إن ضن دمعي فلم يسهد ولم يعنِ |
جاد اليراع فلم يبخل ولم يهنِ
(2)
|
في ذمة الله من قبلت راحتُهُ |
فشد كفي وأذرى الدمع في سنن
(3)
|
أين الحنو وأين العطف أينما |
قد أدرجا معه في ذلك الكفن |
حنى عليَّ وأولاني رعايته |
وحل مني محل الروحِ في البدَنِ |
أيام كان أبي في نجد منتزحاً |
مشرد الجسم عن أهلٍ وعن سكنِ |
حتى إذا آدني فضلاً وعلمني |
مضى وفاز بذكر بعده حسنِ |
الدمع يبخل أن تهمي روافده |
عليك يوماً لدمع غير مؤتمنِ
(4)
|
إن جاد يوماً على فردٍ سواك فقد |
جرى على غير موعودٍ به قمنِ |
لا عاش بعدك من يؤذيك من حسدٍ |
ولا تمتع من يقليك عن ضغنِ |
* * * |
طفقت ألهجُ في ممسىً ومصطبح |
بنثر ذي حزنٍ أو نظم ذي شجنِ |
أردد القول بعد القول أُرْسلهُ |
كما تغنى بناتُ الأيكِ في الفننِ |
فقدتُ قلبي فما ألقى له أثَراً |
ولا صدًى من كلامي رَنَّ في أُذُني |
تبوأ البث في قلبي فطار به |
والبث في القلب أقصى غايةِ الحزنِ |
فلو أنوح ولو أبكي لما اتخذت |
سودُ الرزايا بقلبي أيَّما وطن |
نأتي ونذهب كالأطياف خايلها |
طرف سقته يد الظلماء بالوَسَنِ
(5)
|
تذكر الناس أين الناس أينهمُ؟ |
مضوا من الموتِ فوق المركبِ الخشنِ |
كم تحت هذا الثرى من سيدٍ لبقٍ |
ومن مسودٍ ومن غر ومن فطنِ |
تجمعت فيه أشتاتُ الغرائز في |
نقاوة من (...) الطبع أو درن
(6)
|
* * * |
أما المزايا فلا يغررك رونقها |
فإن أكثرها ضرب من الدمن |
فالرأي أصوب رأي غير ذي خطلٍ |
والعزم أصدق عزمٍ غير ذي وهنِ |
كم من رجالٍ سموا لكن بحذلقةٍ |
حين استعاروا مزاياهم بلا ثمنِ
(7)
|
يكفيك أنك حالي النفس من كرمٍ |
مصفد من مغار الدين في قرنِ
(8)
|
تبدي الصراحة في قولٍ وفي عملٍ |
ولا تمن بما أوليت من منن |
ولا تُزَنُّ بأشياء يزاولها |
سواكَ مستهتراً في السرِّ والعلنِ
(9)
|
صبير غادية يروى الثرى غدقاً |
بالوابل الجود بعد العارض الهتن
(10)
|
ورحمة وتحيات ومغفرةٌ |
ووارف مال من زهرٍ عليك جني |
على ضريحك، يا من لستُ أُنكرُهُ |
ولو طوى الزمن الفاني من الزَّمنِ |