شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتورة حياة سندي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، سيدي الشيخ عبد المقصود خوجه، أعبّر عن سعادتي لوجودي بينكم اليوم وأعتذر قليلاً عن رداءة صوتي لأنني أعاني من نزلة برد بعد الحج، لكني الحمد لله في تحسن مستمر.
السيدات والسادة، يقدّر علماء البيولوجيا عمر الأرض بأكثر من أربعة مليارات سنة ويقدّرون أيضاً معرفة الإنسان بالكتابة بنحو ستة آلاف سنة وتظل التقديرات تحتمل الصواب والخطأ، إلا أن الشيء المؤكد أن العلم لم يصبح مصدراً للتقنية الاقتصادية والتطوير إلا منذ مئة وخمسين سنة تقريباً، وخلال هذه الفترة الزمنية القصيرة جداً شاهدنا جميعاً أثر وقوة وعمق العلم في حياة الإنسانية؛ فالعلم وتنمية المعرفة في المجتمع هما السلاح الحقيقي لترسيخ قيم الحوار والإبداع والتميز ونشر الفضائل، فبالعلم نستطيع تحقيق فضائل كثيرة في حياتنا تعود على مجتمعاتنا بالخير والسعادة، ومحاولة تسخير العلم لنفع الإنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو انتمائه وبلده حقيقة أدركتها منذ سنواتي الأولى. فلقد ولدتُ في مكة المكرمة ونشأت في أسرة تضم ثمانية أطفال ذوي تربية تقليدية وشغف كبير بالعلم، وكنت شديدة الحرص على قراءة سير العلماء والعظماء في التاريخ الإنساني ومعرفة قصصهم، وقد لمس والدي رحمة الله عليه هذا الاهتمام فحرص على توفير الكتب والمجلات العلمية وكل ما من شأنه تنمية معرفتي، وكانت شخصيات كابن سينا والخوارزمي وابن الهيثم وآينشتاين وماري كوري محور تفكيري ودهشتي وتأثري، إذ إنهم ألهموني وحلمت أن أكون مثلهم ذات يوم لأقدم شيئاً لهذا العالم، وفكرت بأن ذلك لن يتحقق إلا إذا أصبحت عالمة مثلهم، وكان هذا حافزاً ودافعاً لأكون طالبة مجتهدة وجادة -إن شاء الله أكون كذلك- إذ أنهيت المرحلة الثانوية بتفوّق وكانت رغبتي أن أصبح أخصائية في علم الأدوية، إلا أن عدم وجود هذا التخصص في جامعاتنا في ذلك الوقت جعلني أفكر في السفر إلى المملكة المتحدة لإكمال تعليمي الجامعي، وغني عن القول أن رغبتي واجهت الرفض التام من جميع أفراد الأسرة، حيث لم يكن اعتراضهم على فكرة تعليمي، لكن فكرة السفر إلى خارج المملكة وحدي وكنت صغيرة في السن فضلاً عن عدم إجادتي للغة الإنجليزية هما الباعثان على الرفض، غير أنهم اقتنعوا أخيراً بغرضي السامي فغادرت إلى بريطانيا والأحلام الوردية تملأ مخيّلتي ظنّاً مني بأن الأبواب سوف تكون مشرعة أمامي، لكني ما إن وصلت إلى إنكلترا حتى وجدت أن الواقع عكس ذلك تماماً فكانت مفاجأته مؤلمة؛ إذ إن أول عقبة واجهتها كانت مؤهلاتي الدراسية التي لم تكن كافية للالتحاق بالجامعات البريطانية، فلقد طلبوا مني الحصول على الثانوية البريطانية، وليست هذه المعضلة الوحيدة؛ إذ إنني حتى لو أدّيتها فإن لغتي الإنجليزية سوف تمنعني من أن أكون قادرة على فهمها في سنة واحدة، لذلك وبكل بساطة طلبوا مني العودة إلى بلدي، بل هناك من قال لى إنه يعرف مصيري وأن عليّ أن أصدّقه، فكان هذا الرفض قاسياً جداً وهيأني لإنهاء حلم عشت معه سنوات طويلة. لقد وصلت إلى بريطانيا لأحقق أحلامي وها أنذا أشاهدها تتبعثر أمامي، لكن إيماني بأنني أمتلك عقلاً مثلهم قد جدّد عزيمتي، فإن كان في مقدورهم التعلم فإني أستطيع ذلك وأي إنسان يستطيع أيضاً أن يحقق هذا، ولا أزال أتذكر تجربة ذلك العام المليئة بالألم والدموع والسعادة؛ فقد كنت أدرس ما بين ثماني عشرة إلى عشرين ساعة يومياً ولم أشعر على الإطلاق بأني أتمنى شيئاً في حياتي أكثر من النجاح في المستوى الثانوي البريطاني. والحمد لله فقد تمكنت من النجاح بل تم قبولي دون قيد أو شرط في جميع الجامعات البريطانية التي رفضتني قبل عام واحد، فمنحني ذلك دفعة قوية لكي أثق بنفسي مجدداً وأن أكون أكثر إصراراً وألاّ أسمح لأيٍّ كان بأن يحدّ من أحلامي أو آمالي. التحقت مباشرة بجامعة كنغز كوليج في لندن، وفي سنتي الثانية اختارتني الجامعة لتأسيس معمل علم الأدوية ضمن إطار جائزة الأمير آن، وكان توفيق الله حليفي إذ ساعدت في اكتشاف آلية دواء الربو ونلتُ مرتبة الشرف تقديراً لهذا الاكتشاف والجهد العلمي الذي قدمته. ونتيجة لعملي في معمل الأدوية حصلت على منحة دراسية من جامعة كمبردج لتحضير درجة الدكتوراه في قسم التكنولوجيا الحيوية وهو من أعرق المعاهد المتخصصة في تطبيق مجموعة من العلوم.
السيدات والسادة عندما يقف الزائر أمام جامعة كمبردج سينجذب لمناظرها الخلاّبة، فحدائقها المتناسقة ومبانيها القديمة هي غاية من روعة البناء والشموخ، لكن الحقيقة من الداخل تكون مختلفة في بعض الأحيان، فما إن خطوت خطواتي الأولى في أروقتها العلمية حتى صدمت من أولى الكلمات التي أسمعني إياها أحد معلميها المميزين حيث قال لي: "سوف تفشلين لسببين: الأول أن العلم لا يتماشى مع الدين، والآخر لأنني امرأة في مجال يسيطر عليه الرجال". وفي نظرهم أن الدين يقيد الشخص وأن عقلي سيمتنع عن الإبداع، وكان هذا على عكس نشأتي وتربيتي الدينية، حيث هناك في العديد من الآيات القرآنية ومن أحاديث رسولنا الكريم ما يحثنا على العلم والتفكر والملاحظة والتأمل والتحليل والاستنتاج والتساؤل والاكتشاف. لقد كان بعض من أساتذة هذه الجامعة العريقة واضحاً معي عندما قال إنني لن أستغرق إلا ثلاثة أشهر سيكون أمامي من بعدها المغادرة وتغيير التخصص، أو أصبح "إنسانة عادية"؛ ومعنى "عادية" هو التخلي عن حجاب الشرع الذي يغطي الرأس. والحمد لله أنهيت دراسة الدكتوراه بتفوّق، وابتكرت اختراعاً فريداً أسميته "مارس" غيّر في النظريات الكهرومغنطيسية والمغنطيسية الفيزيائية، وعثر العلماء على نافذة جديدة لإيجاد ابتكارات تشخيصية على نظرية هذا الاختراع وبناء على ذلك حصلت على الاعتراف العلمي والدولي، ليس هذا فحسب إنما تلقيت عروضاً كثيرة من أكثر معاهد ومختبرات وشركات العالم عراقة وشهرة ومنها ناسا، سانديا لاب في تكساس، بيركلي، معهد طوكيو العلمي، ومعهد وايزمان الكندي، يورومديكال في سويسرا، وزارة الصحة في المملكة المتحدة، وتلقيت تقديراً من خادم الحرمين الشريفين حتى أطلق عليّ اسم الموهوبة، كما تلقيت دعوة من الأمير فيليب البريطاني للالتحاق بعضوية الكلية الملكية للمعلمين، وقد دعيت إلى مجلس العموم البريطاني لتقديم أعمالي وتم تعييني عضواً في مجموعة العلماء الشبان العليا، وبعد إنهاء درجة الدكتوراه في تكنولوجيا المجسّات أسست شركتي الخاصة. أُسـأل دائماً كيف حققت هذا؟ من المهم أن يظل الإنسان على طبيعته وأن يحافظ على هويته. يقول الناس إنني حققت كل أهدافي وحصلت على الدكتوراه، لكن حصولي على الدكتوراه كان بالنسبة لي نقطة بداية لرحلتي ومسيرتي الثانية التي تقتضي تحويل جميع ما اكتسبته لخدمة الإنسانية. قبل خمسة أعوام توجهت إلى جامعة هارفرد بمنصب باحث زائر في مختبر علمي خاص جداً، وهو بكل المقاييس مختبر يفوق الخيال في روعته، لماذا؟ لأن هذا المختبر يقوم بشيئين: أولاً إجراء اكتشافات كبرى، وثانياً يقدم اكتشافات حقيقية تساعد المجتمع بشكل عام والمجتمعات الفقيرة بشكل خاص.. إنه مختبر "جوس وايد سايد"، ولقد كانت سعادتي كبرى أن تمت دعوتي للعمل في هذا المختبر العالمي، وهي تعني أن أكون من بين سبعة وعشرين عالماً من جنسيات مختلفة. هناك تمكنت مع فريقي البحثي من ابتكار اختراع أعتقد أنه سوف يغير حياة الناس إلى الأفضل، وبناء على ذلك أسست شركة خاصة غير ربحية مع جامعة هارفرد تقوم على تطوير هذا الاختراع وتمت تسميتها "التشخيص للجميع".. هذا المجسّ فريد من نوعه لأنه صنع من مادة الورق وهو رخيص جداً وتكلفته حوالي ثلاث هللات لكل مجسّ نصنعه وهو سهل الاستخدام والحمل ومن ميزاته أيضاً سهولة التخلص منه بعد الاستخدام فهو يساعد الناس الفقراء في كل مكان في العالم. ووفق التقديرات فإن هذا الاكتشاف يسهم في إنقاذ حياة نحو أربعة إلى خمسة ملايين إنسان في كل سنة. الآن في هذه السنة تم تصنيف هذه الشركة من أفضل عشر شركات في العالم لتغيير العالم، وهذا الجهاز يحل محل آلات ضخمة ويسخر قوة المختبر العلمي رهن أصابع المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى الطبيب أو المستشفى، فبواسطة هذا الاختراع يمكنهم مراقبة صحتهم وتوفير حياة أفضل لأنفسهم كما في حالات الملاريا والإيدز والسل والتهاب الكبد الوبائي وتلوث المياه. كيف يعمل هذا الجهاز؟ يعتبر هذا الجهاز تكنولوجيا عظيمة؛ فإذا أخذت قطرة من السوائل البيولوجية كالبول مثلاً ثم تضعها على الجهاز، فإن القطرة تنتقل وتتفاعل مع المواد الكيميائية الموجودة بالداخل فتغير اللون اعتماداً على نسب مكونات السائل، وهنا نستخدمه لقياس نسبة السكر أو البروتين في البول. هذا مجرد مثال واحد على هذا الجهاز لكن تطبيقنا الأول هو لفحص مرض الكبد. لقد كان التحدي صعباً جداً وهو أن أجد شركة غير ربحية لهذا الاختراع فيما جميع من يحيط بي يؤمن فقط بالكسب المادي، لكن بتوفيق من الله ثم بالإصرار فزت مع فريقي العلمي بالجائزة الأولى في مسابقة جامعة هارفرد السنوية ثم بالجائزة الأولى في مسابقة أم أي تي، وهما تعتبران من أهم المسابقات العلمية على مستوى أمريكا والعالم. وكانت تلك أول مرة يفوز فيها فريق بحثي واحد بجائزتين معاً في السنة نفسها، فقالوا إننا دخلنا التاريخ.
يقال إن الابتكار العلمي الاجتماعي ليس بالسهولة ويخشى البعض أنه بعيد المنال لكن هذا ليس صحيحاً، فثمة العديد من العوامل الاجتماعية والتكنولوجية التي يجب النظر فيها حتى نحقق الاختراعات، فالذكاء وتوفير الموارد ليسا بكافيين لابتكار اختراعات حقيقية لتغيير حياة الناس لذا لا بد من أن نجعل العلوم حدثاً أساسياً يؤثر في قضايا المجتمع، وإذا كنا سنعالج الناس ونقضي على الأمراض فنحن في حاجة إلى معرفة المزيد عن تركيبة أجسامنا.. نحن في حاجة إلى معرفة هذه المعلومات قبل أن نعطي العقاقير والأدوية الأخرى لأن صحتنا وسعادتنا وأطفالنا يعتمدون على ذلك، وعلى عكس ما سمعتم به فإن اكتشاف بعض العقاقير الجديدة أو المضادات الحيوية في تناقص، وإيجاد حلول لأمراض معقدة كالسرطان والاضطرابات العصبية مثل الألزهايمر وفقدان الذاكرة يحرز تقدماً بطيئاً من دون شيء ملموس في الأفق ومتوسط العمر المتوقع يزداد مع هذه الأمراض المعقدة لكن مع الأسف هذا هو الواقع فلا يوجد علاج إلى الآن. وبقيت أسأل: ما الحاجز الذي يعوق التقدم الطبي؟ إن الحدود قد أصبحت معروفة لعلماء الفيزياء والهندسة والكيمياء وأدركوا أننا نحتاج إلى قفزة نوعية في الطرق والأساليب الطبية، لذا عملت على تصميم جديد تماماً يعتمد على الشرائح الإلكترونية التي تعمل في السوائل مثل الدم، واخترعت شريحة حيوية خاصة بيوجيك لا يوجد مثيل لها من قبل، إنها الجيل الجديد وبناء على ذلك أسست شركة في كمبردج البريطانية سمّيتها "صن أوبتكس". بهذا الاختراع يمكنني أن أساعد العلماء على فهم كيمياء الحياة والحمض النووي والبروتينات والإنزيمات وهو متوفر للأطباء للكشف عن أمراض مثل السرطان، وتُوجد على هذه الشريحة عشرات الآلاف من الأجهزة الحساسة في حجم لا يزيد عن حبة الأرز ويمكن أن تقيس الدم في ثوانٍ مع تجارب موازية عديدة والتي تستغرق أسابيع في العادة لدى فنيي المختبرات التقليدية. الآن سوف أوصف أجزاء من هذه الشريحة الحيوية: إنها مجرد بقعة من الألمينيوم على قرص زجاجي بمفردها لا تفعل شيئاً ولكن جنباً إلى جنب مع الـ"نوروليزر" يحدث شيء مميز وهذا ما يسميه علماء الفيزياء تأثير المرونة الحيوية، حيث يولد هذا الضوء موجة الاهتزاز الصوتية. نحن الآن في المرحلة الأولى نحو تطبيقه الأول وهو الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، الموجات الصوتية معروفة جيداً بحساسيتها وتستطيع اكتشاف الأحجام الصغيرة والجزيئات مثل جزيئات سرطان الثدي. فكيف يعمل هذا الجهاز للكشف عن سرطان الثدي؟ دعونا ننظر إلى هذه الرسوم المتحركة: عندما لا يكون هناك جزيء السرطان يكون الصوت من الموقع عالياً والاهتزازات عالية، في المقابل عندما يكون جزيء سرطان الثدي موجوداً في الدم يكتم الصوت وتنخفض الاهتزازات فبالتالي سنتلقاه في الاهتزاز أكان سريعاً أم بطيئاً والأمر يتعلق بكتلة جزيء السرطان. هذا هو الاختراع، إنها الشريحة الأولى في العالم التي تقدم القياس المباشر في المواد الكيميائية ذات الحساسية العالية، هذه التكنولوجيا إن شاء الله سوف تُحدث فارقاً كبيراً في حياة الملايين من البشر باعتبارها وسيلة للحصول على اختبارات سرطان الثدي في الحالة المبكرة ويمكن للأطباء استخدامها في العيادات المتنقلة، وبسبب انخفاض تكلفته تصبح التكنولوجيا متاحة للنساء في كل مكان في العالم.
لقد لقي هذا الاختراع أصداء جميلة ومرحّبة في الأوساط العلمية التي أدركت عمق فائدته للبشرية، ونتيجةً لذلك حظيت بتكريم من مؤسسات وجهات حكومية داخل الوطن العربي وخارجه وحصلت على جائزة مكة المكرمة للتميز العلمي وهذا شرف كبير لي، وفي العام الماضي لم أصدق أنه تم اختياري من الجمعية الجغرافية الوطنية (ناشونال جيوغرافيك) للانضمام إليها كأحد القادة المكتشفين الناشئين، كما سعدت عندما رشحتني جامعة هارفرد من بين العشرات من علمائها في مجالات الذرة والطاقة والطب والفيزياء للمشاركة في مهرجان العلوم والهندسة الأمريكي لأنضم إلى خمسين شخصية من العلماء والمهندسين المبدعين الأكثر فعالية ونشاطاً في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وأيضاً اختارتني منظمة الشركات العالمية للأصوات الحيوية (بايوتيك فويسيس) لأكون سفيرة عالمية وأنضم إلى برنامجها للسفراء العالميين الذي يضم في عضويته قيادات نسائية فعالة على مستوى العالم بأسره.
الآن سوف أتحدث بطريقة سريعة جداً عن آخر اختراعاتي: الكل يعرف قدرة الرنين المغناطيسي، لكن الرنين المغناطيسي له إيجابيات وله سلبيات، من سلبياته حجمه وطريقة التشخيص أو طريقة أخذ الأشعة أو طريقة أخذ الصور. هنا جاد إلهامي بأن أخترع جهازاً يشبه كثيراً جهاز الرنين المغناطيسي لكنه يكون متنقلاً، وأنا الآن بصدد كتابة هذا الاختراع بحول الله حتى يُحدث إن شاء الله فائدة كبيرة وبالذات لدى الناس الذين عندهم - وأنا منهم- خوف من أن يدخلوا جهاز الرنين المغناطيسي أو يعانوا صعوبات للانتقال إلى هذا الجهاز ممن يعانون من حالات روماتيزم أو أمراض صعبة.
السيدات والسادة منذ سنوات وشغفي متواصل بتحسين نوعية العلم لخدمة الإنسانية والانخراط في قلوب الشباب وعقولهم بتوفير حياة لها هدف كانت وما زالت هذه إحدى الأولويات بالنسبة لي. لقد تمكنت بفضل الله تعالى من الحصول على الزمالة الاجتماعية عام 2009م والزمالة العلمية عام 2010م على حد سواء من منظمة فوبتك العالمية لأكون من ضمن خمسة عشر عالماً لتغيير العالم من خلال ابتكاراتهم الإنسانية، وكانت فوبتك نقطة تحول في حياتي، فهناك تعلمت الكثير حول كيفية الإيمان بالمهارات القيادية بصفتي عالمة وصاحبة مشاريع اجتماعية وأنا أعرف مدى أهمية هذا الأمر للجيل الجديد ولا سيما في الشرق الأوسط، فالعالم العربي يعاني من ضريبة العقول المهاجرة وهناك آلاف من الطلاب العرب الموهوبين يتخرجون كل سنة، لذا أرى أننا في حاجة إلى تنويع الاقتصاد وأننا في حاجة ماسة إلى تفعيل العلم لخدمة المجتمع في بيئة صحية حيث الاستثمار الخاص والعمالة الزهيدة، ولتلبية هذه الحاجة قمت بإطلاق معهد جديد غير ربحي (معهد التخيّل والبراعة) ومهمته خلق بيئة مناسبة للإبداع للشباب في العلوم والتكنولوجيا الهندسية في الشرق الأوسط، حيث لم يحدث ذلك من قبل وإن شاء الله سيكون الافتتاح هذه الجمعة في الهيلتون وأدعوكم كلكم إلى المشاركة، إنه معهد "آي تو" وسيكون مقرّه إن شاء الله في جدة، وهذه المنظمة ستدعم العلماء الشباب والمهندسين ذكوراً وإناثاً لكي يكونوا مبتكرين ويسهموا في فتح أسواق وفرص جديدة وتشكيل شركات فريدة تركز على العلوم للاحتياجات الاجتماعية فقط؛ ففيها الاتصال المباشر بالشباب ليجلب الرؤية والأمل والتوجيه ووصل الشباب بالقادة العالميين للمعرفة.
في الختام فإنه نتيجة للمثابرة والجد ومن ضمنهما تأسيس معهد "آي تو" تم اختياري سفيرة للنوايا الحسنة للعلوم في اليونسكو، وإني أهدي هذا التكريم إلى المرأة السعودية بصفة خاصة وإلى جميع النساء في العالم، وأقول فلتملأ قلوبكن الثقة المطلقة بالتفكير والإبداع والتميز، لتكتسِ أرواحكن بقوة الثبات والصبر، لتكن خطواتكن أكثر ثباتاً وأكثر عمقاً في واقعكن مهما كان قاسياً أو صعباً، بكنّ شيدت أمم وقامت حضارات وبعقولكن فتحت خزائن العلم كنوزها ومعارفها، لا تصدقن من يقول إنكن متواضعات التفكير ولا تصغين لمن يقول إنكن محدودات القدرات، ولا تبطئن من مسيرتكن أو تخففن من سعيكن للوصول إلى القمة، أنتن زهرة الحياة وسرها، وأنتن قوة المجتمعات ورقيّها، أوصيكن بالإيمان بأقل أحلام الطفولة، فلقد آمنت بأحلامي كطفلة تستهدف الخير للبشرية، اليوم أعتقد أن بعض تلك الأحلام قد تحقق لكن هناك المزيد بحول الله وقوته.
وفي الختام أقول إن الاختراعات العلمية لا يمكنها أن تتحقق بمفردها، يجب علينا أن نتولى مهمة الاكتشاف والإبداع لخدمة البشرية ونشر الخير خصوصاً في المناطق الفقيرة، فالكثيرون محرومون من منافع العلم وتقنياته التي يمكن أن تعطيهم صحة أفضل وحياة أكثر جودة.. السيدات والسادة شكراً لإصغائكم.
عريفة الحفل: شكراً للدكتورة حياة سندي على هذه الوقفات الموفقة وهذه اللمسات الجميلة، فأنت يا دكتورة حياة جديرة بكل التكريم وكل الاحتفاء. قبل أن نبدأ كالعادة بإتاحة الفرصة للسيدات والزميلة نازك الإمام لتقدم أسئلة الحاضرات، سوف نستمع إلى الدكتور عبدالله مناع إذ كنا قد حاصرناه في الوقت وأعتقد أنه لم يكمل كلمته، تفضل دكتور عبدالله.
 
طباعة
 القراءات :599  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.