بَحَثْتُ عن الرّاحةِ المُصْطَفاهْ |
وقد خَلَصَتْ من دواعي الهمومْ |
ورَقَّتْ كما رَقَّ ضوْءُ الإياهْ |
وطابتْ كما طابَ بُرءُ الكلامْ
(2)
|
ولكنني لم أجدْ راحةً |
كتلكَ.. وقد آن أن أستريحْ |
رأيتُ السّعيدَ بلذّاتِهِ |
وَشُمْتُ الغَنِيَّ على ما أفادْ |
كِلا اثْنَيْهِما في سُويْعَاتِهِ |
يَمَسُّ مع الورودِ شوكَ القتادْ |
وأصبحتُ أعْجَبُ من عالَم |
شقيٍّ.. وقد آن أن يستريحْ |
* * * |
وذو الجاهِ يَزْهُو بما نَالهْ |
من الجاهِ.. أنَّى نَهَى أو أمَرْ |
وذو الوهم يخطفُ ما خالَهْ |
قريباً وإن كان فوق القَمَرْ |
حِجَى خائبٍ ضَلَّ في مَجْهَلٍ |
سحيقٍ.. وقد آن أن أستريحْ |
* * * |
وكم عالمٍ عالِمٍ عالمٍ |
ثلاثاً.. كما قيل عند الطّلاقْ |
تألَّمَ من روحِهِ الهائمِ |
يُغَلُّ فيَأبَى سوى الانعتاقْ |
ولَجَّ فما عادَ بعد الغِنَى |
بشيءٍ.. وقد آن أن أستريحْ |
* * * |
وآخرُ أجهلُ من (لَقْلَقٍ) |
وإن كان يلبَسُ ثوبَ النّعيمْ
(3)
|
إذا ارتاحَ في يومِهِ المُونِقِ |
أُصيبَ بِيَوْمٍ ثقيلٍ شَتيمْ |
يُحَمِّلُ نَعْماءهُ ذَنْبُهُ |
غباءً.. وقد آن أن يستريحْ
(4)
|
* * * |
وفي الوحشِ والطّير أمثالُنا |
ثِقالُ الهمومِ.. كُثَارُ التَّعَبْ |
نَلُوكُ الأماني فما بالُنا |
نُصَدِّقُها بعد فَرْطِ الكَذِبْ |
أرى الكونَ يَعمهُ في حُنْدُسٍ |
بَهيمٍ.. وقد آن أن يستريحْ |
* * * |
بَلَوْتُ السُّرورَ بألوانِهِ |
فإن عَزَّ في صدقِهِ.. انْفَعَلْ |
وناء فؤادي بأحزانِهِ |
وما ارْتَحْتُ في القول أو في العملْ |
ولم أسْتَفِدْ راحةً حلوةً |
لنفسي.. وقد آن أن أستريحْ |
وجدتُ.. وجدتُكِ يا راحتي |
ألا ما أشدَّ غباءَ الأنامْ |
إذا نزَلَ الموتُ في ساحتي |
ورَفَّ نداهُ رفيفَ الغَمامْ |
وزُفَّ الضعيفُ إلى قبرهِ |
ونام فقد آن.. أن يستريحْ |