شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ السيد عبد الله فراج الشريف))
السلام عليكم ورحمة الله، لا عطر بعد عروس، عندما آتي للتحدث بعد اثنين من كبار الأدباء والكتّاب فلي أن أعتذر عما سأقول لكن على طريقة الفقهاء. الحمد لله الذي أعاد للاثنينية سيرتها الأولى، وأعاد إلى منتداها وهجه المبهر، وجمعنا دوماً كل مساء اثنين لنحتفي فيها بعالم أو مفكر أديب وناقد، وأمدّ أستاذنا الأديب الشيخ عبد المقصود بالصحة والعافية ليشعل وهج التكريم الذي مارسه عبر ثلاثة عقود سعيداً ومختاراً ينتقي من النخبة أبرزها وأعظم نجومها سطوعاً، وأصلي وأسلم على سيد الخلق المصطفى صلى الله عليه و سلم الذي يحتفي العالم كله بذكرى هجرته إلى المدينة هذه الأيام والتي كانت بداية ضياء غمر الدنيا كلها فرأت معالم الهدى واضحة جلية وبعد.. فإن من ليالي ((الاثنينية)) ذات الوهج المبهج ولا شك هذه الليلة التي نلتف فيها حول أديب ناقد وصحفي لامع هو أخي الدكتور سعيد مصلح السريحي الذي ولد على ثرى هذه المدينة الرائعة التي لها في دنيا الثقافة والفكر حضور دائم، حيث نشأ فيها وله جذور في هذه الأرض راسخة، وبثقافتها وروح فكرها امتزج فكره النير الذي غذاه باطلاع واسع صنع منه الأنموذج الأبهى لمثقف هذا الوطن الذي تواتيه الكلمة الجريئة النزيهة في كل مجال طرح فيه رأياً أو اقترح فيه حلاً لمشاكل الوطن، وهو نتاج مرحلة مرّ بها الأدب في بلادنا سمحت لأهله بالانعتاق من ربقة التقليدية التي آلت بهم مع تطاول الزمن إلى اعتياد هو أقرب إلى الجمود ذاته الذي لا ينتج إبداعاً، فلما رفعت للحداثة في الأدب راية كان من أوائل أولئك النفر الذين خاضوا غمارها أدباً ونقداً، شعراً ونثراً، جدالاً وخصومة، حتى وهو على مقاعد الدراسة طالباً ولتوقد حماسة المبدع فإنه لم يخش قط أن يواجه حتى ولو ضحى بدرجة علمية قد نالها باستحقاق وجدارة والتي سعت الخصومة الفجة إلى سحبها منه بمخالفة لكل الأعراف الجامعية.. "فالكتابة خارج الأقواس" إبداعه والكلمة الحرة النافذة صناعته والدكتور سعيد نتاج تلك المرحلة التي أبقت جذوة الأدب حية مشتعلة في هذا الوطن والتي قادها من قبل رواد تلك المرحلة، حيث كان الأدباء والمفكرون هم من أنشؤوا الصحافة والصحف في الوطن حتى كادت في البدء أن تكون حكراً عليهم؛ فبين الأدب والصحافة رباط وثيق لم ينفصم بعد في المرحلة التي التحق فيها الدكتور سعيد بالصحافة وإن كنت اليوم أرى هذا الرباط قد بدأ ينفك.. لقد كانت الصحافة تزدهر حينما تولى أمرها الأدباء وتتراجع حينما يغيبون عنها، والدكتور سعيد على خطى هؤلاء الرواد سار وكان له في الصحافة احتراف فاق احتراف المتخصصين في دراستها الأكاديمية وفي احتراف عملها العمر كله، وهو مثال حي يثبت أن صحافة هذه البلاد كما قامت على جهود أدباء ومفكري الوطن فإنها أيضاً نهضت ولا تزال تحيا من خلال جذب المعلمين -وهو أحدهم- إلى بلاطها محررين ومخبرين وكتاباً سموهم المتعاونين فيما هم الأصل الذي أحياها. لقد تميز الدكتور سعيد بثباته على مبادئه لا يحيد عنها بل يناضل من أجلها ويسعى لبثها لتبلغ الأسماع وترسخ في الأذهان، وهو لا يريد بذلك أن يبني مجداً شخصياً وإنما غايته أن يرتقي بثقافة وطنه التي يراها تتعرض للتشويه يوماً بعد يوم، ولو كان يسعى إلى مجد شخصي لاستطاع أن يؤسسه بأسهل مما خاض به معاركه الأدبية والفكرية من أجل التنوير. إن ما أنتجه الدكتور سعيد نقداً وأدباً يوازيه ما نشره من مقالات في الشأن العام أبرزته ناقداً حراً للفكر المؤدلج ومرشداً واعياً إلى مواطن الخلل في المجتمع السعودي التي لا يلمسها إلا ذو حس مرهف يدرك الواقع، فانفعاله مع الأحداث وكتابته السريعة عنها يجعلنا نعترف له بلون من الريادة على كثير من الكتّاب يفتقدونها. هو دوماً صادق الكلمة، عاطفته تتوهج من أجل الوطن وكرامة المواطن، وهو من أدبائنا النقاد الذين لهم في الخطابة أسلوب مميز جذاب سنتابعه بعد قليل، فشكراً لإصغائكم ومعذرة أخي سعيد فلن أستطيع أن أفيك حقك إنما هي التحية في ليلة تكريمك التي بها سعدت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الأستاذ السيد عبد الله فراج الشريف. الكلمة الأخيرة أيها الإخوة والأخوات لسعادة الأستاذ أحمد عائل فقيهي.
 
طباعة
 القراءات :247  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.