يا جحفلاً سار في البيداء منصلتاً |
يُظِلُّهُ علم في الجو خفاقُ
(2)
|
سرْ لا تأَتّتْكَ في مرماك عاديةٌ |
ولا عرى سعيك المحمود إخفاقُ |
ويا صحاباً مضوْا يقضون واجبهم |
فكلما سمعوا داعي الوغى تاقوا
(3)
|
مضوا إلى مشرع الهيجاء يقدمهم |
مظفر عبقري النفس غيداقُ
(4)
|
يا ليتني كنت أزجي في السرى معكُمْ |
أغانياً نبعها في القلب دفاقُ
(5)
|
إذا دوت في الفضاء الرحب رجعها |
صدىً تموج به الأنحاء زعاقُ |
فأي قلب جبان لا يهيب به |
صوت الحماسة، والأرواح أرماقُ
(6)
|
نسأتُم
(7)
كلَّ شملالٍ مذكرةٍ |
فيها من الشَعَر الوحشي أخلاقُ
(8)
|
تطوى السباريت
(9)
بالتبغيل معنقةً |
فليس يعتاقها في السير معتاقُ
(10)
|
كأنها الهيق
(11)
يرعى في مراتعه |
فاستاقه من غواة الصيد مستاقُ
(12)
|
لا يحدبون عليها من تمعجها
(13)
|
إذا تلوت ولا في القلب إشفاقُ
(14)
|
إذا رنا ممتطيها في الفضاء رنا |
إلى عوالم سوَّاهن خلاقُ
(15)
|
تكشفت عنه سجف الغيب واتسعت |
له من الصور المزجاة آفاقُ
(16)
|
ما إن يساوره هم ولا حزن |
وليس يزعجه في النفس إقلاقُ
(17)
|
سرت عليها بها ليلاً غطارفة |
أعراقهم لا يوازيهن أعراقُ
(18)
|
تهفو بهم نحو نار الحرب أفئدةٌ |
فيهن بأس وآمال وأشواقُ |
فما لأمرٍ إذا ما أوردوا صَدَرٌ |
وما لشيء إذا شدوه إطلاقُ |
من كل أروع في أخلاقهِ كَرَمٌ |
وفي محياهُ عند الحربِ إشراقُ
(19)
|
سامي الخلال ألف عيصيةٍ
(20)
أشب |
صعب المراس إذا ما التفتِ السّاقُ
(21)
|
في كفه العضب لا تنبو مضاربُهُ |
ماضي الغرار صقيل المتن حلاقُ
(22)
|
ثار القتام وأمسى يومهُم حَلَكاً |
وأُعشيت من قتام الحرب أحداقُ
(23)
|
وللرصاص إذا رنت قنابلُهُ |
صوت يشق صماخَ الأذنِ صعّاقُ |
وكلنا في انتظار النّصر بعدهُمُ |
جوارح مشرئبات وأعناقُ |
حظي تأخرني عنهم فوا أسفا |
إن الحظوظ مقاديرٌ وأرزاقُ |
إن خلفوني برغمي أن أرافقهم |
إني لخوض الردى معهم لمشتاقُ |
أود أن أفتدي أوطانَنَا بدمي |
إذا اعترى النفس يوم الروعِ إرهاقُ |
ما يفتدي الملك من دهياءِ نكبتهِ |
إلا دمٌ في سبيلِ الملكِ مهراقُ
(24)
|
والحرب ما زلتُ مشغوفاً بها أبداً |
وللقتال كما للحسنِ عُشاقُ |