شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور سعيد السريحي))
الحمد لله حمداً يليق بجليل فضله وكريم منّه وعطائه،
والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم أنبيائه،
وبعد..
فلو أنني رمت اختصاراً لما ينبغي علي بسطه بين أيديكم هذا المساء لقلت: ها أنا أظفر بهذا التكريم وعلي أن أعمل جاداً وجاهداً كي أكون مستحقاً له.
وحين أتذكر بعضاً ممن جلسوا على هذا الكرسي قبلي فإنه لا يسعني إلا أن ألتفت إلى الشيخ الجليل المفضال عبد المقصود خوجه هامساً: سيدي لقد ألبستني رداء فضفاضاً علي، لا يؤهلني له غير حسن ظنك بي.
وقد قلبت مذ أشعرتني إدارة ((الاثنينية)) بهذه الأمسية صفحات ثلاثين عاماًً من العمل الثقافي فلم أجد فيها غير جهد مقل تشاطره الدرس النقدي والعمل الصحفي فأدخل هذا الضيم على ذاك وأدخل ذاك الضيم على هذا فلم أبلغ في الدرس النقدي شأواً يرضيني عن نفسي ولم أبلغ في العمل الصحفي قدراً يحمل لي رضاً يعوضني عن رضاً افتقدته.
وأشهد الله أنني ما حمد من حولي مني أمراً أو أطروا شأناً إلا نهضت في صدري نفس لوامة تأخذ بتلابيبي وتسائلني: أين أنت مما هيأت له نفسك وتوهمت أن تكون؟ ثم لا يسعفني من لومها حين تشتط في اللوم وعتبها حين تبالغ في العتب إلا ما تعلمه من وفائي بما عاهدتها عليه من حرص على الصدق في زمن كاد الصدق يكون فيه إقداماً على التهلكة، ووفاء بأمانة الكلمة في حقبة كان الوفاء لأمانة الكلمة تضحية بالمستقبل العلمي والوظيفي.
سيدي الجليل..
هل تأذن لي أن أنوب عنك فأهدي تكريمك لي إلى أساتذتي الذين أدين لهم بكل ما يحمد لي، وأن أخص من بينهم أساتذتي في مدرسة الرويس الابتدائية وقد كان جلهم من غزة التي كلما نهضت من تحت الرماد شامخة أحسستُ أننا أمة لا تموت. سيدي باسمك أهدي هذا التكريم إلى أساتذتي في الابتدائية: حافظ حسين البيوك، وجمعة سعيد شراب، وراغب محمد علي أبو سماحة، وحسين قديح، وحسن لبد، وعبد السلام...، وقد أنساني ما يزيد على الخمسين عاماً لقبه، رحمهم الله جميعاً وجزاهم عني خير الجزاء.
سيدي لك الفضل من قبل ومن بعد، وللأساتذة الكرام الذي شرفوني بحضورهم شكري وتقديري وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
طباعة
 القراءات :265  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.