لا تُوَبِّخْني.. فأمري عَجَبُ |
وبِّخِ (الحاجَةَ) فَهْيَ السَّببُ |
حاجةُ العيشِ سَنُرْضيها وإن |
عَرضَتْنا لأمورٍ تُغْضِبُ |
ما على مثلك من مُسْتَعْتَبٍ |
كاسدٌ في السّومِ من يَسْتعْتِبُ |
وأمامَ القومِ تُطْرِي أدبي |
ثمّ تَنْعاهُ.. عَدَاني.. الأدَبُ |
ولقد -تاللهِ- زَمْجَرْتُ سُدًى |
أفَيَعْيَا بِوَقُودٍ، حَطَبُ؟ |
راضَنِي العمرُ وطَأْطَأْتُ له |
هامَتِي، وهْيَ غُثاءٌ أشْيَبُ |
وتَوَلَّتْ شِرَّتي، واعْتافني |
دونها المطعمُ بَلْهَ المشربُ |
وهِيَ (الحاجةُ) يا شوكاً على |
وَرْدِهِ يَحْجِبُهُ ما يَحْجِبُ |
ولو أنّي بِسِواها مُبْتَلىً |
لَرَعَى سَرْحَكَ لَيْثٌ أغْلَبُ |
ستراني صابراً صَبْرَ فَتًى |
يَصْطَلي النارَ ولا يَنْتَقِبُ |
تَبَّتِ الأنفسُ في حاجاتِها |
تَحْمِلُ الإصْرَ ولا تضْطَرِبُ |
ناعماتٌ في مجَسٍّ من ثَرَى |
وهْيَ تُسْتَدْنَى عليها الشُّهُبُ |
كم غَدَتْ حَيَّتُها في ضَحْوَةٍ |
وسَرَتْ بالليلِ منها عَقْرَبُ |
نحن من طينِ أبينا آدم |
لم أقلْ إنّ أبانا ذَهَبُ |
بأبي أنتَ، وإن كان أبي |
قد مضى.. حِبَّ به ذاك الأبُ |
عَدِّ عن نابٍ تَراهُ بازِلاً |
قد شآهُ (ابنُ اللبونِ) الأنجبُ
(2)
|
إنّ من تُبْصِرُهُ مُبتسماً |
لستَ تَدْري عنه إذْ يَكْتَئبُ |
فَدَع التّوبيخَ.. قد وَبَّخَنَا |
زَمَنٌ نحن لديه لُعَبُ |
أنا لا يَبْهَرُني من قَدِمُوا |
قَدْرَ ما أبْهَرُ ممَّن ذهَبوا؟ |
ولَكَمْ قد صالَ قومٌ مرحاً |
فإذا القومُ.. يُقالُ انْسَحَبُوا |
وعفا اللهُ عَنِ اثْنَيْنَا فقد |
طُوِيَتْ فيما قضاهُ الكُتُبُ |