شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأطلال (1)
أين أفناؤهمْ، وأين المَغاني
طَمَسَتْها نوائبُ الحَدَثانِ
لا بنجمٍ هَوَى، ولا انْصَدَعَ الشّملُ
ولا بالمُزونِ جِدِّ رِزانِ (2)
لو فراقٌ أجَدَّ بعد تلاقٍ
أو بعادٌ ألحَّ بعد تَدانِ
ما مضَوْا، كلُّ غايةٍ تَحْتَويِهمْ
مُجْتَواةُ إلى العيونِ الرّواني
زَلَقَ نَهْجُهُمْ، تَنُوشُ الثُّريّا
منهمُ، ما رَمَى سُهَيْلُ اليماني
غيرَ أنّ الحياةَ نكداءُ، ما تَمْضي
بِساعٍ، ولا تَخِفُّ بِوَانِ
أنتَ منها على النقيضِ، إذا رُمْتَ
الليالي أوْلَتْكَ منها الثّواني (3)
* * *
جيرةُ العُمْرِ، دورهم صدد، بين
قَريني هَوىً، رضيعي لِبانِ
كم تَوَافَوْا على سراةِ أديمٍ
جامعٍ منهمُ شَتيتَ المكانِ
نشأُوا فيه رُتَّعاً، واستراحوا
في ثراهُ، كالطيرِ في الأكنانِ
كلّما ثارَ تُرْبُهُ، حَسِبُوهُ
أرَجَ المِسْكِ، أو شَذَى الرَّيْحانِ
وإذا سافروا، وعادوا إليه
فاضَ جَمَّ الهوى، غزيرَ الحنانِ
قلبُهُ قلبُ عاشقٍ، وهْوَ معشوقٌ
فسقياً لِطيبِ الأوطانِ
لو تزورُ النجومُ أتْرابَها، لم
تَكُ أحْلَى من زَوْرَةِ الجِيرانِ
الصَّبايا مع الصَّبايا على البَرِّ
وفِتْيانُهُمْ مع الفِتْيانِ
وإذا رَابَهُمْ من الأمر رَيْبٌ
وقسا الدّهرُ بعد طِيبِ لِبانِ
أجْمَعُوا أمرَهُمْ، وشَدُّوا على
اللاواء منهم خناصرَ الأيمان
قِف على الرَّسْمِ وقْفَةَ المُتأنِّي
حين ألْقَتْ فيه النَّوى بجِرانِ
بَدَّدْتَهُمْ بعد اجتماعٍ، وأمسى
مَنْزِلُ الوَصْلِ مَنْزِلَ الهجرانِ
شرفاتٌ من القصورِ تَهَاوَتْ
وعطاءٌ أفْضى إلى حِرْمانِ
أصبحتْ بعدهم خُوَاءً، كأن لم
تُبْنَ منها الصُّروحُ يوماً لِبَاني
صامتاتٌ كأنها دارُ (نُعْمٍ)
واجماً ساهماً بها (الذِّبْياني)
أفكانَتْ حقاً مراداً لجيرانٍ كِرامٍ
كرامٍ، ومَلْعَباً للغواني؟
أخذ الشّكُّ مأخذاً قد أقامَتْهُ
دهوراً عواملُ الإيقانِ
رُبَّ ذكرى تَطِيفُ من بعْد ذِكْرَى
كالرُّؤَى خلفَ مُقْلَةِ الوَسْنَانِ
يَتَحلَّى بها قليلاً قليلاً
ثم تُطْوَى في مَوْجَةِ النِّسيانِ
وكأيِّن من عابرٍ فوقَ أرماسٍ كأنْ
قدْ يَزِفُّ في بُسْتانِ (4)
ما الذي ناحَ مثلَ آخرَ أزْجَى
ساخراً منه، ضِحْكَةَ الجَذْلانِ (5)
* * *
إن تكن يا غُرابُ تَنْعَبُ للشُّؤْمِ
فما كنتَ أوْحَدَ الغِرْبانِ
نازلٌ بعد راحلٍ، وبيوتٌ
شُيِّدَتْ، ثمّ قُوِّضَتْ بعدَ آنِ
كلُّ حيٍّ له نصيبٌ يُلَقَّاهُ
شَقَاءً بأفدَحِ الأثْمَانِ
ها تأمَّلْ أنفاسَ قومٍ تلاشتْ
في عجيجِ الإعْوالِ والإرْنانِ (6)
ينفعُ الشَّجْوَ حيث لا ينفعُ الأيْدُ
إذا صِيحَ بالفتاةِ الحَصَانِ (7)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :512  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 221 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .