لا الوردُ وردٌ ولا الجاني هو الجاني |
فخذْ بحظِك من بؤْسٍ وحِرمانِ |
بدتْ كلومُك ما ينفك ناغلُها |
يدمي بمنهرتٍ من فائض قانِ |
وآض كلُّ قبيحٍ فيك مستترٌ |
يلوح كالشمسِ قيدَ الناظرِ الراني |
أما محاسنُك اللاتي بأوْتَ بها |
وتُهتَ منها بذيلٍ جِدِّ مُزْدانِ |
فقد نَأَتْ عن مقام لا يطيبُ بها |
نأْيُ المشرَّدِ عن أهل وأوطانِ |
واعتضت منها مداجاةً وحَذْلقَةً |
وغفوةً تتزيَّا زِيَّ يقظانِ |
الناسُ حولك نوامون في ترفٍ |
فأوْلهمْ منك طَرْفاً جِدَّ وسْنانِ |
والعُمْيُ حين ترى ذا العينِ تحسبُه |
عيناً عليها فتصميه بمرنانِ |
* * * |
أخائِبٌ أنا في قومي وفي زمني؟ |
حظي على الأيْنِ مشدودٌ بأقرانِ |
أرى النعيمَ فتسبيني طرائفُه |
مشتت الشْملِ من قاصٍ ومن دانِ |
ملقىً أمامي ولكنْ كلما انصلتتْ |
إليه كفي جرى في غير ميداني |
كأنني حين أبغيه على ثقة |
أبغي النجوم على غصن من البانِ |
كأنه يوم يجري من يديْ عمرٍ |
إلى يديْ خالدٍ يجري بحُسبانِ |
كأنه الجنة الغلْباءُ ناضرة |
ودون تيك خطوبٌ ذاتُ ألوانِ |
تستمتع العينُ مما لا تحاولُه |
ولو أرادته لم يخضَعْ لإمكانِ |
أتلك أحلاَمُ نوم أم طيوفُ مُنىً |
إذا تأملْتَ أم مسٌّ من الجانِ |
فأُقسم القسم المبهور من نفَس |
يمينَ محتسبٍ من خير إيمانِ |
لكدتُ أُنكِره لولا تحققه |
فيما أشاهدُ من سرٍ وإعلانِ |