((كلمة سعادة الدكتور عبد العزيز سرحان))
|
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا ورسولنا سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. |
شرفٌ، وأي شرف هذا الذي أرتديه اليوم، وهو شرف التحدث في اثنينية الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه، وشرف التحدث عن مدارس الفلاح، وشرف أن أكون بجانب ضيف ((الاثنينية)) سعادة السيد أمين عطاس، هذا الرجل الذي منحني شرف العمل كمدير عام لمدارس الفلاح عندما رشّحني لهذا المنصب، فكان منصباً من أغلى وأنبل وأعظم المناصب التي تقلدتها في حياتي، فأنا الطالب الفلاحي الذي درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بها، وعدت إليها مديراً، وأنا أحمل درجة الدكتوراه. |
لقد قضيت عشر سنوات كاملة في هذه المدارس التاريخية، هذا الصرح التربوي التعليمي التاريخي الذي لا يضاهي، والذي دائماً ما أطلق عليها بأنها مدارس مباركة مميزة خيرية وعملاقة، أسّسها رجل مبارك مميز خيّر وعملاق، ألا وهو الرجل العظيم الحاج محمد علي زينل علي رضا، رحمه الله، والذي وُلد قبل تأسيسه لمدارس الفلاح بعقدين من الزمان، أي إنه أسس المدارس عندما كان عمره ثلاثة وعشرين عاماً. فعندما رأى تفشي الأمية في المجتمع الحجازي، ورأى معاناة كثير من أهالي جدة عندما تصلهم رسالة فيبحثون عمن يقرؤها لهم، أو يكتبها لهم. فقرر أن ينشئ مدرسة يتعلم فيها أبناء المجتمع القراءة والكتابة، وينهلون من العلوم الدينية والعصرية. فقد تأثر الشيخ بما رآه في مصر، عندما ذهب إليها ليدرس في الأزهر، ولكن والده أراده أن يكون بجانبه. |
إن الحديث عن شخصية الحاج محمد علي زينل يحتاج إلى ساعات، بل إلى أيام، لنغطي جميع جوانبها. ولكنني أُغطي الجانب العظيم في شخصيته الخلوقة العطوفة الغيورة على مجتمعه وعلى أبناء مجتمعه، والتي دفعته إلى تأسيس مدارس الفلاح بجدة عام 1323هـ. |
تتحدّر أسرة الحاج محمد علي زينل علي رضا من أصل عربي، من قبيلة سهم القرشية التي هاجرت إلى إيران، ثم عادت إلى موطنها الأصلي الحجاز. وقد وُلد الحاج محمد علي زينل رضا بمدينة جدة، في أول القرن الهجري سنة 1300هـ، وتعلم القراءة والكتابة في دار والده على أيدي بعض علماء عصره ممن يعملون في بيت والده وتعلم اللغة الإنجليزية والفارسية. وكان شغوفاً منذ صغره بالعلم، وخصوصاً علوم الدين الإسلامي. وقد سافر إلى مصر للالتحاق بالجامع الأزهر، لكن والده رفض هذه الرغبة. وبعد أن حيل بينه وبين إكمال تعليمه في الأزهر، عاد إلى مدينة (جدة)، وفكر في إنشاء مدرسة لتعليم الأولاد القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة على نطاق محدود، إذ لم تكن الحكومة التركية في ذلك الحين تسمح بإنشاء مدارس عربية. |
لكن الحاج محمد علي زينل علي رضا بدأ بإنجاز فكرته، فاستأجر غرفة واتفق مع أحد الشيوخ على أن يقوم بتعليم الأولاد. ولكن المشكلة التي واجهته هي كيفية جمع الأولاد للتعليم! فاتفق مع بعض أصدقائه ومنهم عبد الرؤوف جمجوم، ومحمد صالح جمجوم، ويحيى سليم، ومحمد صالح نوار، أن يذهبوا إلى منازل الأولاد ليستأذنوا آباءهم ليأخذوهم إلى مقر التعليم بعد المغرب وإعادتهم بعد العشاء. واستمر الحال كذلك، حتى سُمح له بإنشاء مدرسة. حينئذٍ أسّس مدرسة الفلاح بجدة عام 1323هـ، ومدرسة الفلاح بمكة المكرمة عام 1330هـ. |
ولم يجد بداً من إنجاح ذلك المشروع، على الرغم من موارده القليلة التي كانت عبارة عن مرتبه الذي يتقاضاه من والده، وكانت زوجته السيدة خديجة (بنت عمه) الحاج عبد الله علي رضا، تشاركه في الجهد الذي يبذله، فقدّمت له حليها ليبيعها من أجل شراء مقر المدرسة الذي تشغله الآن مدرسة الفلاح الابتدائية بجدة. وهكذا استمرت الدراسة، وزاد الإقبال على المدرسة، وزادت نفقاتها، ومسؤولياتها، وكان ذلك كله يتكلل بالنجاح، بتوفيق من الله، ثم بإصرار هذا الرجل العظيم الذي لم يدّخر وسعاً في البذل على المدارس حتى بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي. على الرغم من انهيار تجارته في اللؤلؤ الطبيعي، أصر الحاج محمد علي زينل رضا على أن تبقى المدارس مفتوحة والدراسة مستمرة. |
من صفاته: تقول ابنته آمنة محمد علي زينل علي رضا، "كان أهم صفاته الإخلاص الشديد لكل من يعرفه، وكان شديداً في تربيته لأولاده، يُعوِّدهم على التقشف، في الوقت الذي كان يملك فيه الكثير. كما كان حنوناً عطوفاً، فكان يشتري البيوت والمساكن للخدم والعاملين معه". وكان يقول: المال زائل ولا يبقى للإنسان إلا العمل الطيب والذكرى الحسنة. كان رحمه الله يتخذ من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم هدياً في إخفاء الصدقات والمنح، حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه. وقد بلغ من كرمه وعطفه على الفقراء أنه كان يعتبر نفسه مسؤولاً عنهم. |
زار مرة المدرسة وحرص على أن يقبّل رأس كل تلميذ، والدموع تسيل من عينيه عطفاً وحناناً على فلذات الأكباد، لإحساسه بأن الجميع أبناؤه. وكان يمتاز بطيبة قلب نادرة، ودماثة خلق رائعة. ولم يترك أي ناحية من المساعدات والإعانات لأيٍّ من الشعوب، سواء أكانت إسلامية أو غير إسلامية، إلا قدمه لوجه الله. |
انتقل الشيخ إلى رحمة الله في الثاني من شعبان سنة 1389هـ، الموافق 12 أكتوبر سنة 1969م، عن عمر يناهز التسعين عاماً، وذلك في بومباي. |
نبذة تاريخية عن مدارس الفلاح بمكة المكرمة: |
- تأسست مدارس الفلاح بمكة المكرمة عام 1330هـ. |
- بدأ التدريس بها بمحلة "القشاشية" بدار علي باشا، بعد أن انضم إليها طلاب كُتّاب الشيخ عبد الله حمدوه السناري، فكان عدد طلابها 247 طالباً عام 1330هـ. |
- انتقلت بعد ذلك إلى محلة "الشبيكة" في الجزء المطل على مقبرة "الشبيكة" من الجهة الشمالية. |
- ثم انتقلت إلى موقعها الحالي بساحة إسلام عام 1412هـ، والذي اشتراه الشيخ إبراهيم الجفالي، وأوقفه على مدارس الفلاح، ويُعتبر المبنى الحالي معلماً وصرحاً تربوياً ومفخرة مكة المكرمة. |
- يبلغ عدد طلاب المدارس حوالي 1300 طالباً في مراحلها الثلاث. |
الهدف من إنشاء مدارس الفلاح: |
كان الهدف من إنشاء مدارس الفلاح بجدة، ومن ثم مكة المكرمة، هو القضاء على الجهل والأمية في المجتمع الحجازي، حيث كانت الأمية متفشية في المجتمع المكي في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وكان الإقبال على التعليم معدوماً، لعدم وجود المشجعات والحوافز لدى أبناء المكيين، وهذا ما دفع الحاج محمد علي زينل إلى تأسيس مدارس الفلاح. |
- رفع مستوى طلاب العلوم الدينية والدنيوية وتعليمهم العلوم العالية التي تجعلهم معالم يهتدي بها الناس. |
- بعث الثقافة الإسلامية العريقة، ونشر اللغة العربية. |
- العمل على تنمية وتطوير المجتمع علمياً وثقافياً، ليلحق بركب التطوير والحضارة، ويحتل مكانة مرموقة بين المجتمعات الأخرى. |
- تخريج علماء مسلمين متخصصين في علوم الشريعة والعلوم الحديثة، ليدافعوا عن الإسلام، ويدفعوا عنه الشبهات التي يلصقها به أعداؤه، ويقوموا بمهمة التعليم والإفتاء والوعظ والإرشاد، والعمل على تخريج جيل مسلم يعيد الحياة الإسلامية إلى نصابها. |
الإدارة العامة لمدارس الفلاح: |
تشرف الإدارة العامة لمدارس الفلاح ومقرها جدة، على سير أعمال المدارس وتضع ميزانيتها، وذلك منذ إنشائها. |
وقد تكوَّن أول مجلس للنظار من: |
1- الحاج محمد علي زينل (رئيسا) |
2- مصطفى النبلاوي (عضواً) |
3- عبد الرؤوف جمجوم (عضواً) |
4- محمد حامد أحمد (عضواً) |
5- يحيى محمد صالح سليم (عضواً) |
6- محمد عطا الله الهندي (عضواً) |
ومن الذين انضموا إلى عضوية النظار فيما بعد، مع حفظ الألقاب، كل من: |
إبراهيم يوسف زينل - عمر عقيل - حمزة عجاج - محمد باخيضر - إسحاق عزوز - سامي كتبي - أمين عقيل عطاس. |
وكان يرأس مجلس النظار قبل وفاته: الشيخ أحمد يوسف زينل علي رضا رحمه الله. |
دور مدارس الفلاح في المجتمع: |
لمدارس الفلاح تأثير ثقافي وتربوي واجتماعي على المجتمع السعودي، وعلى المجتمع الإسلامي بصفة عامة، حيث انخرط في المدارس عدد كبير من أبناء الجزيرة العربية، وكذلك من أبناء المسلمين من خارجها. وقد تخرج منها، ودرَّس بها، كوكبة من المعلمين الأجلاء الذين كان لبعضهم حلقات علم في المسجد الحرام، ومنهم: |
معلمون وعلماء أجلاء تولوا التدريس بمدارس الفلاح:
|
الشيخ أحمد ناضرين. |
الشيخ محمد إبراهيم أمين فوده. |
الشيخ حسن سناري. |
الشيخ عمر بن حمدان. |
الشيخ سالم شفي. |
الشيخ إبراهيم النوري. |
الشيخ يحيى أمان. |
الشيخ محمد نور سيف. |
الشيخ محمد العربي المالكي التباني. |
السيد علوي عباس المالكي. |
السيد محمد أمين كتبي. |
الشيخ أنور مسدد قاروت. |
الشيخ عبد الوهاب آشي. |
الشيخ عبد السلام عمر. |
الأستاذ محمد باعثمان. |
الأستاذ عبد الرحمن دوم. |
الشيخ أنعم ناصر اليماني. |
الشيخ عبد القادر موسى. |
الشيخ عمر عرب. |
الشيخ محمد حسن فقي. |
الشيخ محمد علي باحيدرة. |
الأستاذ عبد الحفيظ فدا، وكان صديقاً لوالدي وهو الذي أخذني للسيد محمد رضوان ليلحقني بالمدارس آنذاك رحم الله الجميع. |
الابتعاث للخارج |
بدأت المدارس في ابتعاث خريجي الفلاح من المتفوقين، إلى بومباي عام 1384هـ للتخصص ودراسة الشؤون التجارية والعلوم الإسلامية، وتوالت بعد ذلك البعثات إلى دول الخليج وأوروبا وأمريكا وبعض البلاد العربية. |
من أوائل الذين ابتعثوا إلى بومباي من مكة المكرمة:
|
السيد إسحاق عزوز. |
السيد حسن كتبي. |
السيد سامي كتبي. |
السيد أحمد الجفري. |
السيد محمد وزير علي. |
الشيخ عبدالله عثمان. |
الشيخ محمد عبد اللطيف. |
الشيخ محمد لنقا. |
الشيخ مصطفى برناوي. |
الشيخ جعفر فلمبان. |
الأستاذ محمد أمين العوضي. |
ومن الذين ابتعثوا في السنوات الماضية (1995–2011):
|
- أحمد عبد المجيد عبد الجبار. |
- حاتم محمد محجوب. |
- طارق موسى علان. |
- أكرم سالم بن صديق. |
- عبد الكريم محمد الزهراني. |
- عبد الله عبد الستار. |
- أنس عبد الكريم مشلح. |
- عاطف سليمان جستنية. |
- مؤيد عبد العزيز قناعة. |
- محمد عبد الخالق دياب. |
- محمد سعد جاب الله. |
مناصب رفيعة في الدولة كانت من نصيب خريجي مدارس الفلاح: |
أنجبت مدارس الفلاح عدداً كبيراً من الرواد الذين تبوّؤا مناصب رفيعة في البلاد، فكان منهم الوزراء، ووكلاء الوزارات، والأطباء، وأساتذة الجامعات، ورجال الفكر والأدب والتربية، وخبراء اقتصاد ...إلخ، فكانوا ممن دفعوا بحق عملية التقدم والتطور في البلاد، وممن ساهموا في نهضتها في جميع المجالات. فمن الأدباء: |
الأستاذ محمد حسن فقي. |
الأستاذ طاهر زمخشري. |
الأستاذ محمد حسن عواد. |
الأستاذ حمزة شحاته. |
الأستاذ عبدالله بلخير. |
ومن الوزراء ووكلاء الوزارات والسفراء:
|
- معالي الدكتور حسن نصيف (وزير الصحة سابقاً) |
- معالي الأستاذ عبد الله عمر بلخير (أول وزير إعلام في المملكة) |
- معالي الدكتور حامد محمد هرساني (وزير الصحة سابقاً) |
- معالي الدكتور محمد عبده يماني (وزير إعلام سابقاً) |
- معالي الأستاذ أحمد زكي يماني (وزير البترول والثروة المعدنية سابقاً) |
- معالي الأستاذ محمد عبد الله علي رضا (أول وزير تجارة) |
- معالي الأستاذ عابد محمد صالح شيخ (وزير تجارة سابقاً) |
- معالي الأستاذ أحمد صلاح جمجوم (وزير تجارة سابقاً) |
- معالي الأستاذ محمد محمد العوضي (وزير التجارة سابقاً) |
- معالي الأستاذ عبد الوهاب عبد الواسع (وزير الحج والأوقاف سابقاً) |
- معالي الدكتور محمد عمر زبير (مدير جامعة الملك عبد العزيز سابقاً) |
- معالي الدكتور محمود سفر (وزير الحج سابقاً) |
- معالي الأستاذ هشام ناظر (وزير التخطيط ووزير البترول والثروة) المعدنية سابقاً، وسفير المملكة بمصر سابقاً) |
- سعادة السيد أمين عقيل عطاس (وكيل وزارة الحج، والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي سابقاً، ونائب رئيس مجلس نظار مدارس الفلاح) |
- معالي الدكتور محمد صالح بنتن (وكيل وزارة الحج سابقاً) |
- سعادة السفير صلاح أحمد سرحان (سفير المملكة في أثيوبيا وفيتنام) |
من حملة الدكتوراه:
|
ذكرنا بعضهم سابقاً، ونضيف إليهم: |
الأستاذ الدكتور إبراهيم عباس نتو. |
الأستاذ الدكتور عبد الحكيم موسى. |
الأستاذ الدكتور عمر سراج أبو رزيزة. |
الأستاذ الدكتور صبري فلمبان. |
الأستاذ الدكتور محمد علوي عباس المالكي. |
الدكتور أسعد سراج أبو رزيزة. |
الدكتور عبد الحي محمد رضوان. |
الدكتور عبد العزيز أحمد سرحان. |
الأستاذ الدكتور محمود كسناوي. |
الدكتور محمد علي رزيزة. |
الدكتور عبد القادر بكر. |
الدكتور هاشم أحمد سرحان. |
الدكتور زيني محمد بنجر. |
الدكتور فاضل محمد بنجر. |
الدكتور محمد عبد الباسط محمد حسين. |
الدكتور عباس غندورة. |
الدكتور صبغة الله غلام بني. |
الدكتور سامي محمد بنجر. |
الدكتور صالح علي جان. |
الدكتور إبراهيم محمد نور سيف. |
الدكتور عبد الحي سبحي. |
الدكتور حمزة محمد جميل خشيفاتي. |
الدكتور عبدالله عمر بافيل. |
الدكتور أنس حسن أبو منصور. |
الدكتور شيخ صافي جمل الليل. |
من شخصيات المجتمع والتربية ورجال الأعمال:
|
- الشيخ أحمد يوسف زينل علي رضا الذي درس عامين بمدارس الفلاح بمكة المكرمة. |
ويجب أن نقف عند هذه الشخصية العظيمة والمهمة في تاريخ مدارس الفلاح، والذي يعتبر المؤسس الثاني للمدارس. فقد كان العم أحمد زينل -رحمه الله- أحد أهم الشخصيات التي مرّت على المدارس، بعد الحاج علي زينل عمه، رحمهم الله أجمعين. فقد تعرّفت إليه وتعاملت معه. فكان مدرسة شامخة في الأدب، ومدرسة في الأخلاق، ومدرسة تعلمنا منها التفاني في العمل، ومدرسة في الوفاء مدرسة في الكرم. كان العم أحمد يوسف زينل رجل فكر وثقافة وعلم. وقد تأثرنا به جميعاً. وكانت المرة الأولى التي قابلته فيها عندما زرته لمقابلته، وهو في التسعين من عمره، وقام بعد المقابلة ليوصلني إلى المصعد الذي يبعد عن مكتبه ثلاثين متراً، ووقف معي حتى وصل المصعد وودعني.وأذكر مرة أخرى كنت في المستشفى، فإذا بالباب يطرق وسمعت صوتاً يعرّف بنفسه أنه أحمد زينل، وقد جاء ليودعني حاملاً معه هدية عبارة عن جهاز فيه القرآن الكريم كاملاً. كما كان لا يبخل على المدارس بشيء، فكان يزورها مدرسةً مدرسةً، ويدخل إلى الفصول والمكتبات والإدارات ويناقش. وفي نهاية حديثه كان يقول (اطلبوا ما تريدون فسألبيه لكم)، وكان يفي بكلمته رحمه الله. وكان يتصل هاتفياً، وهو في إجازته، ليطمئن عن نتائج الثانوية، فهو يريد أن يعرف النتائج التي يريدها أن تكون دائماً في المقدمة. |
كما كان مساعده، الأخ الأستاذ محمد قائد اسماعيل، أحد الركائز القويّة للعم أحمد. فكان أهم شخصية من بعده. فقد كان عوناً للمدارس يتفقد طلباتها ويحاول جاهداً من أجلها. وكان يعتبر بمثابة الميزان الذي يزن الأمور ليضعها في نصابها. |
- السيد إسحاق عزوز طالب الفلاح ومديرها وعاشقها، فهو من سعى لشراء الأرض التي بُنيت عليها المدارس بمحلة "الشبيكة"، وسعى في جمع التبرعات لها. وهو الذي حصلت بجهوده الفلاح على أرض ساحة إسلام، وهو الذي سعى أيضاً لجمع الأموال لبنائها، والتي بلغت أكثر من ثمانين مليون ريالٍ. وكان منها أكثر من ثلاثين مليوناً من الشيخ إبراهيم الجفالي لشراء ساحة إسلام، وأوقفها على المدارس. |
- الشيخ إبراهيم الجفالي، وله قصة نسمعها من السيد أمين. |
- الشيخ عبد المقصود خوجه. |
- الشيخ حسين جستنية. |
- الشيخ محسن أحمد باروم (مدير التعليم العالي آنذاك). |
- الأستاذ محمد عبد الصمد فدا (مدير مدارس الثغر النموذجية آنذاك). |
المديرون التنفيذيون لأقسام مدارس الفلاح بمكة المكرمة منذ 1415هـ وحتى الآن. |
القسم الثانوي: المربي الفاضل الأستاذ عبدالله مبارك باحاوي. |
القسم المتوسط: الأستاذ حسن علي سليم. |
القسم الابتدائي: الأستاذ عبدالله محمد المالكي سابقاً، والأستاذ نزيه باعيسى حالياً. |
الوكلاء:
|
القسم الثانوي: الأستاذ ناصر المطوع. |
القسم المتوسط: الأستاذ محمد علي فتيني. |
القسم الابتدائي: الأستاذ محمد ناصر المطوع. |
موظفو إدارة المدارس:
|
الأستاذ عبد الملك محمد علي يماني (شؤون الموظفين والمحاسبة). |
الأستاذ عبد الواحد عبد الله صديق (سكرتير مدير إدارة المدارس). |
الأستاذ سمير عبد الرحمن عبد العزيز (الحاسب الآلي). |
لماذا تميزت الفلاح؟ |
دعوني أيها الإخوة أن أشير إلى بعض النقاط التي تضع مدارس الفلاح في طليعة المدارس في المملكة العربية السعودية ومقدمتها، بل وفي منطقة الشرق الأوسط. |
1- وجودها دائماً في المراكز العشر الأولى على مستوى المملكة في جميع الجوانب، وخصوصاً الجانب العلمي. |
2- حصلت المدارس على جائزة التميّز في جميع الأعوام التي كانت تمنحها وزارة المعارف سابقاً، وحتى تاريخ إيقافها قبل عدة أعوام. |
3- بعد عودتها بثوب جديد، حصلت المرحلة الابتدائية بمدارس الفلاح بمكة المكرمة على المركز الخامس في جائزة التميز الإداري على مستوى المملكة، والمفروض أن تكون الأولى. |
4- حصل معلمو مدارس الفلاح على جوائز التربية للتميز على مستوى منطقة مكة المكرمة وعلى مستوى المملكة، ومنهم الأستاذ محمد ناصر المطوع، والأستاذ ممدوح سمسم الذي حصل على هذه الجائزة وتوجّها بالمركز الأول لجائزة الشيخ خليفة آل نهيان للتربية والتعليم، وقدم بحثه في الإعلام الجديد. |
5- تقيم مدارس الفلاح بمكة المكرمة ملتقيات تربوية سنوية، تهدف إلى تطوير التربية والتعليم بالمملكة وكان آخرها في العام الماضي بعنوان (معلم المستقبل رؤية تنموية)، حضره علماء في التربية والتعليم من داخل المملكة وخارجها. |
6- طبقت المرحلة الابتدائية بمدارس مكة المكرمة مشروع عام دراسي بلا حقيبة. |
7- حصل موقع مدارس الفلاح التربوي على الإنترنت (من قِبَلِ مؤسسة عالمية تُعنى بهذا المجال) على المركز الأول كأفضل موقع تربوي على مستوى المملكة. |
8- تُعتبر الفلاح من أفضل المدارس على مستوى التجهيزات وسبل السلامة. |
9- يحصل طلاب المرحلة الثانوية في معظم السنوات على المركز الأول في اختبارات القدرات، ولا تتنازل المدارس عن المراكز العشرة الأولى. |
10- يمثّل طلاب الفلاح المملكة عالمياً، وأذكر تمثيلهم لها في كوريا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم، حيث يقدمون تجارب علمية مذهلة، وكان آخر هؤلاء، بحسب علمي، الطالب عبد الله جمال حمدي الذي يدرس الطب حالياً. |
11- اختيرت المرحلة الثانوية قبل عامين واحدة من أفضل مدارس المملكة من قِبَلِ جامعة البترول والثروة المعدنية. كما اختيرت لتفوقها في اختبارات القدرات من قبل وزارة التربية والتعليم، فشاركت مجاناً ومن دون مقابل، في منتدى وزارة التربية والتعليم. فكان لها جناح في هذا الملتقى التعليمي المهم الذي أقيم بمدينة الرياض، تكريماً وتقديراً لدورها التربوي والتاريخي والعلمي. |
12- لا يوجد مثيل لنادي الطفل بالمرحلة الابتدائية بمكة المكرمة، على مستوى المدارس بالمملكة، حيث أقيم على مساحة واسعة تضم ورشاً لتعليم الأطفال بعض المهن التي يحتاج إليها الشخص في حياته المنزلية وخارجها. فهناك ورشة الكهرباء يتعلم فيها الطفل كيفية التعامل مع الكهرباء، وورشة السباكة التي يتخرج منها الطفل سباكاً بدرجة ممتاز. وكذلك ورشة للنجارة، وأركان لألعاب "البلاي ستيشن، وتنس الطاولة وغيرها. كما أن أهم ما يميز النادي الشوارع التي خُططت وأقيمت فيه لتعليم الأطفال القيادة السليمة بسيارات أطفال جُهّزت لهذا الغرض. كما يوفر النادي دراجات نارية وعادية، وكذلك بإشارات للمرور، وخطوط المشاة. |
13- خُصص للأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم مركز يعتني بهم على فترات معينة، حتى يتجاوزوا مرحلة الصعوبات. |
14- تُدرس الإدارة العامة مشروع الربط الإلكتروني بين المدارس بمكة المكرمة وجدة والإدارة العامة وأولياء الأمور. |
15- لا تزال سُنة الابتعاث متوهجة حتى يومنا هذا. فالمدارس تبتعث الطلاب المتفوقين على حسابها لإكمال دراستهم في الخارج. |
16- تتميز مدارس الفلاح بتجهيزاتها الكبيرة، فهي مُجهّزة بأفضل المعامل والمختبرات على مستوى المملكة. |
17- تتميز المدارس بوجود مسرح كبير يتسع لسبعمئة مقعد، تقام فيه فعاليات ونشاطات المدارس المختلفة، بل وتقام عليه بعض فعاليات إدارة التربية والتعليم. |
18- أقمنا بموافقة العم أحمد زينل - رحمه الله - متحفاً للمدارس، يحتوي على تاريخ الفلاح، أرجو أن تزوروه لترجعوا إلى الماضي الجميل، ماضي التأسيس. |
19- يوجد لدينا متحفٌ للحيوانات المحنّطة، ومنها تمساح طوله ثلاثة أمتار تقريباً. كما يوجد معرض للصور التاريخية، وقاعة اجتماعات، وقاعة التذكارات والجوائز. |
20- فيها مسبح نصف أوليمبي. |
21- تتميز مدارس الفلاح بوجود مكتبات لكل مرحلة، وكذلك مراكز مصادر التعلم، والتي صُرف عليها الكثير. |
22- بها نظام إطفاء للحرائق - لا سمح الله - على مستوى عالمي. |
23- بها ملعب لكرة القدم جُهز بالنجيل الصناعي. كما أن لكل مرحلة ملعبها ومقصفها. |
24- كما أن هناك - ولله الحمد - مميزات معنوية ومادية تقدمها المدارس لمعلميها ومنسوبيها، تُعدّ الأفضل على مستوى المملكة. فبالإضافة إلى المرتبات الشهرية لكافة أشهر السنة، يحصل منسوبو المدارس على تأمين طبي، وبدل سكن يعادل 3 مرتبات، وتذاكر سفر للمتعاقد معه من الخارج ولعائلته في حدود 4 تذاكر ذهاباً وإياباً. |
25- أطلقت المدارس أسماء مديرها ومعلميها على أبواب المدارس وقاعاتها تخليداً لذكراهم. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: لئلا أخل بالترتيب الذي اتفقنا عليه، ولا يعلم عنه مولانا السيد أي شيء. فقد اتفقنا بعد كلمتي الهزيلة أن يتكلم شخصان لهما علاقة بالفلاح، أولهما الأخ الدكتور عبد العزيز سرحان، وثانيهما الأخ الأستاذ إحسان صالح طيب. وفي الختام سنقفل باب الكلمات لأن الوقت قصير، ونود أن نستمع إلى السيد وننعم بالحوار بينكم وبينه. وستكون هناك كلمة ضافية من معالي فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، وبها نختتم الكلمات والمداخلات. هذا ما أردت أن أوضحه لأن الكلمات والمداخلات أتتني من جمع كبير، فلو أُعطيت الفرصة لهم لانتهت الأمسية من دون أن نعطي الفرصة للضيف الكريم..). |
عريف الحفل: إذاً.. حقيقة كما ذكر سعادة الشيخ عبد المقصود نختصر طلبات الكلمات بكلمتين، هما للأستاذ إحسان طيب وفضيلة الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان.. ونبدأ بفضيلة الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان في كلمته.. (مقاطعة من الشيخ: أنا وددت أن يتكلم الأستاذ إحسان طيب.. وكان هذا الاتفاق بيننا بمحور عن الفلاح. ونترك لمعالي فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان أن يكون مسك الختام بكلمة يتكلم فيها كيفما شاء). |
عريف الحفل: نعم.. إذاً الكلمة الآن للأستاذ إحسان صالح طيب. |
|