| يا أيها الآفلُ عن لَيلِنا |
| وقد رَجَوْناهُ لِمَحوِ الظّلامْ |
| ماذا عَدَى ممّا بَدا؟ والدُّجى |
| يشْتَدُّ (...) عَصِيَّ الزِّمامْ
(2)
|
| * * * |
| كم قمر يبدو وكم كوكبٍ |
| في اثْنَيْهِما نورٌ قويُّ السّطوعْ |
| لكنّ هذا الليلَ والَهْفَتي |
| أغربةٌ سودُ الخوافي وقوعْ |
| * * * |
| يزدادُ إظلاماً وفي جوِّهِ |
| تبدو ملايينُ النجومِ الوِضاءْ
(3)
|
| ما بالُ طرفي حائراً ثائراً |
| ملتمساً في الليلِ هذا الضياءْ |
| * * * |
| أكنتُ أعمى؟ أين منّي عَمًى؟ |
| وإنّيَ للعَارِفُ المبصرُ |
| أستطلعُ المكنونَ مِمّا يُرى |
| وأستشفُّ (...) ما يُضْمَرُ
(4)
|
| * * * |
| لا، ليس يُجْدي ألفَ نجمٍ وضي |
| وليس يُغْني كلُّ بدر تَمَامْ |
| إلاّ إذا عاودْتَنا بالمُنى |
| وانْجابَ عن عينيكَ هذا الظلامْ |
| * * * |
| باللهِ كيف اجتذبتْكَ النَّوَى؟ |
| فَطِرْتَ تَفْرِي البيَد فَرْيَ الأديمْ
(5)
|
| مُختفياً في قطراتِ النَّدَى |
| محتجباً في خطرات النسيمْ |
| * * * |
| يا ربَّ أرضٍ كلَّما ارْتَدْتَها |
| تُولي الرياحينَ وتُهْدِي الزُّهورْ |
| ورُبَّ جوٍّ حيثما اجْتَزْتُهُ |
| رَجَّعَ في سابغَتَيْكَ البُدورْ
(6)
|
| * * * |
| لئن تكنْ من جَوِّنا آفلاً |
| عَجْلانَ تَحْكي لمحةَ الخاطرِ |
| فكَمْ أفضْتَ النورَ في حُنْدُسٍ |
| وكم أنَلْتَ النَّوْمَ من ساهرِ |
| في مطلعٍ ثانٍ سَتَغْدُو به |
| جذلانَ جمَّ النّورِ جَمَّ الحياهْ |
| تُشْرِقُ في آفاقِهِ دائباً |
| تُحَقِّقُ الملْذُوذَ من مُشتهاهْ |
| * * * |
| إني أراني راعياً وجْهَةً |
| أنتَ بها في حيثُما أغتدي |
| وكلُّ أرضٍ لستَ فيها فما |
| تَصْلُحُ إلاّ حُفْرَةً للرَّدي |
| * * * |
| أنَّى اسْتَقَرَّتْ بك تلك النَّوَى |
| عينايَ عبْرَ أوانِ نضَّاخَتانْ |
| أرْميهما من ههنا أو هنا |
| لو نالتا في الأفْقِ ما تَبْغيانْ |