شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أدلج الحب
أدْلَجَ الحبُّ في هزيع من الليلِ
فما اهْتدى إلى أينَ سارا؟
قلتُ يا قلبُ لا تَدَعْ للهوى عنك
مسيراً ولا تُحِبُّ مَطارا
ما عنِ الحبِّ أي بُدٍّ لقلبٍ
يتحدَّى في أمره الأخطارا
وهو يصطاد -أين حلَّ- نفوساً
وقلوباً يقضي بها الأوطارا
سائراً في الدهور سيْرَ ضياءٍ
يكْشِف الستْرَ أو يُثيرُ الغُبارا
يا لَطِفْلٍ مدلَّلٍ يستدرُّ السعْدَ
من ثدْي أمهِ استدْرارا
طاوياً صفحةَ الزمانِ على كفّيهِ
يلهو بها دُجىً ونهارا
القرونُ الطِوالُ تغبّر لمح
الطرف يجترها حشاه اجترارا
يبتغي الرشد! أي رُشدٍ لطفل؟
مهده فوق محوَرِ الأرض دارا
عالقٌ ثغرَه بثدي سماويّ
فَيسْقيه شهْدَه المشتارا
وبناتُ الفضاءِ والبحرِ والبر
يرجّعْنَ لحنه المختارا
ويغنينه ويهزَجْنَ بالشعر
طوالاً أنفاسُه أمْ قِصارا
يتراقصْنَ حوله فإذا الأنـ
ـفسُ طرّاً قد أصبحت أوتارا
يتناقلْنَ نغْمةً مثَّلتْ كل
هوىً واستعادتْ الإِعصارا
كلُّهم يبتغي منامَك يا طفلُ
ولا نوم منك حتى غِرارا
* * *
يا (كيوبيدُ) أنت مضمارُ أرواح
على حلْبةِ الهوى تتبارى
ليتني كنتُ منك ما كان (أورْفيسُ)
يهاديك شجوَه المستثارا
ضارباً فوق عُوده موغلاً يطوي
البراري ولا يهابُ البحارا
لا (يوريديس) تسمع النَوح من ذي
مقلةٍ يستهلُّها مدْرارا
لا ولا الدار بالقريبة منه
حين يأوي ولا (بلوتو) أجارا
أنا من أبْلَستْ يداه من الصفو
ولاقى الأرزاء والأكدارا
وأراد الحياةَ رهْواً فجاءتْ
وهو يستدبر الصَّبا إعصارا
حائراً كلُ مهْيع يمتطيه
لطّ في وجهه الصدى والنارا
دائر الذهن دورة الفلك الساري
جريئاً يُفشي المنايا جِهارا
يائساً والمرام أبعدُ من نجم
الثريَّا عنه وأنْآى مَزَارا
سكب الحُزْن في كؤوس من الشعر
مُريقاً بها الدموعَ الغِزارا
كلُّ أغرودةٍ تنوح وتشكو
نوْحَ وُرْقٍ يناغم الأزهارا
* * *
وإذا ما ذكرتَ يا قلب عهداً
من سرور وهل تَطيقُ ادّكارا؟
فاستعدْه فإنَّه لك ذخرٌ
رُبَّ ذخرٍ أجلّ من أن يُعارا
واستزِرْ طيفَه كما جمع الزهرُ
سقاطاً على خدود العذارى
واستزدْه عوداً فقد يُحمد العَودُ
إذا ما أثار ما لن يُثارا
* * *
ما الدجى والنهارُ غيرُ حبيبين
اصطلى البدرُ من هوى الشمس نارا
فإذا ما ارتختْ يداها أصيلاً
ركض البدرُ نحوَها إسحارا
شتَّتَ الدهرُ منهما شمْلَ حبيبين
فعاشا على الجوى واستدارا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 203 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.