يا حبيبَ القلب، أين الذكرياتْ؟ |
هل تَرَى الماضي إذا وَلَّى يَعُودْ |
هل يُعِيدُ الحبُّ عهداً منه فاتْ؟ |
خَلُقَتْ آثارُهُ وَهْوَ جديدْ |
* * * |
كان ذاك الثّغرُ رفّافاً على |
رَعْشَةِ الخَدَّيْنِ أو رَقْصِ الشِّفاهْ |
كلما جَدَّتْ عليه قُبْلَةٌ |
رَجَّعَتْ أصداؤها لَحْنَ الحياهْ |
* * * |
كان ذاك الخدُّ ما يَنْفَكُّ عن |
لَثْمَةٍ تُحْنَى وأُخرى تُستباحْ |
تترَامَى منه أنْغامُ الظَّما |
كلّما عاوَدَهُ اللَّثْمُ المُتَاحْ |
* * * |
لَهَفٌ، شوقٌ، جنونٌ، سُعُرٌ |
واضطرامٌ واحتدامٌ لا يَبِيدْ |
كلّما ساقَيْتُهُ من قُبْلَةٍ |
باتَ يَشْكُو قائلاً هل من مَزِيدْ؟ |
* * * |
وجبينٌ لستُ أدري ما عسى |
أن يقولَ الوصفُ فيه ما يقولْ |
كفضاءِ الأملِ الضّاحكِ في |
ظلماتٍ من قُنُوطٍ لا يزولْ |
* * * |
ويمينٌ كلّما صافَحْتُها |
قالتِ الرّاحةُ لي ماذا تشاءْ |
قلتُ أبْغي أن أرى يومَ النَّوَى |
وهْوَ يَذْوي تحت أقدامِ المساءِ |
* * * |
فإذا جاء المساءُ المُبْتَغَى |
وشَبِعنا من تلاقٍ وعناقْ |
قلتُ أين الصّبحُ يأتي فَيَشي |
بحديثِ الوصلِ أو شكوى الفراقْ |
* * * |
يا لَعَيْنَيْهِ وعيناهُ غَزَتْ |
من فؤادي مَعْقِلاً كان منيعا |
فيهما كلُّ الأماني مُكثٌ |
غيرَ أنّ الدّهرَ قد كان سريعا |
* * * |
أتُراني يا حبيبي ناسياً |
ذلك العهد وذكراهُ بِقَلبي |
كلّما جالتْ بِبَالي صورةٌ |
منه مَثَّلْتُ لها أطيافَ حُبّي |
* * * |
ما يطولُ الليلُ أو يَقْصُرُ أوْ |
تُبْطِىءُ الأيامُ أو تَمضي سِراعا |
أنتَ منها مِحْوَرٌ حتّى إذا |
شِئْتَ كنتَ الآمرَ الناهي المُطاعا
(2)
|
* * * |
لستُ ألْحُوكَ ولا أعْذِرُ مَنْ |
باتَ يَلْحُوكَ على شيء تُريدُهْ |
كلُّ هَجْرٍ يُرْمِضُ القلبَ، فإنْ |
شِئْتَ طَفَّفْتَ وإنْ شِئتَ تَزِيدُهُ |
* * * |
يا لها من ذكرياتٍ حُلْوَةٍ |
مُرَّةٍ، فاعْجَبْ لهذا من نَقِيضِ |
كَمْ أرَدْنا وتَمَنَّيْنا فها |
قَدْ هَوَتْ تلك الأماني في الحضيضِ |