله صلى الله عليه وسلم، من تصبح بسبع تمرات من تمرات العجوة وفي رواية من تمرات المدينة لا يصيبه في ذلك اليوم سم ولا سحر فبين في هذا الحديث الشريف عدة أمور؛ الأمر الأول ميزة تمر المدينة وبالذات العجوة، وأن هذه من خاصية أو خصوصيات المدينة المنورة، ولها خصوصيات كثيرة، ولي رسالة في هذا الموضوع لكنها لم تطبع، هذه من خصوصيات المدينة أن التمر فيها ومنها بقدرة الله يمنع هذين المرضين السم والسحر، فإذا تصبح بسبع تمرات على الريق لا يشرب شيئاً معها ولا يأكل شيئاً حتى يأخذ دورته في الجسم ثم لو شرب سماً أو شرب سحراً لا يضره في ذلك اليوم، فبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصية التمر وبين أن زمانه 12 ساعة لأنه قال في ذلك اليوم حتى قال وإن استخدمه في المساء لا يصيبه في تلك الليلة، فبين على أن الزمن 12 ساعة، ثالثاً أعطانا في هذا الحديث الشريف مادة التطعيم فرسول الله صلى الله عليه وسلم، سبق المطعمين الآن إذ يطعمون ضد الكوليرا أو ضد الجدري أو الحصبة وقد يستغرب بعض الناس ونقول سبق ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو مبدأ التطعيم أمرك أن تطعم نفسك ضد السم وضد السحر، طبعاً هذا يكون خاصاً بالسحر المشروب فقط، أما بالسحر غير المشروب فقد يضر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل من تمر المدينة ومع ذلك أثر فيه السحر غير المشروب كما تعلمون هذا، وقد ثبت طبياً أن السم لو شربه شخص فإنه يأخذ دورته في الجسم 12 ساعة، ينتهي بعدها مفعوله، أما ما عـدا ذلك مـن يزعم يقال له قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ما هناك دليل، لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من الواقع الصحيح. |
لقد جربت أن، يأتيني شخص يقول بي سحر، لكن بعد الممارسة الطويلة لا أجد ذلك، إذاً هذان المرضان هما اللذان يعالجان بالقرآن الكريم، وعالجت هذين النوعين وشفي كثير من الناس ولله الحمد، أما لو استخدم الإنسان الرقية لأنني كما قلت لكم هذه الرقية إن كان عند الإنسان واحد من هذين الأمرين يشفى، لكن لو لم يكن عنده هذا واستخدم الرقية فلن تتغير حاله فمعنى ذلك أن مرضه واحد من شيئين، إما مرض عضوي روماتيزم ضغط سكر أو أي أمراض عضوية فهذه لا تعالج بالرقية، وإنما تعالج عند الأطباء، لم؟ لسنا أتقى ولا أعلم من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ما كان يعالج الأمراض العضوية بالرقية، وأتحدى من يقول ذلك، نص على جزئيات بسيطة وهي لدغة ذوات السموم فقط، نص عليها فقط، أما ما عدا ذلك من جميع الأمراض العضوية وكان يصاب بها صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة يصابون بالأمراض العضوية ولم يثبت أنه قرأ على شخص واحد أو قرأ على نفسه من مرض عضوي، وعندكم النصوص، كان إذا أصيب بصداع أو بألم في الرأس طلب حجاماً ليزيل عنه ألم الرأس، كان إذا أصيب بالحمى طلب خمس قرب وصبها على نفسه، وقال إذا أصيب أحدكم بالحمى فليبردها بالماء، فإنها من فيح جهنم كما في الصحيحين، كان إذا أصيب بعرق النَّسا عمل حجامة على ظهر القدم، وقال في حديث أنس في السنن ما أصيب أحد بعرق النَّسا إلا وقال عليك بإلية شاة عربية، إذاً عندنا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا لم يعالج نفسه، أو يأمر أمته أن يعالجوا أنفسهم بالقرآن، هل كان يزهد في كلام الله؟ حاشاه من ذلك ولكن لو كان ذلك فيه علاج لهذه الأمراض لسبقنا إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً فالمرض العضوي يعالج عند الأطباء.. |
المرض الثاني المرض النفسي وأكثر ما يصيب الناس اليوم الأمراض النفسية فأسموها مرض العصر، ولها أسباب، السبب الأول الغضب، إنسان غضب أشتد غضبه يؤثر ذلك على المخ فيصاب بانهيار عصبي، أو فُجع، حصلت له مصيبة مشكلة انفجع فيها، يصاب بانهيار في المخ أو شرب بعض الأشياء التي تشرب من مخدرات، أو بعض الشباب قد يشم بنزين أو بوية أو بعض الأشياء التي تؤثر على خلايا المخ فيصاب أيضاً، كذلك قد يكون مرضاً وراثياً وتكون هناك مشاغل وتعقيدات فيصاب بمرض نفسي، أو يصاب بانفصام، يسميه الأطباء شيزوفرانيا، هذا الانفصام يسبب هلاوس بصرية، يقول أرى حيوانات، أو يقول أسمع أصواتاً تكلمني تقول مثلاً أنت المهدي المنتظر، هذه هلاويس سمعية، أو يصاب بهلاويس لمسية، أو يقول أنا أحس مثل النمل يمشي في جسمي، أو مثل الدبابيس أو هلاويس ذوقية أو شمية هذا اسمه انفصام، مرض نفسي، أو يصاب بوسواس قهري، يعيد الوضوء، يعيد الصلاة، يشك في الدين، يشكك في العقيدة، شكوك لا تفارقه لا ليلاً ولا نهاراً، أو يصاب باكتئاب، فيكره البيت، ويكره الزوجة، يكره المجتمع، يكره الناس، يكره حتى الصلاة، يكره قراءة القرآن، حتى يأتي بعض الناس ويقول هذا يكره قراءة القرآن وعليه جن، أقول لأ، هذا عنده اكتئاب يكره كل شيء، أو يصاب بقلق فلا ينام، يفكر كثيراً يفكر في الماضي والمستقبل من شدة التفكير يصاب بآلام في البطن، صار عنده القولون العصبي يعمل له تقلصات، يعمل له انتفاخ يعمل له غازات وأحياناً التقيوء، هذا قلق، مرض نفسي، أو يصاب بمرض الرهاب، خوف، خفقان القلب، يخاف من الموت، يخاف من الأمراض يخاف من الحشرات، يخاف من كل شيء، أو يصاب بهستيريا، والهستيريا لها أنواع أربعة، ولكن سأذكر لكم نوعاً هو أكثر ما يلعب به على النساء، هذا النوع من الهستيريا، هستيريا ايحائية والمرأة ناقصة عقل ودين، أدنى ما يوحى إليها، فاسمعوا كيف يلعب على هذه المسكينة، تأتيني هذه المسكينة وتقول يا شيـخ أنـا اشتكـي الضيق، الكتمة، الخوف القلق، أكره زوجي أكره عيالي أكره بيتي، أوجهها التوجيه السليم إن شاء الله فأقول لها هذه الحالة التي ذكرتيها لا تخرج عن واحدة من أمرين إما أن تكون عين، والعين حق والعين لا تصيب إلا الطيب، لا تصيب البطال أبداً، وإنما الطيب الذي يثنى عليه ويذكر بالخير سواء كان بالدراسة في العمل في أي شيء هو الذي يصاب لقول النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فأقول أمّا أن تكون عين أصابتك لما فيك من حسن، ولكن كيف نعرف هذا؟ إذا استخدمت الرقية وتعافيت عرفنا أنها عين، أما إذا استخدمت الرقية ولم تتعافي فليست عيناً، إذاً ما هو؟ قد تكون حالة نفسية، اذهبي إلى الطب النفسي وسترين، فالعاقلة تأخذ الرقية وتستخدمها لمدة أسبوع، تحسنت تتصل تقول الحمد لله أنا تحسنت إذاً لعلها عين وشفاك الله بذلك، إذا مر الأسبوع ولم يتغير شيء تذهب للطبيب النفساني فيعالجها بالدواء وتتصل بي بعد ذلك فتقول جزاك الله خيراً، أخذت الرقية فلم أتحسن فعرفت أن مرضي ليس مرض قراءة فذهبت إلى الطب واستخدمت العلاج وأبشرك بأني في الطريق السليم ومتحسنة، لكن المسكينة قد تذهب لغيري من بعض القراء سامحهم الله فأنظر كيف يلعب بها ويجعلها تهستر عشر سنوات، تذهب فتقول يا شيخ أنا عندي ضيق وكتمة وخوف وأكره زوجي وأكره عيالي، يقول لها هل ترين في المنام أحلاماً مزعجة؟ لأنهم قرأوا في بعض الكتب أن من يرى أحلاماً مزعجة فيه جني، هذه أقوال باطلة، رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره فليتفل على يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ولا يخبر به أحداً فلن تضره، أنظر ماذا يقول لها: هل رأيت في منامك شيئاً يزعجك؟ فإن قالت نعم رأيت حلماً مزعجاً، قال لقد عرفت ما الذي معك، ما الذي معي يا شيخ؟ قال معك شيطان يركبك، هذه تستسلم وتظن أن هذا صحيح، لو كان عندها شيء من الوعي والعقل كان قالت أسألك بالله يا شيخ هل عمرك رأيت حلماً مزعجاً؟ سيقول نعم، إذا أنت فيك جني، لأنك رأيت حلماً مزعجاً، وكل من يرى الحلم المزعج إذاً فيه، لكنها تستسلم وتقول له إذاً أخرج عني هذا الجني، يقول لها سأنظر كم عندك من الجن، ماذا رأيت في المنام؟ قالت رأيت عشرين كلباً، فقال معك عشرين جنياً، زاد الطين بلة، قال ما لون الكلاب التي رأيت؟ قالت سود، قال هؤلاء يهود، أو قالت حمر، قال هؤلاء نصارى، أو قالت بيض، قال هؤلاء مسلمين، ثم مضى يلعب بها عشر سنوات، يأتي قريبها ويقول يا شيخ هذه المرأة لها عشر سنوات فيها عشرين من الجن كلما خرج عشرة رجع عشرة، قلت زوجتك أصبحت مصنعاً للجن، عشرون سنة أو عشر سنوات وهم بهذا الحال، إذن لم تذهب لهؤلاء ولك عشر سنوات وهم لم يستطيعوا أن يخرجوا هؤلاء الجن؟ العاقل إذا ذهب للطبيب أسبوعاً ولم يتعافى تركه وترك العلاج، فأنت تمضين عشر سنوات ومع ذلك لم تنتفع، أقول له هذا غير صحيح، ولهذا أنظروا هذه هستيريا، حالة نفسية جاءت لامرأة مثقفة واعية لعبوا عليها سنتين وبالمحاورة لربع ساعة رجعت طبيعية، وما كانت تعمله في سنتين ذهب في ربع ساعة، جاءتني وهي داخلة علي قالت يا شيخ أنا عندي جني، قلت لها تعرفين ما معنى هذا الكلام؟ قالت لا، قلت إذا كان عندك جني فأنت خبيثة مخبثة، ساقطة مشركة لا خير فيك، قالت أعوذ بالله لم؟ قلت الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه أن الجن والشياطين لا يوجدون إلا مع الفجرة الفسقة، فاسمعي كلام الله هَلْ أُنَبِّئَكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلَ الشَّيَطِينُ. تَنَزَّلَ عَلَى كُلِ أَفَّاكٍ أَثِيْمٍ هل أنت أفاكة؟ قالت لا والله، هل أنت أثيمة؟ قالت لا والله.. إذن كيف تقولين إن معك جني؟ أنت مشركة؟ قالت لا. قلت اسمعي كلام الله إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَنٌ وقال تعالى: إِنَّمَا سُلطَنُهُ عَلَى الَّذِيْنَ يَتَوَلَّونَهُ والَّذِيْنَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ هل أنت مشركة؟ تقول لا، إذاً كيف تزعمين أن معك جنياً؟ قالت ذهبت للقراء هم يقولون إن معي جنياً.. وكيف عرف هؤلاء أن معك جنياً؟ قالت حضروه فنطق على لساني.. قلت يا ابنتي ما سمعنا بأن طالب علم يحضر الشياطـين وإنما الذي يحضر الشياطين الكهنة والسحرة، عندهم أبخرة وطلاسم ودعاء يدعون بها الشياطين فيحضرون لكن طالب علم لا يفعل هذا.. قالت إن هؤلاء يحضرونه بالقرآن.. قلت لها كذبوا فكلام الله لا يحضر الشيطان فاسمعي مما قال الله وإِذَا قَرَأتَ الْقُرآنَ جَعَلنَا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالأَخِرَةِ حِجَابَاً مَّسْتُوراً ورسولنا صلى الله عليه وسلم، يقول من قرأ آية الكرسي في بيته لا يزال عليه من الله حجاب، فهل نكذب الله ونكذب رسوله صلى الله عليه وسلم، قالت إذن جرب، عندما تقرأ علي آية الكرسي يتكلم على لساني، فقلت لها طيب، ولكني سأفعل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله كان يقرأ في نفسه وأنا سأقرأ في نفسي وبدأت أتمتم قليلاً وإذا بها تصرخ وتتشنج وتقول أحرقتني بالقرآن وقلت والله ما قرأت ولا حرف، فكيف تزعمين هذا الزعم؟ فضحكت وقالت بالله عليك، قلت والله ما قرأت شيئاً، قالت حسبي الله عليهم كانوا يضربوني ويقولون ما اسمك أقول اسمي خرطبوش، وكيف جئتها يا خرطبوش؟ قال جئتها بالسحر، ومن الذي سحرها قال جارتها وجعلت أهلي يخاصمون مع جيرانهم سنتين ونحن في خصام، إذن ما تخشين أن جارتك تدعو عليك قالت بلى والله دعت علي وربما استجاب الله دعوتها.. ووقعت في ثلاث فضائح، الأولى كنت في الكلية آخر سنة وفصلت من الجامعة قالوا هذه مجنونة، هذه كلما سمعت القرآن صاحت وطاحت والناس يخافون من الجن ففصلوني من الجامعة صار لي سنتين مفصولة، الفضيحة الثانية كلما أراد أهلي أن يزوروا جيراننا قالوا لا تأتوا بابنتكم المجنونة، فحبسوني في البيت لا أخرج، الفضيحة الثالثة كلما خطبني رجل وسأل أهله الجيران ما رأيكم في بنت جيرانكم قالوا هذه مجنونة، فيها جني، هرب عني الخطاب، كل هذا بسبب الجني، هذه كلها هستيريا.. والله لو أخبرتكم بأمور يندى لها الجبين، شيء عجيب، أذكر لكم أيضاً قصة فيها موعظة وفيها معرفة لأني مررت بهذه التجارب، جاءني شخص قال زوجتي فيها جني مسلم، وهو ملك من ملوك المسلمين وقد أسلم وهو يساعدنا في إخراج الجن، قلت كيف يساعدك؟ قال نعرض عليه من به مرض فيعرف أن هذا فيه جني وهذا فيه سحر وهكذا، وقد ذهبنا لكثير من الناس فعمل هذا، فقلت له ولماذا جئت بها عندي؟ قال حتى تساعدك، قلت أنا ما تساعدت بشيطان في حياتي، قال لا ولكن هذا مسلم، قلت لا سترى بعد ذلك أنه ليس هناك شيء.. إذاً ماذا تريد مني الآن؟ قال تستنطقه وسيساعدك، قلت كيف استنطقه؟ قال حضره، قلت أنا ما حضّرت شيطاناً في حياتي، كيف أحضره؟ قال لا هذا يحضر بالقرآن.. قلت كذبت كلام الله لا يحضر الشياطين.. قال لا هذا يحضر بالقرآن.. قالت إذا كنت تزعم ذلك فافعل.. فقرأ آية الكرسي ثلاثاً، فتشنجت وبدأت تتحرك ثم تكلمت قلت له حضر؟ قال نعم.. قلت له إذاً أتركه ما دام حضرته لي أنا أخاطبه.. قال طيب.. فسألتها هل أنت جني قال: نعم.. مسلم أم كافر؟ قال مسلم.. يا مسلم إسلامك طيب ولا ولا؟ قال ممتاز.. قلت أسألك سؤالاً هل يجوز لإنسان أن يضع شفايفه على شفايف هذه المرأة ولسانه على لسانها أم لا يجوز؟ قال ما يجوز حرام.. قلت وأنت يا ملعون الوالدين تضع شفتيك على شفتيها ولسانك على لسانها وتزعم أنك مسلم.. قال لا ما.. قلت كيف لا؟ قلت إن كنت صادقا فأريد أن أسمعك من جانبها وهي صامتة حتى نعرف وإلا فأنت على لسانها.. فتبلبلت.. قلت دع هذا، أنا عندي اختبار علمني إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بد أن أختبرك، فإن نجحت أنت في هذا الاختبار نعلم معك جني أو معك شيطان لكنك لست مستقيمة لأن الشياطين لا يوجدون إلا مع الفسقة كما قال الله عز وجل، وإلا فأنت تكذبين.. قالت ما هو الاختبار؟ قلت رسولنا صلى الله عليه وسلم جاءه الصحابة كما في البخاري ومسلم وقالوا يا رسول الله هناك يهودي يزعم بأن معه شيطان يقال له ابن صياد ونحن لا نعلم أصادق هو أم كاذب فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ عمر ووقف على رأس ابن صياد، قال يا ابن صياد أنت تزعم للناس أن معك شيطاناً، قال بل اثنـان كاذب وصادق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خُلّط عليك، ولكني خبأت لك خبيئة، قال خبأت لي الدخ، قال إخسأ يا عدو الله لا تعدو قدرك، هذا الحديث بين فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه خبأ في نفسه لهذا الرجل شيئاً وهي آية الدخان كما جاء في تفسيرها بعد ذلك وهي التي قال بها عمر أني قرأت في نفسي فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين فكشفها ابن صياد قال خبأت لي الدخ وفي رواية مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ذات يوم في بستان من بساتين المدينة فرأى ابن صياد في آخر البستان فقال لعمر: هذا خطم شاة العفراء أريد أن أضعه لابن صياد، فوضعه بين شجرتين ثم ذهب إلى ابن صياد وقال يا ابن صياد لقد خبأت لك خبيئة، قال خبأت لي خطم شاة العفراء.. قال أخسأ عدو الله، إذاً هذا ما أعطانا رسول الله نختبر به من يزعم أن معه شيطاناً، فأنت تزعم أنك ملك وتزعم أنك تعالج وأنك تعرف أن هذه المرأة عليها جني وهذه عليها سحر وهذه عليها العين، سأخرج أنا وزوج هذه المرأة وأعطيه شيئاً فاكشفه لنا، عندك حاشية أو تسأل قريني أو قرين الرجل، قال عندي حاشية قلت أرسل لنا من حاشيتك فإذا بالبنت فكرت أنها سينكشف أمرها فقالت لي أنت لماذا تستخدم هذه الحركات، لم يعملها غيرك؟ فقلت لها لم تغضبين علي؟ أنا ما أخاطبك، أنا أخاطب ملك مكة، فانتبهت ورجعت للتشنج مرة ثانية فإذا بها تتكلم بالصوت المفخم فقلت من أنت قال أنا صاحبك، طيب المقصد أنت تطيعني على ما قلت؟ قال نعم.. فخرجت أنا وزوجها وأعطيته مفاتيحي، قلت هذه مفاتيحي ضعها في جيبك وننظر، ثم عدنا.. ها يا ملك مكة ماذا فعلت؟ قال والله إني أعلم ما فعلت، طيب إيش فعلت؟ قال قلت لزوجها إن هذه المرأة كذابة ما فيها جن، قلت والله هذا الواقع إيش رأيك يا زوجها؟ قال قلت إنك تعرفي، هذا أعطاني مفاتيحه فلماذا لم تعلمي؟ فبكت وقالت أنا عندي حالة نفسية وأنت كنت تعالجني من الحالة النفسية.. حينئذٍ فأنت كذبت على الناس تقولي عندي جن.. وطلع أنها كذابـة.. وقضايا كثيرة لا حصر لها.. |
إذاً هذه حالات نفسية.. أما الجن والشياطين، فاسمعوا، وهذا بيت القصيد، نحن لا ننكر الجن، من ينكر ذلك يكفر وقد نص الله على ذلك في كتابه، ولا ننكر مس الشيطان، ومن ينكر ذلك يكفر، لأن الله ذكر ذلك في كتابه، ولكن نذكر ما ذكره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتعدى الحدود، حدود ضيقة وستسمعونها، أما مس الشيطان فقد جاء في حدود ضيقة، المس الأول يأتي للإنسان ليوسوس له ليضله، ليوقعه في المعصية، يوقعه في الفسوق، يوقعه في العداوة، وهذا قد نص الله عليه في قوله عز وجل: إَنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُم طاَئِفٍ مَنِ الشَّيْطَنِ تَذَكَّرُوا فإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ، إذاً سماه الله مس وهذا ليس مساً بمعنى أنه يركبه ويتكلم بلسانه وإنما يمسه ليوسوس له في صدره في المعاصي والفسوق وما إلى ذلك.. المس الثاني مس يؤذيه بمرض في الجسم فقد يصاب بجروح، يصاب بآلام، يصاب بأشياء من جراء مس الشيطان فاسمعوا ذلك في قوله عز وجل واذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذ نَادَى رَبَّهُ أَنّي مَسَّني الشَّيْطَنُ بِنُصْبٍ وعَذَابٍ، النصب التعب والعذاب المرض، هذا النصب وهذا العذاب ما هو؟ هل هو دخول في أيوب؟ فسره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مستدرك الحاكم بسند صحيح قال إن الشيطان نفخ تحت رجل أيوب نفخة انتثر لها جسمه وروحه من أخمصه إلى قرنه وبقي على هذه الحال خمس عشرة سنة، إذاً هذا هو المس الذي أصاب أيوب، ولهذا كان يأتي إلي بعض الناس يقول أنا بلت في مكان ما سميت، أو كبيت ماء حار وما سميت، فوجدت في جسمي حبوباً أو آلاماً. الطب يقول ما فيك شيء ما اكتشف علاجها ولما يأخذ العلاج يشفى، إذن هذا ممكن أن يصاب ولهذا ذكر الشيخ أبو تراب حفظه الله عن سعد بأنه بال في مكان لم يسمِّ وقد يرمي وقد ينفخ فيه وقد يقتل، إذن هذا المس الثاني، وقد أصيب أيوب بذلك، وفسره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا التفسير.. |
المس الثالث: قد يغمز الإنسان ويؤذى، وهذا خاص بالأطفال فقد ثبت في الصحيحين حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان، فيستهل صارخاً وذلك من مس الشيطان إلا مريم وابنها، إذن الشيطان يغمز الإنسان فيؤذيه كما حصل لكل طفل هذا حديث ثابت في سنة رسول لله، أيضاً من مس الشيطان ما ذكره الله عز وجل في قوله الَّذِين يَأْكُلُونَ الرَّبَوا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطَهُ الشَّيْطَنُ مِنَ الْمَسِ ما المراد بهذا المس، مع الأسف كثير ممن يفسرون هذه الآية يحملون المس هنا على الصرع، وهذا ليس بصحيح، فاسمعوا بارك الله فيكم الصرع أولاً هذه الآية لا تنص على الصرع لا من قريب ولا من بعيد، لأن الصرع هو السقوط والتخبط على الأرض بينما الآية تقول لا يقوم آكل الربا إلا كما يقوم وصف القيام بالقيام.. والمصروع لا يقوم وكلكم يعرف ذلك، إن كان المصروع قائماً وجاءت إليه الصرعة سقط على الأرض وإن جاءته الصرعة وهو نائم يتشنج وهو نائم، إذن فالقرآن يقول آكل الربا يوم القيامة يتخبط كما أن الذي مسه الشيطان في الدنيا إذا قام يتخبط، إذن التخبط يأتي بعد القيام، الأمر الثاني ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءت إليه امرأة قالت يا رسول الله إنني أُصرع وأنكشف، فادع الله لي، وفعلت مثل ما فعل الأعمى قال إنني أعمى فادعوا الله لي، قال له الرسول اصبر ولك الجنة، قال لا، قال إذن توضأ وصلي فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما علمتم وردَّ الله إليه بصره، أما المرأة فقالت مثل ما قال الأعمى ادعُ الله لي وخيرها رسول الله كما خير الأعمى؛ إن شئت دعوت لك، وإن شئت فاصبري ولك الجنة، لو كان عندها جني لما قال لها اصبري على الجني يركبك، لا يقر الرسول صلى الله عليه وسلم المنكر، انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، كان قال لها على الأقل اقرأي كذا أو اعملي كذا، كما قال لعثمان بن أبي العاص، في صحيح مسلم، جاء إليه عثمان بن أبي العاص فقال يا رسول الله أجد وسوسة في صلاتي أشغلتني عن صلاتي، فقال ذاك شيطان يقـال لـه الخنزب فإذا أحسست به فاتفل عن يسارك ثلاثاً واستعذ بالله من الشيطان يذهبها الله، قال ففعلت فأذهبها الله.. إذن لماذا لم يخبر المرأة المسكينة على الأقل يعلمها آيات، أو يرشدها إلى شيء لتحمي نفسها من هذا الشيطان، وفي بعض الروايات تقول إن هذا الخبيث.. هذه أحاديث منكرة لم تثبت من حيث السند، أما في البخاري ومسلم فهو كما سمعتم.. ثالثاً: الصرع ثبت علمياً أنه نشاط كهربي ويعالج وسيكون عندكم غداً مؤتمر كامل في المستشفى العسكري عن الصرع وعلاجه فهل هؤلاء يعالجون الجن؟ |
أما النوع الثاني الذي زعموا بأنه من الجن فليس كذلك وقد مر عليَّ كثيراً هذا النوع وهو صرع هستيري يعرف الطب النفسي هذا النوع وطريقته أن المرأة إذا غضبت زعلت وإذا فرحت، إذا حبت تلفت الأنظار إليها عملت حركة وسقطت، هذا السقوط ليس كسقوط الصرع الحقيقي، الصرع الحقيقي لا يشعر بنفسه ولا بحاله يمكن تضربه أو تقتله ولا يشعر لهذا شيخ الإسلام كان يظن هذا الجن وكان يضرب ويضرب ويضرب حتى يفوق يقول ما كان يشعر بحاله، نعم لأن الصرع له زمن محدود خمس دقائق ثم يفوق مهما تعمل فيه لن يتأثر بشيء، ذاك لا يشعر بشيء أما هذه فعندها إحساس بكل شيء، وكان يقال للناس هذه منصرعة بمعنى ليست في وعيها، أقول لا هي في وعيها يقول أبداً أعمل حركة وإذا بها تعمل الشيء، مثلاً أقول لإحدى النساء غطي عورة المرأة فإذا بها تلم نفسها وهي جاعلة نفسها إنها ساقطة وإنها ليست في وعيها، بمجرد ما أقول هذه الكلمة تنتبه لنفسها، هذا صرع هستيري معروف طبياً ومعالج ومناقش عند الأطباء.. إذن ما المراد بالآية؟ العرب يعرفون هذا واليوم موجود بين أظهرنا أشخاص يوجد معهم جن ولا يوجد معهم إلا في حالات معينة عند الطبول، عند المزامير، ولكن عندما يذهب إلى الذكر أو إلى المسجد لا يمكن أن يأتيه، ولكن إذا ذهب إلى مكان فيه طبول، السامر الدوسـري، أو المزمار البيشي، أو السامر الينبعاوي وما إلى ذلك يقوم ثم يرقص حتى يسقط فإذا سقط يعطيك معلومات صحيحة، وهذا هو المراد، قال سبحانه وتعالى كالذي يتخبطه الشيطان من المس، كيف عرف؟ انطبقت الآية عليه من هذه الزاوية.. |
الأمر الثاني اختبار النبي صلى الله عليه وسلم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطانا اختبارات، ولهذا في تجربتي خمسة عشر سنة لم يثبت عندي أن أناساً يكون معهم شياطين غير هؤلاء الخمسة: السحرة والكهنة وأصحاب الزار، الذين يفتحون الفناجين، الصناتين للماء، هؤلاء كلهم معهم جن، كيف عرف؟ نختبرهم بما اختبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن صياد فيصدقون في الاختبار، تأتي إلى الساحر يقول لك أنت جئت من البلد الفلاني واسمك فلان واسم أمك فلانة وربما يقول لك اضمر لي ضمير فإذا ضمرت يحدد لك ما الذي ضمرت، بعض الناس يقول لك عنده قراءة للأفكار، هذا غير صحيح، لا يمكن، لماذا لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد أنت عندك معرفة وقدرة لقراءة الأفكار، وإنما عرف أنه صدق فيما قال إن معه شيطان، إذا هذا يكون عنده شيطان يخبره، يسأل قرينك ويعطيه هذه المعلومات، صاحب الزار إذا سمع الطبول قام، رقص، ثم يعطي معلومات صحيحة يقول في هذا المجتمع في شخص عليه جنابة، نقول حدده لنا فيذهب ويرقص حتى يقف على رأسه ويقول هذا هو.. نأتي ونسأل الرجل يقول فعلاً علي جنابة، ما الذي يدريه؟ عنده شيطان، أنظر إلى صنات الماء، يأتيك إلى مزرعتك ويقول تحفر هنا مائة متر تراب ثم بعد خمسة أمتار حجر ثم بعدها يأتيك الماء من الجهة الفلانية، ويحدد لك هل هو مالح أو حلو.. ونجد كلامه بالضبط، كيف عرف هذا؟ عنده شيطان يغوص ثم يخبره، وهكذا فاتحة الفنجان تجدها تأتي إليها المرأة وتحدد لها أموراً تقول لها زوجك مسافر وسيأتي غداً، وتقول يأتيك بهدية، وتقول ابنك الصغير مريض وتقول أنت متغابنة مع جارتك لك عشر سنوات، كل هذه معلومات صحيحة فمن أين جاءت هذه المعلومات؟ عندها شيطان يسأل قرين هذه المرأة.. كل هؤلاء معهم شياطين.. وهؤلاء ما يطلبون للعلاج، إذن نسلـم بذلك كما هو منصوص عنه في كتاب الله وكما في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. أما من يقول بأن الجن أو الشيطان يتكلم على لسان الإنسان نطالبه بالدليل، ونحن طلبة علم والله أمرنا أن نفكر بعقولنا ولذا كان يخاطب أصحاب العقول، فمن يزعم نطالبه بالدليل.. يقول لك المشاهد، المشاهد أنا جربته كان يسقط عندي في كل يوم ما لا يقل عن عشرة، الذين أحصيتهم لا يقل عن ثلاثمائة ألف امرأة، تسقط وتقول أنا فيَّ جن، فإذا حاورتها اكتشفت أنها كاذبة ما فيها جن ولا شيء، إذن كونه ينطق على لسان الإنسان أنا أقول هذه نقطة لم تثبت، لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في الواقع الصحيح. |
يبقى أمور أخرى، الشيطان يمكن أن يجري في الإنسان مجرى الدم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن ليس معناه أنه إذا كان يجري في مجرى الدم أنه يتكلم على لسان الإنسان لأن هذا أمر زايد لا بد من دليله، أما كونه يدخل في الإنسان فثبت عن رسولنا ذلك ولكن ما الذي يصنع؟ يوسوس، واسمعوا الحديث، يجب أن نفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فسره رسول الله: خرج ذات يوم بصفية فرآه صحابيان فأسرعا وهرولا في مشيهما، فقال على رسلكما، هذه صفية، فقالا يا رسول الله أويقع في نفوسنا عليك شيء؟ فقال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فأخشى أن يوقع في نفسيكما شراً فتهلكا، وفي رواية فتكفرا، إذن بيّن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هذا بيانه وهذا تفسيره.. يأتيني من يقول يجري مجرى الدم يعني يتكلم على لساني، يا أخي أنت أتيت بكلمة يتكلم على لساني، اللسان من أين؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أخشى أن يوقع في نفسيكما شيئاً فتهلكا، فتقوم تغير تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يمكن، إذن فيجب أن نقف في الحدود التي حددها لنا الشرع، لا نزيد، لأن الخرافة بدأت اليوم تنتشر، بدأ الناس يكتبون حواراً صحفياً مع جني مسلم، سألت أخي الجني عن مثلث برمودا وإيش سبب اختطاف الطائرات. قال الشيطان حقنا جالس هناك وأرى أن ترسلوا علماء يقرأوا عليه يذهبون، صار الأوروبيون يسخرون منا، يقولون انظروا إلى المسلمين رجعوا إلى العصور الوسطى، ما هذا الكلام؟ وسألت أخي الجني قرين الرسول وينه؟ قال جالس في البقيع يعلم الناس الخير، ما شفناه، والله ما شفنا أحداً يعلم الناس الخير هناك، وأكاذيب ودجل، وبدأوا يلعبون على الناس، وكأن الجن صاروا يتكلمون ويتخاطبون معنا، ما هذا الكلام؟ ما هذه الوسوسة والخرابيط؟ هذه كلها أمراض نفسية ولا حقيقة لتكلم الجن على لسان إنسان ومن يزعم ذلك اتحداه والميدان بيننا، أنا أقول أي زاعم في أي مجتمع أنا مستعد وأقول هذا الميدان وسأكشف لكم أنه ليس به جن ولا شيء، وإلى الآن حتى عهد قريب يأتيني أناس يزعمون أن عندهم جن ما يخرجون إلا وقد كشفت لهم الحقائق فيعودون طبيعيين.. |
هذه الأمور التي بينت لكم، الشيء الذي يرقى الذي نص عليه القرآن. السحر لأن الله قال إن الله سيبطله، ويبطله بماذا؟ بكلماته، يعني بالقرآن، وقال ومن شر النفاثات في العقد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لا رقية إلا من عين، هذان مرضان لا يعرفهما الطب فهما اللذان يعالجان بالقرآن لا غير، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، أطلت عليكم ولكن لا بد من هذا. |
|
|