شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الكاتب الكبير الدكتور عبد الله مناع ))
- أسعد الله مساءكم وأوقاتكم بكل خير، رغم انشغالي الليلة وعلى غير العادة فقد كنت أفرغ نفسي في كل اثنينية، إلا أنني حرصت أن أترك كل أشغالي وآتي لأحتفي مع المحتفين بالأستاذ الكاتب الكبير فهمي هويدي، الأستاذ فهمي هويدي شدني أول ما شدني من بوابة السياسة، عن طريق كتابه "إيران من الداخل"، فقد كان كتاباً جاء في موعده وسط ظلامات وأقوال وتهم وفوضى من الآراء، فكان كلمة حق في بحر الظلمات.. وكانت جرأة وكان صدقاً وكانت رؤية لا أعتقد أنني سعدت سعادة كما سعدت بقراءة هذا الكتاب، قدم كتاب إيران من الداخل صورة مفكر وكاتب صادق مع نفسه لا يخشى في الحق لومة لائم، لا يطلب شيئاً ولا يخشى شيئاً، وقادني كتاب إيران من الداخل إلى كتب أخرى، القرآن والسلطان، والتدين المنقوص، وكنت في النهاية أشد سعادة لأن الصحافة قدمت كاتباً إسلامياً عظيماً للساحة، فما أحوج الأمة الإسلامية لكاتب مستنير على هذا القدر من الاستنارة، وبكاتب مجاهد على هذا القدر من الجهاد.
ذات مرة قال لي أحد الدبلوماسيين فيما يشبه النجوى والمناجاة بيني وبينه: هل تعتقد أن الإسلام هو سبب تخلف العالم العربي والإسلامي؟ قلت له: عـن أي إسـلام تتحدث؟ أنا لست شيخاً من شيوخ الإسلام ولست واعظاً من وعاظه، ولست كاتباً يكتب كتاباته، ولكن عن أي إسلام تتحدث؟ هل تتحدث عن إسلام هذه الأيام وهو ذو ألوان عديدة فيه الأخضر وفيه الأحمر وفيه الأصفر وفيه الأبيض، أم عن الإسلام الأول في نقائه وصفائه؟ وذكرت له أن الإسلام الذي انتصر - وهذه ليست فتوى ولكن وجهة نظر - أعتقد أن الإسلام الذي عاشته الأمة في صدرها إسلام لا يروع لا من التخلف ولا من الاتكالية ولا من الانتهازية، إسلام يدعو إلى العمل ويدعو إلى الجد ويدعو إلى الإبداع والتفكير والتأمل.. فقال لي إن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة. وما يقال من الجانب الآخر عن الإسلام ألا تعتقد أنه جزء من هذا التخلف بالنسبة إلى الفكر الإسلامي؟ فقلت والله كلام محير ولكن مرة أخرى أقول إنني أتكلم عن الإسلام في صدره وصورته البهية والنقية.. ثم أن الأستاذ فهمي هويدي وقد شرق وغرب وذهب إلى الخليج وإلى إيران وأفغانستان وباكستان ثم إلى البوسنة والهرسك ورئيسها علي عزت بيجوفيتش، وحاوره حواراً طويلاً نشرته الأهرام، وكما أعجبني الأستاذ فهمي هويدي في سؤاله وكما أعجبني الرئيس علي عزت بيجوفيتش في جوابه عندما قال له ألا تعتقد أن الدول الإسلامية لها دور لتقديم المساعدة للبوسنة؟ فكان جواب الرئيس علي عزت بيجوفيتش أن الدول الإسلامية تعاني كثيراً من متاعب خاصة بها، وأنه من الأفضل أن تصلح شؤونها أولاً قبل أن تنظر في أمر مساعدة البوسنة.
سؤالي في ختام هذا الترحيب الحار والحقيقي للأستاذ فهمي هويدي، كيف وجد الإسلام والمسلمين من خلال رحلاته الطويلة والكثيرة؟ أين نحن من الإسلام وأين هم من الإسلام؟ وما هي صورة المستقبل لهذه الأمة الإسلامية؟ وفي ختام كلمتي أعود وأرحب بالأستاذ فهمي هويدي وأشكر الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجة على هذه الإستضافة لقادة الفكر والقلم في عصرنا الحديث، وشكراً والسلام عليكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :619  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج