هذي حدائقه وتلك ظلالهُ |
وسهولهُ قد شارَفَنْ وجبالُهُ |
الطائف الميمون لا ينتابُهُ |
ذو طِيَّةٍ فيضيقُ عنه مجالُهُ
(2)
|
قد أينعتْ في فيئه أثماره |
وتحققت للمجتني آمالُهُ |
حفلت بأشتات المنى أبكاره |
وندت بمُرفضّ الرؤى آصالُهُ
(3)
|
أحيا به الرجعُ البعاقُ مواتَهُ |
وهَمَى على فلواتِهِ هَطَّالُهُ
(4)
|
فإذا النبات مفوف بزهورِهِ |
وإذا المياه قد اندفقن حيالُهُ |
فالجو يستهوي النفوس صفاؤهْ |
والنور يسترعي العيون جمالُهُ |
والقاع يرفل في غلائل وشيهِ |
ويميس في أبراده مختالهُ
(5)
|
هذي الطبيعة واصلت وتَبَرَّجَتْ |
إن الحبيب ليستطابُ وصالُهُ |
فانشق من الزّهرِ الجميلِ أريجه |
فلقد يكونُ إلى الذُّبُولِ مآلهُ |
* * * |
الطّائفُ المَيْمُونُ لا تَعْدلْ به |
شيئاً، وإن كان الفريد مثالهُ |
أقصِرْه، فما لبنانُ؟ ما شاغورهِ؟ |
واصمُتْ، فما بردى؟ وما سَلْسَالُهُ
(6)
|
لو أصلحوهُ بما يليقُ بمثلِه |
لطَغَى على كل البلادِ كمالُهُ |
لكنهم تركوه إهمالاً وكم |
من خالدٍ أودى به إهمالُهُ |
* * * |
إن كنت تكلف بالطلول ونؤيها |
عجْ بالركاب فهذه أطلالُهُ
(7)
|
أو قف (بشبرةَ) والعقيق وشمهما |
ملءُ العيون رواؤها وجلالهُ
(8)
|
تجد الحياة كما تريدُ بسيطةً |
نهراً صفا للشّاربين زلالهُ |
الريح، لا هوجاء زفزفَ هيفُها |
ودوى الصدى واسترجعته تلالُهُ
(9)
|
يسري النّسيم يبث فيك بهمسِهِ |
روحاً، وتهتاج الهوى أذيالُهُ |
فالشّاعرُ الموهوب يسمو وَحْيُهُ |
ويطوف حول الكائنات خيالُهُ |
والذكريات على تنائي عهدها |
فتحت له ما استحكمت أقفالُهُ |
لو أسبلَ السترُ الوجيح أزالَهُ |
هل كان يغني الستر أو إسباله
(10)
|