الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة سعادة الدكتور عمر الرضوان))

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسرني ويشرفني في هذه الأمسية المباركة أن أقدم لكم نبذة مصورة عن حياة الأخ العزيز الأستاذ الدكتور زهير بن يوسف الهليس كبير استشاريي جراحة القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الحاصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام ألفين وثمانية. بداية المشوار الدراسي والتحصيل العلمي كان هنا في جدة في مدارس الثغر النموذجية التي حصل منها على شهادة الثانوية عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية، بعد ذلك التحق الدكتور الهليس بكلية الطب - جامعة الملك سعود وكان ضمن أول دفعة من طلاب كلية الطب في المملكة المتخرجين من هذه الجامعة المرموقة. كان شغفه بالجراحة وخصوصاً جراحة القلب جلياً منذ أيام الدراسة في كلية الطب، فالقراءة والعمل الدؤوب كانا شغله الشاغل. التحق الدكتور الهليس بمركز القلب بجامعة أوتاوا بكندا وتخصص هناك بجراحة القلب، وقبل ذلك كان من أوائل الأطباء السعوديين الذي التحقوا بقسم الجراحة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.. بعد سنوات من الدراسة والعمل في الخارج عاد الدكتور الهليس إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض طبيباً استشارياً مشاركاً في قسم جراحة القلب، وبعد عام تدرج الدكتور الهليس في المناصب حتى أصبح كبير الجراحين بمستشفى الملك فيصل التخصصي.. ساهم الدكتور الهليس في تطوير جراحة القلب في المملكة ولعب دوراً قيادياً في جعل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مركزاً مرموقاً ومعروفاً على مستوى العالم. علاقته المميزة كانت ولا تزال تشمل جميع أفراد الطاقم الطبي، وهي لا تقتصر على الأطباء فقط بل تمتد إلى الممرضات والممرضين والفنيين والإداريين. حصل الدكتور الهليس على جوائز عديدة في المستشفى وشهادات تقديرية على مستوى المملكة وعلى مستوى العالم. ألقى الدكتور الهليس في الحقيقة عدداً كبيراً من المحاضرات العلمية في عدة محافل حول العالم.. هذه صورة للدكتور الهليس مع كبار جراحي القلب على مستوى العالم ولنا الفخر أن يكون طبيب سعودي من بين هؤلاء النخبة على مستوى العالم.. من أهم إنجازات الدكتور الهليس تأسيسه لمركز الملك فيصل للقلب عام ألفين وأربعة وكذلك تنظيم عدد كبير من المؤتمرات العالمية هنا في المملكة والتي دعي إليها كبار جراحي وأطباء القلب على مستوى العالم.. علاقة الدكتور الهليس بمرضاه وخصوصاً الأطفال منهم علاقة مميزة وملفتة للنظر فهو يعاملهم كأبناء.. لقد اهتم الدكتور الهليس بجلب أحدث التقنيات في جراحة القلب إلى المملكة، كذلك اهتم بتطوير الخدمات المساندة لجراحة القلب كالتخدير والعناية المركزة وتروية القلب، كما اهتم بالبحث العلمي ودعمه دعماً كبيراً. وتعتبر الرحلات الإنسانية من أهم إنجازات الدكتور الهليس الذي لا يزال يقوم بها، فقد قام حقيقة بعدة رحلات من هذا النوع إلى دول عربية وإسلامية مثل اليمن والمغرب وسوريا وموريتانيا وعدد كبير أيضاً من الدول الآسيوية.. كذلك قام حقيقة بعدد من الرحلات البحثية إلى عدد من دول العالم. هذا هو العنوان الدائم للدكتور الهليس: مستشفى الملك فيصل التخصصي، الدور الرابع، غرفة عمليات القلب تجدونه دائماً هناك. للدكتور الهليس علاقة متميزة مع عمالقة جراحة القلب في العالم أمثال الدكتور روس والدكتور دبيكي والجراح المعروف الدكتور مجدي يعقوب، كما له إنجازات كبيرة في عدد كبير من الدول التي زارها مؤخراً وتحديداً دول العالم الثالث والدول العربية والإسلامية. أكبر إنجاز حققه الدكتور الهليس هو حصوله على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه. وبهذه المناسبة أوجه أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة العملية الجراحية التي أجريت لمقامه الكريم، هذا الوسام كان فخراً لجميع العاملين في مركز الملك فيصل للقلب من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين.. إنجاز آخر يضاف إلى الدكتور الهليس وهو مساهمته في تأسيس مركز جراحة القلب في جامعة أدمنغتون في كندا والتي تعتبر الآن من أفضل مراكز جراحة القلب في كندا.

ولقد ألهمت إنجازات الدكتور الهليس كذلك الشعراء في نظم القصائد وكذلك الصحافة في إجراء اللقاءات الحوارية.. والجدير بالذكر أن هنالك لقاء للدكتور الهليس في جريدة "الشرق" الصادرة اليوم.. يقولون دائماً وراء كل رجل عظيم امرأة، وأقول وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة تدعمه وتؤازره.. الدكتور الهليس متزوج من السيدة الفاضلة حفصة عرفة أم عبد الرحمن له أربعة أبناء: ثلاث بنات وابن.. ابنته الكبرى ((سارة)) تخرجت حديثاً في كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود، ابنته ((زينة)) طالبة طب في جامعة الملك سعود، والابن ((عبد الرحمن)) والابنة دانة أيضاً متفوقان في دراستهما وعازمان على أن يخطوا خطوات والدهما الرمز الدكتور زهير الهليس. أخيراً أود أن ألقي على مسامعكم هذه الأبيات المختارة من قصيدة الشاعر السوري عبد المجيد عرفة التي نظمها بمناسبة حصول الدكتور الهليس على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى:

آسٍ يداوي قلوب الناس متكلاً

على الإله الذي للناس قد خلقا

وزاده الله تكريماً فعلّمه

سر القلوب يشفِّي الداء والقلقا

فَرَدّ بالشكر تمجيداً لخالقه

وزاد في علمه حباً له وتُقى

تعلم الحب قبل الطب من صغر

وراح يزرعه في قلب من عشقا

هذا زهير وهذا علمه ذَهَبٌ

يبقى برغم ظلام الجهل مؤتلقا

أكرم بمملكة بالعلم قد كتبت

أمجادها فسمت واجتازت الأفقا

رعى أبو متعب أفذاذها وبنى

صرح العلوم وأفنى دونه الورقا

رعاك ربك عبدَ الله يا أملا

لمن مشى بهدي الإسلام واعتنقا

كرمت من نذروا للعلم أنفسهم

وأرخصوا في حماك الجهد والعرقا

وأخلصوا لمليكٍ صان عزتهم وصان أرضاً

وشعباً فيه قد وثقا

هو الوفاء وما أحلى تبادله

بين المليك وشعب عنه ما افترقا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عريف الحفل: شكراً لسعادة الدكتور عمر الرضوان الذي قَدمَ حقيقة مع ضيفنا الكريم وتفضل بهذه الكلمة احتفاء بضيفنا هذه الليلة... سعادة الدكتور زهير بن يوسف الهليس القلوب والعقول تتلهف إلى سماع كلماتكم لكن من دون مبضع، فتفضلوا.