ما القرشُ إلا قطرة |
فإذا تجمع صار وبلا |
يحيي البلاد بسكبه |
ويعيد فيه الحزن سهْلا |
ويقيم في جنباتها |
ماءً، وبستاناً، وظلاّ |
يا أيها الوطن الذي |
ما زال فذاً مستقلاّ |
من شح عنك بقرشه |
شلت يداه إذن، وشلاّ |
* * * |
مدوا أياديكم إلى |
وطن أظلتكم سماؤُهْ |
وطنُ الحضارة والهدى |
والمجد يوم سما لواؤهْ |
وخذوا بضبعيه إلى |
مأوًى يزيد به علاؤُهْ
(2)
|
يا أيها الوطن الذي |
قد طال في عوز ثواؤُهْ |
من شح عنك بقرشه |
كان المذممَ والأذلاّ |
* * * |
أمسارعون إلى ددٍ |
متباطئون عن العملْ؟
(3)
|
خلوا الونى، زمن التفاخـ |
ـر بالجدود قد اضْمَحَلْ |
والحظ في هذي الحياة |
لمن تجشم واحتملْ |
يا أيها الوطن الذي |
نال الخلود ولم يزلْ |
من شح عنك بقرشه |
حل الهوان بحيث حلاّ |
* * * |
ما القرشُ؟ هان القرشُ |
إلا من يدٍ جادتْ بمثلهْ |
هو شارةُ الرجل الكريم |
ورمز غيرته ونبلهْ |
شح البخيل بقرشه |
وقضى على غدِهِ بجهلهْ |
يا أيها الوطن الذي |
خان الزمانُ بعهد أهلهْ |
إنهضْ! وكن كالبدرِ في |
سود الغياهب قد تجلَّى |
* * * |
نبني بهذا القرش صرحاً |
لا تطيح به النوائبْ |
وننالُ منه كل ما |
نصبو إليه من الرغائبْ |
لنقدم الوطن العزيز |
على الأباعد والأقاربْ |
نحيا له ونُقيم منزله |
على الشُّهب الثواقبْ |
ونرى الحياة إذا نأَينا |
عنه مجتمعاً مملا |