ترومُ من الزمانِ لكَ انْتِظارا |
ولكن ليس يَنْتَظِرُ الزّمانُ |
* * * |
سينْتَظِرُ الشبابُ إلى مَداهُ |
على أنَّ المشيبَ له أوانُ |
يَبِصُّ به القذالُ ففي سَناهُ |
ثنايا تُضْحِكُ الدنيا حِسانُ
(2)
|
وتَعْوَجُّ النقاةُ ويَعْتَرِيها |
جفافٌ بعد أن ذهبَ اللَّيَانُ |
ويبعُدُ ما أحاط به سَمَاعٌ |
ويَخْفَى ما أطافَ به عَيَانُ |
ترومُ من الزّمانِ... |
* * * |
وينتظرُ الثّراءُ إذا احْتَوَتْهُ |
يداك وسُمْتَهُ سَوْمَ الغريمِ |
تَذُودُ القوتَ عن بطنٍ فقيرِ |
وتَمْرِي الدَّرَّ من ضرع يتيمِ
(3)
|
وتَنشدُهُ حلالاً أم حراماً |
بأيَّةِ مَرْتَعٍ منه وَخِيمِ
(4)
|
ولكن سوف تَتْرَبُ منك كَفٌ |
ويَغْنَى التُّرْبُ بالعظمِ الرَّميمِ |
ترومُ من الزمانِ... |
* * * |
وتنتظرُ الفتاةُ الرَّوْدَ حتى |
تُزَفَّ إليك وطْفاءُ الجفونِ
(5)
|
فتحْظى بعد إفرادٍ بزوْجٍ |
وتَنْعَمُ بعد إجهادٍ بِلينِ |
لِتَسْعَدَ في حياتِك أو لِتَشْقَى |
وقد تَشْقى الشِّمالُ من اليمينِ |
فإن طَوَّفْتَ في الآفاقِ دهراً |
على مضَضٍ.. أفأْتَ إلى السّكونِ |
ترومُ من الزمانِ..... |
* * * |
وتُشْرِقُ في النهار عليك شمسٌ |
وفي الظّلماءِ تلْتمعُ النّجومُ |
وتُمْنَى بالعدوِّ على ارتقابِ |
ويَنْسَخُ ظلَّهُ الخِلُّ الحميمُ |
وتأتيكَ المسرّاتُ اللّواتي |
على أعقابها تَفِدُ الهمومُ |
مصابيحُ من الآمالِ تبدو |
على غَرَرٍ فَتَتْبَعُها رُجُومُ
(6)
|
ترومُ من الزّمانْ... |
* * * |
وكيف ترومُ ذلك من زمانٍ؟ |
وهل يَقْوَى على ذاك الزّمانُ؟ |
فمُنْذُ اهْتَاجَ من أولَى خُطاهُ |
أضاعَ الحبلَ وانقطعَ العِنَانُ |
ولجَّ برأسِهِ ركضاً فما أنْ |
يُحيطُ به -على سِعَةٍ- مكانُ |
يدورُ.. يدورُ.. كالمجنونِ يعْيا |
به عِيُّ.. ويُخْطِئُهُ بَيَانُ |
أرى (عبدَ المعينِ) يُسامُ عوناً |
فكيفَ به وقد أمسى يُعانُ؟ |