شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور بكر بن حمزة بن خشيم))
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أنا حريص إذ جاءتني الفرصة أن أتكلم لأعكس لكم صورة عما شاهدته بعيني من فضائل ضيفنا الكريم خارج المملكة؛ فلقد تشرفت بأن رافقت معاليه في رحلة إلى باكستان ووصلنا إسلام أباد وطلب الرئيس مشرف من معاليه بأن يصلي بالناس يوم الجمعة في مسجد الملك فيصل فوافق معاليه، وقد صادف الجمعة اليوم التالي فإذا بهم أعلنوا الخبر في التلفزيون، فامتلأت الشوارع منذ الصباح الباكر وهدرت الجموع باتجاه مسجد الملك فيصل فما بقي مكان إلا وقد امتلأ، حتى إنهم عانوا الأمرّين في أخذنا إلى المسجد لإقامة الصلاة. وكانت الخطبة من خطب فضيلته الرائعة طلبوا ترجمتها فترجمت بالتزامن مع إلقائها، ثم أتممنا الصلاة حتى اضطروا إلى حماية فضيلته من الجماهير الغفيرة التي كانت تريد الاقتراب منه ولمسه وهم بالآلاف، فكان هذا أحد المواقف. موقف آخر: ونحن في طريقنا من الفليبين إلى الرياض طلب قائد الطائرة من معاليه أن ننزل في مطار كراتشي لنتزود بالوقود لأن ذلك ضروري، فوافق معاليه وأبلغ الكابتن الخبر إلى سلطات المطار بأن الطائرة سوف تهبط في المطار للتزود بالوقود ثم تكمل الرحلة، فما كدنا نهبط وإذا بالمطار يعج بآلاف الناس الذين أصروا على الصعود إلى الطائرة للطلب من معاليه أن ينزل ليصلي بهم العصر، فنزلنا والجموع محتشدة في ساحة المطار التي لم تعد ساحة مطار، حتى أن موظفي الخدمات اصطفوا كلهم في الطريق للسلام على معاليه. هذا يُظهر ببساطة مدى محبة الناس له فهم يعرفونه بأنه إمام الكعبة وهذا أمر يفوق تصورهم، فلا يمكنهم ساعتئذٍ أن يفوّتوا فرصة أن يأتموا به للصلاة. لكن هناك حقيقة أخرى أدركتها وتفضل أخونا الأستاذ عبد الوهاب أبوسليمان وذكرها وتتعلّق بتواضع معاليه، فأثناء إحدى زياراتنا لباكستان أبلغ معاليه المنظِّمين أنه يودّ أن يزور أحد الأشخاص، فأعطاهم اسم هذا الشخص الباكستاني فراحوا يبحثون عن عنوانه حتى وجدوه في قرية قريبة من إسلام أباد، فرتبوا لنا أمر الزيارة مع هذا الشخص قائلين له إن الشيخ صالح بن حميد إمام الكعبة في باكستان ويريد أن يراك هنا في هذا المكان الذي أنت فيه، فقال لهم: حيّاه الله فليأتِ ساعة يشاء. ثم إنهم رتبوا لنا الزيارة في اليوم التالي وذهبنا بموكب إلى تلك القرية وإلى ذلك البيت المتواضع البسيط المسكين، فلقينا شخصاً عجوزاً عمره أكثر من خمس وسبعين سنة واستقبلنا بكل حفاوة وترحاب. وكنا في طريقنا إليه قد سألنا الشيخ صالح عمن يكون هذا الشخص الذي نحن في صدد زيارته، فأجاب: إن هذا الشخص هو من حفّظني القرآن في الحرَم المكيّ، وأنا لن أنسى له هذا. وفي بيته المتواضع طبعاً دخلنا ولم يكن واسعاً بما يكفي لكي نجلس، فرحب بنا الرجل لكن أهل القرية ما إن سمعوا بوجود إمام الكعبة وسط القرية التي ما دخلها يوماً أحد من هذا المستوى حتى أصروا على أن يؤمّهم في صلاة المغرب التي حان وقتها، فأخذونا وسط زحام الناس والجماهير إلى مسجد القرية الصغير وصلّى معاليه صلاة المغرب بتلك الجماهير الكبيرة التي احتشدت داخل المسجد وخارجه.. فهذا إذاً نموذج من محبة الناس له، ووفائه الذي يفوق العادة لهذا الشخص الذي علّمه وحفّظه القرآن الكريم.. أحببت فقط أن أنقل لكم هذه الصورة لكي تعرفوه أكثر وشكراً جزيلاً.
عريف الحفل: أعتقد أن ضيفنا وفارس هذه الأمسية وشيخنا الجليل يدور عنه الحديث كثيراً، وبودّ أكثر من شخص أن يتحدث عن مزاياه وخصاله وبعضٍ من محطات حياته، لكننا بشوق إلى الاستماع إلى من جئنا من أجل سماعه والإنصات إليه: الكلمة الآن لضيفنا الكريم معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد ليحدثنا عن أهم المفاصل في مسيرته العامرة بالعلم.
الدكتور عاصم حمدان: عذراً يا شيخ عبد المقصود لقد كلفتموني بكلمة صغيرة وقد أعددتها.. أنتم كلفتموني بذلك.
عريف الحفل: تفضل يا دكتور عاصم وأرجو المعذرة.
 
 
 
طباعة
 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج