شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حبّ بلا حبيب (1)
أنا أهواكَ، غير أنّي أهواكَ مِثالاً للصفحة البيضاءِ
كالشَّذَى البِكْرِ، كالنّسائمِ حَيْرَى ما جرتْ في بسيطةٍ أو فضاءِ
مثلَ الزّهرِ لم يَفُحْ بُرْعُمٌ منه على غير هَمْسَةٍ من ذكاءِ
مثلَ الطيرِ في ذُرَى وكرِهِ لم يُفْضِ بالشَّكْوِ أو يَجُدْ بالفضاءِ
كاللآلي محبوسةً في بحارٍ كالعَزَالِي ممنوعةً في السماءِ (2)
كسِرارٍ ما باح إلا لِمَنْ جادَ له بالخفاءِ جِدِّ الخفاءِ
أنا حُبِّي حُبٌّ بعيدُ المرامي سائرٌ -دهرَهُ- على استحياءِ
مثلَ من أبصرَ السَّوامَ، وقد خافَ -على بأسِهِ- شِدَادَ الرِّعاءِ (3)
هو ضعفٌ، لكنَّهُ ساطَ بالضَّعْفِ ولم يَخْشَ قوةَ الأقوياءِ
حُبُّ خَيْرٍ، بل حُبُّ عَزْمٍ وإن لم يُسْعِفِ الدهرُ نَقْصَهُ بالوفاءِ
* * *
هو هذا الهوى الذي أنا أهواهُ ولكنَّهُ كحُبِّ الهواءِ
كالذي طاردَ الظِّلالَ، ولم يِأْلَ فأمسى مُجلَّلاً بالمساءِ
ولَكَمْ رُمْتُ يا حبيبُ هواكَ العَذْبَ في فَرْطِ رِقَّةٍ وصفَاءِ
وجمالٍ ما بعده من جمالٍ وحياءٍ يفوقُ كلَّ حَيَاءِ
غيرَ أنّي إذا نظرتُ إلى ماضيك أُقْذَى بالصفحةِ السّوداءِ (4)
كم تقلَّبْتَ في رحابِ ظلامٍ وتَجانَفْتَ عن مجالَيْ ضِياءِ
وتَنَعَّمْتَ في فسيحٍ من النُّعْمَى على غيرِ عزَّةٍ أو سَنَاءِ
كالذي جالَ حين أغْفَى فألْفَى نفْسَه في مجاهِلِ البَيْداءِ
ثمّ لمّا صَحَا رأى أنَّ في الأرضِ جِناناً مَكْنونَةَ الأنْداءِ
عَبَقاً عاطراً، وظِلاً ظليلاً وثماراً رَغِيبةَ الإجتناءِ
* * *
أيُّ حبٍّ؟ لكنَّه حبُّ مغلوبٍ على أمرِهِ طويلِ الثِّواءِ
لم يَجِدْ في الحياةِ ما يستحقُّ الحبَّ إلاّ بعد امتحانِ ولاءِ
فإذا خابَ، فَلْيكُنْ عونَ من ناءَ بهذا الداءِ العياءِ العياءِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 218 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج