شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة للأديب والكاتب المعروف سعادة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين
رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي ))
يقول من لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم: إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، أولئك الآمنون يوم القيامة. اللهم اجعلنا معهم ومنهم وفيهم، يا أمان الخائفين.
والضيف العزيز، الشيخ علي العمري، رجل موفق بتوفيق الله، بمعالجة المسلمين.. بالنور الذي أنزل على خاتم الرسل، صلى الله عليه وسلم، والذي جاء فيه: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. وكذلك الآية: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِيِنِ. وقول الحق: قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. وقوله سبحانه ولَوْ جَعَلنهُ قُرآناً أَعْجَمَيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياَتُهُ ءَأعْجَمِيٌّ وعَرَبِيٌ قُل هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وشِفَاءاً.
ولا ريب أن التقوى والإخلاص في العمل والصدق مع الله وعباده، وقبل ذلك وبعده.. عون الله تعالى وتوفيقه. تلك السبل وبتوفيق الله، تحقق نتائج لا يقاس عليها، ويصاحب ذلك التوكل على الله، قال تعالى: ومَنْ يَتَوكَّلْ علَى اللَّهِ فَهوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيءٍ قَدْرَاً.
إن الذي يسعى في فعل الخير، ويردُ كلَّ نجح وكلَّ توفيق إلى المسبب سبحانه وتعالى، يُعينه الله على ما يصنع، وذلك شأن الذين يسعون في مرضاة الله وعون عباده، ابتغاء وجه الله، والحق سبحانه.. لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
ولقد رأيت في المدينة المنورة، في دار الشيخ علي العمري وحولها الناس، قد أتوا من مواقع شتى، طلباً لفرج الله وشفائه لما نالهم وحلّ بهم من الأدواء والأسقام، على يدي الرجل الكريم، السمح الخلق، الذي لا يضيق بمن حوله، فقد وهبه ربه قدرة وعزيمة وصبراً واحتمالاً وخلقاً حسناً، فهو يعمل ليل نهار.. لعون قاصدي الحق، والذي سخر لهم من يعينُ ويأسوا، بخلق الكبار ودأبهم في مواجهة واحتمال الصعاب، وإنهم لمتوكلون على القوي العزيز، وهو سبحانه قاضي الحوائج، وهو القائل: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ، إن الله لذو فضل على الناس، نرجوه، عزّ في علاه.. أن يجعلنا من الشاكرين لأنعُمِه التي لا تحصى، ولا تستقصى.
وإنه لتوفيق الله عز وجل لصاحب هذه الدار العامرة بفضل الله وعونه، الاحتفاء بالرجال الذين يحسنون صنعاً، وشيخنا العمري من فضل الله علينا وعليه، أنه من الذين يسارعون في الخيرات وهو لها من السابقين. قال تعالى: فَمَن يَعمَل مِنَ الصَّلِحَت وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعِيهِ وإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ. ما أبلغ هذا التعبـير ومـا أعظمه، وما أسعد المرء بهذا الجزاء، إذ لا جحود لعمله، ولا تضييع لجزائه، وإنا له كاتبون، أي: لسعيه حافظون.
إن كل عمل يُراد به وجه الله، فجزاؤه عند الله عظيم. وإنا لنحمد الله إليه، فهو سبحانه الفعّال من الأمور كلها، وهو يقيض بفضله ورحمته.. من يعين عباده بالعلم الذي يودعه الله في من يشاء من خلقه، وبالجهد والمال، وحتى بالكلمة الطيبة، فهي صدقة. تلكم وأكثر منها مما لا نحصى نعم الله على خلقه، ومع ذلك يقول القرآن على لسان إبليس لعنه الله: ولا تجد أكثرهم شاكرين. ويعلن الكتاب العزيز بالحق.. في قول الله تعالى: وَمَن شَكَرَ فإِنَّما يَشكُرُ لِنَفْسِهِ. وقد رأى الفاروق عمر رضي الله عنه رجلاً يلامس جدار الكعبة ويدعو بصوت مسموح: اللهم اجعلني من القليل، وحين فرغ استدعاه الفاروق قائلاً: يا أخا العرب أراك تدعو بدعاء لا أعلمه، فماذا تعني؟ قال الأعرابي: ألم تقرأ قـول الله: وقَليلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ، فبكى سيدنا عمر، وقال: كل الناس أعلم من عمر، رضي الله عنه، وذلك خلق من يخشى الله، خلق الكبار في نفوسهم، فهم يعرفون، ويعترفون إذا أخطأوا، وإذا جهلوا، ودأبهم العلم، لأنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ويعلن الكتاب العزيز: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، لنكون ممن هداهم الله، ومن أولي الألباب.
وما أسعدنا في هذه الليلة المباركة في الاحتفاء وتقدير من نذر نفسه لمعالجة أدواء المسلمين بمعطيات كتاب الله الذي قال فيه: مَا فَرَّطْنَا فِى الكِتَبِ مِنْ شَىءٍ. وما أجدر المسلمين وأخلقهم أن يتمسكوا به ويهتدوا بهديه، ليكونوا عباداً صالحين مكرمين، من خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :617  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.