شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور عاصم حمدان))
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أسعى بهذه الكلمات التي أتشرف بالمشاركة بها في حفل تكريم معالي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد في هذه ((الاثنينية)) التي يرعاها مؤسسها الإنسان الأديب الشيخ عبد المقصود خوجه، إلى بيان ما لهذا الرجل من مكانة في قلبي وفي قلوب الكثير من الناس الذين يعرفون له مكانته ويدركون جليل صنيعه وغزير علمه، ولا مناص لي من العودة إلى الذاكرة لأنفض عنها غبار السنين موقناً أن شيئاً من الوهن قد أصابها وتلك سنّة العلي القدير في عباده وأحوال معايشهم. أذكر أنني قدمت إلى الأرض المباركة مكة المكرمة حيث تنزل الوحي في فضائها وبين أوديتها وجبالها ودورها على سيد الكائنات وخاتم الأنبياء وشفيع الأمم في يوم الميعاد سيدنا محمد بن عبدالله عليه صلاة الله وسلامه، وكان ذلك في أواخر الثمانينيات الهجرية، وقد كان الحرم المكي الشريف يحفل بأساطين العلم والمعرفة في حلقاته العلمية الموغلة في تاريخ وسيرة آل الجامعة الكبرى، وكان ممن أكرمني الله بالجلوس إليهم أو الأخذ عنهم في البلد الحرام أصحاب الفضيلة المشايخ حسن المشاط، السيد حسن يماني، السيد علوي المالكي، السيد باعزيز بن السيد محمد علي المالكي، السيد محمد الأمين الكتبي الحسني، الشيخ عبدالله خياط، الشيخ محمد نور سيف، الشيخ عبدالله دلدوم، شيخ عبدالله بن دهيش، شيخ عبدالله النهدي، السيد حسن فدعق، الشيخ زكريا بيلة، الشيخ محمد ياسين الفهداني، الشيخ أحمد جابر، الشيخ علي بن مكن الكلوي وغيرهم، وفي مقدمتهم أيضاً فضيلة العلاّمة الشيخ عبدالله بن حميد رحمهم الله جميعاً وسواهم. أذكر أن بداية حلقة الشيخ بن حميد الوالد رحمه الله كانت عند بئر زمزم في موقعها القديم ونهايتها عند حدود باب السلام، وكانت تمتلئ بطلاب العلم ومريديه على اختلاف أعمارهم ومشاربهم وكنتَ إذا استمعت إلى أجوبته عن الأسئلة التي تطرح عليه تدرك تمكّنه من الفقه الشرعي وأصول الشريعة ولم يكن ذلك بغريب عليه، إذ إنه يتحدّر من أسرة معروفة وكان من أبرع وأهم تلاميذ سماحة الشيخ محمد إبراهيم رحمه الله، ولكي تترسخ هذه الوضعية الفقهية لديه التي تعد من أهم أسباب التمكين في علوم الشريعة المختلفة فقد تولى رحمه الله القضاء ولم يبلغ بعد الثلاثين من عمره. كان الشيخ بن حميد في تلك الحقبة التي أتحدث عنها رئيساً لهيئة الإشراف الديني لشؤون الحرمين الشريفين وإماماً للحرم المكي الشريف، ولقد تواتر عن معظم الناس الذين أدركوا تلك الحقبة ما كان يتمتع به رحمه الله من سمات وخصال عديدة منها التسامح وسعة الأفق واستشراف المستقبل وأخذ الناس بالرفق واللين ومعالجة قضايا الناس بالحكمة والستر، ولم يكن ليرضى في مجلسه أن يُذكر أحد بسوء أو نقيصة أو طعن في العقيدة والخلق والسلوك، كما كان يجلّ نظراءه ومجايليه من أهل العلم والفضل وتلك لعمري سمات ورثها ابنه الشيخ صالح عن أبيه وهي تبرز جلية في مؤلفاته ودروسه العلمية وخطبه البليغة التي تذكرنا بعظات المشايخ رحمهم الله عزيز بن حسن، عز بن صالح، عبد الله خياط، محمد بن سيت أطال الله في عمره، ولهذا نشأ الشيخ صالح وسطياً ومعتدلاً وكان بذلك من أوائل الدعاة للوسطية في المنهج والسلوك. في كل المناصب التي تقلدها ضيفنا وحبيبنا فضيلة الشيخ بن حميد لم يتغير على من عرفه أو عرفوه وكان يسأل عنهم إذا ما غابت شخوصهم عنه ويزورهم إذا ما دعوه في مناسباتهم، فتراه مشاركاً إياهم في أفراحهم ومواسياً لهم في أتراحهم، ولعلني أسترجع من الذاكرة ما يؤكد على ما ذهبت إليه، إذ إني كتبت مرة مقالاً عن مركز الحرم المكي الشريف واتصل بي مستفسراً ومناقشاً وشاكراً، وموقف آخر أنني كنت قد حدثته بعد توليه المنصب الذي كان يملؤه والده بعلمه وفضله على رئاسة الحرمين الشريفين عن أحوال المؤذنين في المسجد النبوي الشريف وذكرت له أن شباباً من أهل المدينتين المقدستين يتطلعون إلى المشاركة في هذا الواجب والشرف الإيماني الكبير، فاستجاب واختار اثنين من ذوي الأصوات الندية للحرم النبوي الشريف، ويحمد له أنه فتح هذا الباب الذي ظل لسبب أو لآخر مغلقاً مدة من الزمن، وأود أن أبشّر معاليه من خلال هذا المنبر بدعاء من فتح الباب أمامهم فجزاه الله خيراً. ولقد هاتفني مرة مدفوعاً بحسن الظن بكل أدب جم وتواضع لا اصطناع فيه عما اختزنته ذاكرتي عن مؤذني المسجد النبوي الشريف، فدفعت له بما كتبت عن ذلك في موسوعة مكة المكرمة فاتصل شاكراً. ولعل الفرق بين حبيبنا فضيلة الشيخ بن حميد وآخرين هو أنه يتصل بك مباشرة ولا يدع ذلك لسكرتيره أو مدير مكتبه، وذلك مسلك من أكرمه الله بالحس الإنساني الرفيع ورفع عن قلوبهم غلو العلو والكبر ولم تخرجهم بهارج المناصب التي يتولونها عن الجوهر الذي طبعت عليه نفوسهم والمعدن الأصيل الذي استقوه من منابع العلم الحقيقي الديني حيث جثوا على أقدامهم يأخذون العلم ويضيفون إليه خلقاً إنسانياً رفيعاً فتزدان وتزدهي بهم المناصب التي يتبوؤونها. نعم في ختام الكلمة إن فضيلة الشيخ صالح بن حميد رائد متواضع وما أكثر الذين رفعهم تواضعهم وصلى الله على سيدنا محمد.
عريف الحفل: شكراً دكتور عاصم حمدان والكلمة الآن لكم صاحب المعالي الدكتور صالح.
 
طباعة
 القراءات :251  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج