شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور زهير بن يوسف الهليس))
بسم الله الرحمن الرحيم، معالي الدكتور رضا عبيد، أصحاب المعالي والسعادة أخواتي إخواني أحبتي وزملائي أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء الذي أمر بتحصيل العلم سيدنا محمد، إن النهج الذي انتهجته ((الاثنينية)) بتكريم نخبة ممن كان لهم بصمة في شتى المجالات لهو سنة حميدة يؤجر بإذن الله من ابتدأها، وإني لأدعو الله للشيخ عبد المقصود بالشفاء العاجل وكم كنت أتمنى أن يكون بيننا هذه الليلة، وإني والله لأشعر بالفخر والاعتزاز أن أكون من هذه النخبة وأدعو الله الكريم أن أكون عند حسن ظنكم مستحقاً لهذا التكريم، لكل منا أمنية يريد تحقيقها ويسعى جاهداً للحصول عليها وما التوفيق إلا من عند الله سبحانه وتعالى. يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
إذا ما طمحتُ إلى غايةٍ
ركبتُ المُنى ونَسِيتُ الحذر
ولم أتجنب وعور الشِّعاب
ولا كُبَّة اللهب المستعِر
ومن لم يُحِبّ صعودَ الجبالِ
يعشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحُفر
هكذا نحن أمة محمد طموحنا عالٍ وهمتنا قوية، دائماً نصبو إلى العلا، لهذا السبب اخترت أن أتحدث إليكم الليلة عن أثر علماء المسلمين في الطب فهذا الموضوع يمسني كوني طبيباً ويهمكم لأنه يذكركم بأمجاد الأجداد حتى يكون ذلك حافزاً لجيلنا الصاعد بالإبداع إن شاء الله.
أباركُ في الناس أهلَ الطموحِ
ومَنْ يستلِذ ركوبَ الخطرْ
فلا الأفقُ يحضُنُ مَيْتَ الطيورِ
ولا النحلُ يلثِمُ مَيْتَ الزّهرْ
لم يكن حصيلة ليلة ولكن حصيلة آلاف السنين، وبمساهمة الكثير من العلماء والمفكرين والفلاسفة والأطباء، قبل بداية الإسلام كانت هنالك أسس مبنية لبعض قواعد الطب ساهم فيها كثير من الفلاسفة حتى قبل مولد المسيح عليه السلام، هؤلاء الفلاسفة اشتهروا عبر التاريخ ومنهم ((أبقراط)) أو هبوقريطس كما نعرفه. هذا الرجل كما ترونه في الشاشة التي أمامكم، هذا الفيلسوف كان يعتبره البعض أبا الطب ولعل أكثر ما اشتهر به هو قسم أبقراط الذي يقسمه الأطباء عند التخرج لضمان الممارسة المهنية السليمة للطب. هذه الصورة للقسم الأصلي الذي كتبه أبقراط قبل الميلاد، هنالك عالم آخر أو فيلسوف يوناني آخر اسمه ((الكميون)) هو أول من كتب كتاباً عن الطبيعة يعتبر من أهم كتابات الأدب الإغريقي، أهم إنجازاته أنه وصف ارتباط إحساس الأعضاء بالدماغ، واستنتج أن الدماغ هو مركز الإحساس والفكر والذاكرة. كذلك ((أرسطوطاليس)) فيلسوف آخر من أعظم الفلاسفة في عصر ما قبل الإسلام، والمفارقة أن أرسطوطاليس لم يوافق على ما ذكره العالم السابق بأن الدماغ هو مركز الإحساس بل كان يقول بأن القلب هو مركز الإحساس والشعور.. ولا شك نعرف ذلك.. أود أن أذكر السادة هنا بأن ذكر القلب في القرآن الكريم وفي الحديث والسنة يربط دائماً بالعواطف وبالأفكار والتصرف ولم يتحدث قط عن القلب كمضخة كما نعرفها نحن أطباء القلب، وهناك خلاف قائم بين علماء الدين وعلماء الطب حول هذه النقطة وأعتقد أن الخلاف ما زال قائماً وليس المجال هنا للتحدث عن ذلك الخلاف. عالم آخر ((غالي أورقنيوس)) وهو كان من أهم الكتاب في عالم الطب في ذلك الوقت.. طبعاً نعرف جميعاً أن الرسول صلى الله عليه و سلم ولد في مكة المكرمة في العام 571 ميلادية وبدأ الدعوة للإسلام في العام 610 للميلادية ولا شك أن الإسلام أنتج أمة قوية استطاعت أن تقهر أكبر إمبراطوريتين موجودتين في ذلك العصر هما الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية البيزنطية، وبعد ثمانين عاماً فقط من وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم تمكن المسلمون من العبور إلى أوروبا وفتح الأندلس وكلنا نعرف أن الأندلس بقي تحت إمرة المسلمين لأكثر من سبعمائة عام، وقد امتدت الدولة الإسلامية من المحيط الأطلسي غرباً إلى حدود الصين شرقاً كما تشاهدون في هذه الخارطة أكبر إمبراطورية كانت في تاريخ البشرية. كانت تعاليم الإسلام واضحة في الحث على العلم على البناء على النظافة على حسن الخلق واتباع النظام واحترام السلطة وحماية الديانات، وكانت النظرة إلى الطب والتطبب تحمل الاحترام والتقدير منذ البداية، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (المائدة: 32) وفي ذلك دعوة صريحة إلى حماية النفس والحفاظ على صحتها، ومنذ البداية اهتم علماء المسلمين ليس فقط بالصحة البدنية بل أيضاً بالصحة النفسية والروحانية وعلاقتهما بالمجتمع والبيئة التي نعيش فيها، وعندما ننظر إلى إسهامات علماء المسلمين في عالم الطب، نستطيع أن نقسمها إلى ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى هي ما بين القرنين السابع والتاسع، وهي الفترة التي استقى فيها علماء المسلمين المعلومات والكتب الموجودة في ذلك الوقت سواء تلك التي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح أو تلك التي وجدت بعد ميلاد المسيح عليه السلام. ورغم أنها تمت ترجمتها والاطلاع عليها، إلا أن العلماء المسلمين اشتهروا بأمانتهم وكانوا دائماً يوثقون المراجع وكل الأعمال التي عملت قبلهم ولم يكن أحد منهم يدعي بأنه قام بها بل كان دائماً يوثق المصدر الأساسي للعلم. المرحلة الثانية من القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر وهذه المرحلة تعتبر مرحلة البناء على ما تم درسه من الحضارات السابقة وهذه هي المرحلة الذهبية التي تعتبر مرحلة الازدهار في العلوم بصورة عامة وعلوم الطب بصورة خاصة، حيث قام علماء المسلمين بتحديث علوم الطب وتطويرها وعمل إضافات مهمة عليها ونتيجة لهذا التقدم الهائل فإن الغرب عاد واستفاد من هذه النهضة في العالم الإسلامي حيث تمت ترجمة العديد من مؤلفات العلماء المسلمين، المرحلة الثالثة بدأت بعد القرن الثالث عشر.. وهي للأسف مرحلة الانحسار ولأسباب نعرف بعضها ونجهل بعضها الآخر توقف عطاء المسلمين وابتدأ الغرب بأخذ المبادرة واستمر هذا الأمر إلى الوقت الحاضر. لقد قام المسلمون منذ البداية برسم صورة الطبيب المشرقة؛ فقد وصف الطبيب بكونه سليم البدن، حسن المظهر أنيقاً معتنياً بصحته، حيث ساد الاعتقاد بأن الطبيب الذي لا يحسن الاعتناء بنفسه لا يمكنه الاعتناء بالآخرين، لذا يجب على الطبيب أن يكون حسن الهندام طيب الرائحة، يستخدم عطراً غير نفاذ أو مؤذ لمرضاه.. يكتب الطبري في كتابه ((أخلاقيات الطبيب المسلم)) أن الطبيب يجب أن يكون متواضعاً صادقاً رحيماً فخوراً مسامحاً لا يسعى للانتقام مسالماً ومحباً ولا يتعاطى المشروبات الروحية، ويذكر أيضاً في كتابه أن للمريض حقوقاً على الطبيب حيث إنه ليس من حق الطبيب أن يتنبأ إذا كان المريض سيعيش أم لا.. ليس من حق الطبيب أن يغضب على المريض وعليه أن يحافظ على هدوئه في النقاش معه، ومن الواجب على الطبيب أن يعالج جميع المرضى بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى كلون أو اعتقاد. يقول أيضاً إن للطبيب التزامات تجاه المجتمع، حيث يجب على الطبيب أن لا يخوض في أحاديث تسيء إلى سمعة أي من أعضاء المجتمع بحكم اطلاعه كطبيب على بعض الأسرار وعليه أن لا يتدخل في الشؤون الشخصية لمرضاه.. يذكر أيضاً أن لزملاء الطبيب حقوقاً عليه، حيث يجب أن يذكر زملاءه دوماً بالخير وأن لا يرتفع على ظهور الآخرين، كذلك يذكر أن الطبيب يجب أن يراعي مساعديه الذين هم أقل رتبة منه فإذا أساء أحد المساعدين فعلى الطبيب أن يعاتبه بلين وفي خصوصية تامة حتى يمنع الإحراج.. آتي إلى ذكر بعض العلماء والفلاسفة الذين ساهموا في الطب في هذه الحقبة الذهبية من عصر الإسلام: كالرازي، والزهراوي، وابن سينا، وابن رشد وابن النفيس وابن الهيثم ويعقوب الكندي، وجابر بن حيان.. ونطّلع على سيرة بعض هؤلاء.. طبعاً أبو بكر الرازي من أشهر الأطباء ولد في مدينة ((راي)) بالقرب من ((طهران)) درس الموسيقى وكان يجيد العزف على الناي ومن ثم درس الفلسفة والطب، ألّف أكثر من مئتي كتاب وترجمت بعض من كتبه إلى اللاتينية والفرنسية والإيطالية والعبرية واليونانية. عرّف الطب ((بأنه فن العناية بالصحة ومقاومة الأمراض ومساعدة المريض على الشفاء))، وقد قسمه إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الصحة العامة، الطب الوقائي، والطب العلاجي، ولا يزال هذا التقسيم سارياً إلى يومنا هذا. من كتبه كتاب "المرشد" وكتاب "الحاوي" الذي يتألف من اثنين وعشرين مجلداً، حيث يُعنى المجلد التاسع بعلم الأدوية وهو يُدرّس في جامعات أوروبا.. رسالته عن وصف مرض الحصبة تعتبر من أروع ما كتب عن هذا المرض، وقد ترجمت إلى اللاتينية منذ العام 1665م. أما الزهراوي فهو أب علم الجراحة، كتابه: ((التصريف)) من أهم كتب الجراحة وقد تمت ترجمته إلى خمس لغات وكان مصدر إلهام للأوروبيين على مدى سنين طويلة.. الزهراوي أول من أجرى عملية قيصرية ناجحة لامرأة حامل كانت في وضع حمل متعسر وهو أول من استخدم الخيوط في إقفال الجروح كما قام باستخراج الحصوات من المثانة البولية، وقد صمم أدوات جراحية لاستخراج الحصوات ولعمليات أخرى ومبدأ بعض هذه الأجهزة والأدوات لا يزال يستخدم حتى الآن. عالم آخر هو ابن سينا: أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا والذي عرف بالشيخ الرئيس، ولد ابن سينا في بخارى في أوزبكستان في العام 980 ميلادية، في العاشرة من عمره حفظ القرآن، وفي السادسة عشرة درس الشريعة الإسلامية والهندسة وعلم التشريح والمنطق والفلسفة، في الثامنة عشرة من عمره أتم دراسة الطب وفي الحادية والعشرين من عمره ألف أول كتبه. عمل رئيساً لوزراء ابن منصور حاكم بخارى في ذلك الوقت وكان مستشاراً سياسياً لعلي بن ميمون حاكم خوارزم. مات ودفن في إيران في السابعة والخمسين من عمره، وقد توفي عن عمر صغير رحمه الله. كتابه ((القانون في الطب)) يعتبر من أهم كتب الطب وكثير من المعلومات الموجودة لا تزال تشكل مرجعاً إلى الآن، وقد كتب وليام أوسلر -وهو أحد أشهر أطباء القرن الماضي في الغرب- أن ((القانون في الطب)) يعتبر المرجع الأول في الطب أكثر من أي كتاب آخر في تاريخ الطب، لقد كان هذا الكتاب بحق موسوعة علمية من خمسة أجزاء غطت كل ما يتعلق بالطب، وهذه بعض الرسومات التي رسمها بن سينا.. مثلاً الجهاز الهضمي، وهو قريب جداً مما نراه الآن. كان ابن سينا أيضاً أول من ربط الأمراض النفسية بالأمراض العضوية وكان يعالج بعض المرضى عن هذا الطريق. عالم آخر هو ((ابن النفيس)) ولد في عام 1210م وتوفي في عام 1288م وكان يقال عنه ((ابن سينا الثاني))، إذ إنه أول من وصف الدورة الدموية، وأوضح أن هناك دورة دموية كبرى ودورة دموية صغرى هي الدورة الدموية الرئوية.. طبعاً كان الغرب يذكر أن وليام هارفي هو الذي اكتشف الدورة الدموية وشرحها كما هي الآن في سنة 1628م وكان دائماً هو المرجع لهذا الكلام، لكن في الآونة الأخيرة نشر هذا البحث في مجلة ((الدورة الدموية)) وهي من أشهر المجلات الطبية التي تعتني بالقلب في أمريكا في 2007م، وتم الاعتراف فيه بأن ابن النفيس هو من اكتشف الدورة الدموية ووصف الدورة الدموية الرئوية قبل وليام هارفي بأكثر من 400 عام. كتب ابن النفيس عشرة كتب، كان رئيساً لمستشفى ناصري في القاهرة، وهو أول من ابتدأ تدريب الأطباء (الأطباء المقيمين كما نعرفهم الآن) بشكل تدريجي بحيث يبتدئ بالأسهل ثم الصعب فالأصعب، وهو أول من أعطى شهادات للمقيمين أو المتدربين لإثبات كفاءتهم.. هذه صورة لشهادة من العام 1270م للميلاد. عندنا ابن الهيثم وهو عالم فيزيائي وعرف بالحاذق لمهاراته المختلفة وهو الذي اكتشف ودرس انعكاسات الضوء والعدسات وأثبت أن الرؤية في العين تحدث نتيجة لانعكاس الضوء عن الأشياء وليس كما كان الاعتقاد سائداً بأن العين هي مصدر الضوء للرؤية.. هذه بعض من رسوماته كما ترونها في الشاشة التي أمامكم. وهي تدل على مدى الدقة في وصف العين وفي وصف العدسة وانعكاس الضوء على عدسة العين. كذلك كان الأطباء المسلمون أول من عالج العيون، فالطبيب عمار بن علي أجرى عملية (كتراكت) واستخرج العدسة عن طريق شق صغير في بياض العين واستخدام الشفط وهي تقنية كانت تستخدم لوقت قريب.. استخدام المسواك لنظافة الأسنان له فوائد طبية كثيرة وقد استخدمه المسلمون منذ بداية الإسلام، كذلك أبدع الأطباء المسلمون في علم التشريح وهذه صورة كما ترونها في الشاشة التي أمامكم رسمها منصور بن أحمد لامرأة حامل تظهر الجنين داخل الرحم. كذلك كانت لهم إسهامات في التخدير حيث كان الأطباء المسلمون أول من استخدم التخدير في الجراحة، فكانت تشبع قطنة بمخدر وتوضع على الفم والأنف يتنفسها المريض، ثم ينام ويقوم الطبيب بإجراء العملية.. طبعاً أحد الأشياء الأخرى التي امتاز بها الطب العربي هو الكي والذي له طبعاً قواعد معينة ولا يزال الكي يمارس في أماكن كثيرة من العالم العربي والإسلامي، ولكل مرض مكان معين للكي ولا شك في أن دراسة علم الكي تظهر أن هناك بعض الحقائق المتصلة به قد تكون صحيحة وثابتة علمياً، أما من ناحية إنشاء المستشفيات فقد تفوق المسلمون على الغرب في تصميم المستشفيات وجعلها مناسبة لاستقبال المرضى والعناية بهم مع مراعاة التعقيم والتخلص من الفضلات بطريقة سليمة، ونظراً إلى أن عواصم الحضارة الإسلامية كانت تتغير، فقد كانت تنشأ مستشفى بالعاصمة، ومع كل نقل للعاصمة كان ينشأ مستشفى كبير ما أدى إلى وجود عديد من المستشفيات الهامة أهمها في بغداد ودمشق والقاهرة، وقد احتوت المستشفى في دمشق على غرف خاصة لعلية القوم، كلية طب ومكتبة أيضاً، وكانت أول مستشفى تعليمي لكلية طب في التاريخ، ولعل من أكبر هذه المستشفيات وأهمها مستشفى منصور في القاهرة، حيث تم في هذه المستشفى عزل أقسام الأمراض المعدية عن باقي الأقسام، كذلك خصصت عنابر خاصة للنساء حتى لا يكون هنالك اختلاط بالرجال. في تلك الأيام لم ينسَ المسؤولون عن المستشفيات الحالة الاجتماعية للمرضى فقد كان يتم صرف خمسة جنيهات ذهب للمريض لإعانته حتى يتم شفاؤه ويعود إلى العمل، ذلك نظام تأمين اجتماعي موجود منذ تلك الأيام ولم يكن يعمل به في مكان في الغرب. وقد أنشئت مستشفيات أخرى في تونس ومراكش وكذلك في غرناطة، وكانت المستشفى في غرناطة التي أنشأها محمد بن يوسف بن نصار تعتبر مرجعاً للأوروبيين الذين يأتون للاستشفاء فيها. والمسلمون مسؤولون أيضاً عن إنشاء علم الصيدلة وكان لجابر بن حيان أثر كبير في هذا المجال وله الفضل في تأليف موسوعة صيدلية عربية، ومن المعروف أن طب الأعشاب واستخدام الأعشاب في الطب كانت بدايته على يد المسلمين والعرب، وهناك كلمات كثيرة في اللغة الإنجليزية أصلها عربي، كلمة Sugar سكر، Alcohol كحول، Syrup شراب، coffee قهوة، cotton قطن، فلا شك في أن هذه كلها مصدرها من عند العرب.
بعد كل هذا لا يسع الإنسان إلا أن ينظر بإعجاب منقطع النظير إلى هذه الحقبة الزمنية التي أظهرت شعور علماء المسلمين بمسؤوليتهم تجاه الإنسانية فإنجازاتهم الرائعة مهدت الطريق لكل ما نعرفه اليوم عن الطب ونحن في تذكرنا لهؤلاء نأمل أن يكون ذلك دافعاً قوياً لأجيالنا ليتبعوا تلك الخطى ويصبحوا ذات يوم جزءاً من التاريخ، فإذا لم يعرف الإنسان إلى أين يتجه فقد ينتهي به المطاف في مكان ما.. وننهي بقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
ألا انهض وسِر في سبيل الحياة
فمن نام لا تنتظرُه الحياهْ
ولا تخشَ مما وراء القلاع
فَما ثَمّ إلا الضُّحى في صباه
إلى النور، فالنور عذب جميل
إلى النور فالنور ظل الإله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة
 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج