((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين. |
الأستاذات الفضليات |
الأساتذة الأكارم |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
عشقَتْ العلم منذ بواكير طفولتها، وشغفَت بتحقيق إنجازات تُذكر فتُشكر في سفر الخلود المعرفي. كان حلماً صغيراً في تربة طفولتها الخصيبة المجنحة للخيال.. كبر مزهواً بغضارتها.. تعهدته بالعزيمة والإصرار وروح التحدي والمثابرة.. عالمتنا الفذة سعادة الدكتورة حياة سليمان سندي، تقف إنجازاتها العلمية المبهرة برهاناً على خصب أرضنا المعطاءة بالعقول النيّرة، والطاقات الإبداعية الخلاّقة، التي أهّلتها لنيل جائزة مكة المكرمة للتميز العلمي والتقني، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها. |
الخوارزمي، الرازي، ماري كوري، وألبرت آينشتاين، كانوا شموع إلهام أضاءت بداياتها الصعبة، مضيفةً بإنجازاتها العلمية المشرفة لؤلؤةً أخرى مشعةً في سماء إنجاز المرأة السعودية، مؤكدةً قدرة ((حوائنا العربية)) على الإبداع والإبهار، وأن تكون أكثر من مجرد ((كم معطل)) بقيود الاعتساف الذكوري في تعطيل طاقاتها الهائلة. |
شكلت موضوعة ((التقنية الحيوية)) مبحثاً علمياً تصدت لمسالكه الشائكة، باعتباره ((علم المستقبل)).. استطاعت أن تتجاوز به أحلام طفولتها إلى تخوم تتماس مع أحلام البشرية، للخلاص عبر العلم والمعرفة من أوجاع وأدواء.. ساهمت ضيفتنا في ابتكار العديد من وسائل تشخيصها ومعالجتها بصورة ميسّرة ومتاحة للفقراء. |
أيها الإخوة -كما تعلمون- فإن ((علم التقنية الحيوية)) الحديث يعدّ من أكثر المباحث إغراقاً في المنهجية المادية لكون منطوقاته ونظام برهانه يعتمدان على التجربة المعملية المحسوسة. |
فكيف وُفقت ضيفتنا العزيزة في عقد قران موفق بين جذورها الروحانية، وهي ابنة مكة المكرمة، التي يتردد في فضائها وجنباتها أروع نشيد عشق تبثه الأرض للسماء.. وبين ((المادية المفرطة)) التي تسم هذا التخصص العلمي وبخاصة في مهاجر بحثها العديدة في الغرب، آملاً أن تتحفنا الضيفة الكريمة بسرد أهم محطات هذه الرحلة في أقاليم المعرفة العلمية الكثيفة في ماديتها، والعرفان المعطرة جنباته بصدى تراتيل الروح ومزامير شغفها الشفيف بكل ما هو غير مادي ومحسوس. |
لم يقتصر نشاط ضيفتنا الكبيرة على البحث العلمي كمشروع إسهام في خدمة الإنسانية فحسب، بل شاركت بحيوية متدفقة في نشاطات أخرى تستهدف غايات إنسانية نبيلة، مثل ((تحقيق السلام العالمي)) ونبذ العنف والإرهاب والتطرف.. التي تقارب في قوتها التدميرية ما تفعله ((الفيروسات والجراثيم والأوبئة))، وقد سلكت عالمتنا الكبيرة ((سبلاً غير ذلولة)) في ابتداع تقنيات كشفها ومقاومتها، ما حدا باليونسكو إلى اعتمادها سفيرة للنوايا الحسنة. |
لم تنسَ ضيفتنا، في ذروة نجاحاتها العديدة بدول الغرب المتقدمة ورغم ما يسلط عليها من أضواء باهرة، وطنها العزيز، فكانت تصرّ على هويتها وانتمائها لهذا الكيان المعطاء في كل مناسبة.. فأسست بجدة مع مجموعة من الزملاء معهد ((التخيّل والبراعة)) غير الربحي، لخلق بيئة مناسبة للشباب من الجنسين في ميدان العلوم والتكنولوجيا الهندسية في منطقة الشرق الأوسط، ليكون معيناً لتحقيق ما تحلم به لوطنها من تنمية علمية لم تبلغ بعد -رغم خطواتها المتسارعة- ما ترنو إليه من مواكبة لما يحدث في العالم من فتوح معرفية مذهلة، وإنجازات تقنية محيّرة.. تؤكد ضيفتنا بما حققه مشروعها ومنجزها العلمي من اختراق لاحتكار الغرب وتفوّقه البائن في هذه الميادين، أن عقلنا العربي قادر على المشاركة الفاعلة في صياغة ((مستقبل أكثر إشراقاً للبشرية)) متى توفرت له الإمكانات المناسبة من مراكز بحثية، ومناهج تعليمية، وقبل ذلك كله: بيئة أكثر انحيازاً إلى العقل والمعرفة، لا الخرافة واجترار بهاء الماضي. |
لعلنا حين نحتفي بضيفتنا الكريمة، نسهم ولو بقدر يسير في إذكاء التساؤل عن موقع ((العلم والعلماء)) في محيطنا العربي، وكيف السبيل لإيقاف ((هجرة الأدمغة العربية الخلاّقة إلى الغرب)) حيث الرعاية والتشجيع والإمكانيات المادية التي لا تنقصنا، وإنما نحن بحاجة ماسة إلى التوظيف الأمثل لهذه الإمكانيات في مجال ((الاستثمار في المعرفة)) الذي يعني الرهان على المستقبل. |
أيها الإخوة، لفتنا الأحزان خلال الفترة الماضية بفقد أساتذة أفاضل رحلوا إلى الرفيق الأعلى، كانوا بيننا ملء السمع والبصر، نسأل المولى عز وجل أن يتغمدهم بعفوه ورضوانه، وأن يسكنهم فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وهم: الأديب الفاضل الزميل الأستاذ حسين بن عاتق الغريبي المستشار الثقافي لمؤسسة "الاثنينية"، والأديب الكبير الأستاذ عبدالله بن خميس الذي كرمته ((الاثنينية)) بتاريخ 22/4/1410هـ الموافق 20/11/1989م، والدكتور عبد الرحمن طه بخش الذي كرمته ((الاثنينية)) بتاريخ 1/6/1430هـ، الموافق 25/5/2009م، والأديب الدكتور محمد العيد الخطراوي الذي كرمته ((الاثنينية)) بتاريخ 4/7/1413هـ الموافق 28/12/1992م، وفضيلة الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجه الذي كرمته ((الاثنينية)) مرتين في 30/4/1405هـ الموافق 21/1/1985م وفي 19/1/1429هـ الموافق 28/1/2008م، ومعالي السيد الأستاذ حسن محمد كتبي آخر جيل رواد "وحي الصحراء" الذي كرمته ((الاثنينية)) في 3/2/1404هـ الموافق 7/11/1983هـ، والموسوعي الأستاذ عبد الكريم الجهيمان الذي كرمته ((الاثنينية)) في 19/1/1421هـ الموافق 24/4/2000م، والأستاذ أنيس منصور الذي كرمته ((الاثنينية)) في 4/8/1419هـ الموافق 23/11/1998م، والكاتب المعروف الأستاذ محمد صلاح الدين الدندراوي، والشاعر محمد الثبيتي اللذين كانا على موعد مع "الاثنينية" إلا أن يد المنون كانت أسرع، والأديب الشاعر الأستاذ محمد كامل خجا، والكاتب الأستاذ عثمان مليباري، والأستاذة صفية عنبر ابنة أستاذنا عبد الحميد عنبر أحد كتاب "وحي الصحراء" رحمهم الله جميعاً رحمة الأبرار، إنا لله وإنا إليه راجعون. |
أيها الإخوة، لئن احتجبت فعاليات "الاثنينية" خلال الموسم الماضي لظروف استثنائية، إلا أن نشاطات إصداراتها لم تتوقف بحمد الله، وتقدم لكم كشف حسابها كالتالي: |
أولاً: أنجزنا طباعة الأعمال الكاملة للأديبين الكبيرين الأستاذين حسين سرحان في ثلاثة أجزاء، ومحمد سعيد العامودي في ثلاثة أجزاء أيضاً، بالإضافة إلى الجزء الثامن والعشرين من سلسلة "الاثنينية" لفعاليات الموسم السابق 1433هـ- 2011م في مجلدين، ليصل عدد المجلدات إلى 178، في 81.268 صفحة. |
ثانياً: المفاجأة الكبرى: رصدنا (29000) تسعة وعشرين ألف صورة فوتوغرافية في أقراص ممغنطة توثيقاً لفعاليات 436 شخصية تم تكريمهم في "الاثنينية" خلال مسيرة إحدى وثلاثين سنة، وتعميماً للفائدة يكتمل رفعها لموقع "الاثنينية" في الشبكة العنكبوتية خلال ثلاثة أشهر بمشيئة الله تعالى. |
ثالثاً: دشّنت "الاثنينية" موقعها على اليوتيوب www.youtube.com/alithnainya لتوثيق فعاليات التكريم بدءًا من هذه الأمسية، مع استمرارية العمل على عرض الأمسيات السابقة على التوالي التي يكتمل العمل فيها خلال ستة أشهر بمشيئة الله تعالى. |
طبتم وطابت بكم ولكم الحياة.... |
عريفة الحفل: شكراً لراعي ((الاثنينية)) ومؤسسها الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه على هذه الكلمة الضافية التي استعرض من خلالها أنشطة كثيرة قامت بها ((الاثنينية)) حتى في فترة التوقف، التي نتمنى أن لا تعود مرة أخرى بإذن الله. |
مرة أخرى أرحّب بضيفتنا الكريمة، على أمل أن يتجدد اللقاء بكم أمسية الاثنين القادمة مع سعادة الدكتور سعيد السريحي في سياحة ماتعة في أقاليم الشعر والأدب التي أسهم فيها بقدر وافر.. |
أيها الإخوة والأخوات أود أن أشير إلى أنه بعد أن تعطى الكلمة لفارسة أمسيتنا الليلة، سوف تتم محاورتها عن طريق الأسئلة، التي آمل أن تتفضلوا بإلقائها مباشرة بأنفسكم راجين أن يكون سؤالاً واحداً فقط لكل سائل وسائلة، وأن يعرّف السائل بنفسه وبمهنته ثم يطرح السؤال مباشرة وباختصار بقدر الإمكان حتى نتيح الفرصة لكل من هم موجودون معنا اليوم لكي يلقوا أسئلتهم بإذن الله. |
عريفة الحفل: الكلمة الآن لضيفتنا الكريمة، سعادة الدكتورة ((حياة سندي)) لتحدثنا عن أهم محطات حياتها العلمية والعملية. |
الشيخ: قبل ذلك لو تأذن لي أستاذة ضياء.. فقد وصلتني ورقة لم أرها إلى الآن من حبيب الجميع الدكتور عبد الله مناع، لديه كلمة يسعدنا أن نسمعها لأنها ليست في مجال تخصصه كأديب ومفكر معروف، فإذا أذنت لي أن نعطي الكلمة لسعادة أخينا الكريم. |
عريفة الحفل: ونحن نرحب بكلمة دكتورنا وعاشق جدة وأديبنا الكبير الأستاذ الدكتور عبد الله مناع.. مرحباً يا دكتور تفضل. |
|