عيناكِ غُطِّيتا فما |
تَرَيَا الظَّلامَ ولا الضّياءْ |
الموجُ يَصْخَبُ في الخِضَمِّ |
والرّيحُ تَعْصفُ في الفضاءْ |
والأرض تَحْتَكِ دائرهْ |
لا الموتَ يرأف بي ولا |
بكِ يا فتاةُ، ولا الحَياةْ |
أوَ تَعْرِفينَ؟ فمن يُصِيخُ إلى |
غِنَائكِ يا فَتَاةْ |
غيرُ النّفوسِ الشّاعرهْ |
بَلْ فاعْزِفي، وَذَرِي المَلاَمَ |
ورَجِّعِي اللّحنَ الحزينْ |
كم جاهلٍ، وعليك وَفْر |
من همومِكِ لا يَلِينْ |
أمسى يَظُنُّكِ سادِرَهْ |
مَرَّتْ بِكِ الأيّام يُطْوَى |
بينها أملٌ يَخِيبْ |
فارْميهِ بالسّهمِ الأخيرِ |
فقد يُصِيبُ ولا يُصِيبْ |
وامْشي إليهِ مُحَاذِرَهْ |
وتَرَنَّمِي هذا التّرنُّم يُسْعِدُ |
القلبَ الحزينْ
(2)
|
وَيَبُثُّ فيه أمانياً يَسْمُو |
بِهِنَّ وَيَسْتَرِيحْ |
ويُعِينُ نفساً حائرهْ |
عَجَبٌ، ولكنْ مَنْ يشاهدُه؟ |
ومَن ذا يَعْجَبُ؟ |
من هذه الخَوْدِ التي |
تَمْضِي القرونُ وتذهبُ
(3)
|
وَهِيَ القَنُوعُ الصّابرهْ |
لم يبقَ من طُنْبُورِها |
في كفّها إلاّ وَتَرْ |
هُوَ ذلك الأملُ الذي |
يَحْدُو النّفوسَ على الظَّفَرْ |
يا للأماني السّاخرهْ |