ليالٍ كُنَّ أفراحاً تقامُ |
أروم بعَودها ما لا يُرامُ |
مضت كالحُلْم رفَّ عليَّ وهْناً |
وغاب! فأين من بدْءٍ خِتامُ؟ |
وأين الفجرُ نطرده فيمضي |
بعيداً حيث يصْطرعُ الغمامُ؟ |
وأين البدر نفديه بأُنس |
فيمكُث لا يسير ولا ينامُ |
وأين كواكب دارت فأعيَتْ |
(كما دارت بشاربها المُدامُ) |
تظل تخالس النظراتِ شزْراً |
فنمنحها الجفاءَ، ولا نُلامُ |
لدنيا الحسن ينفضه لسانٌ |
لذيذ أو جبين أو قوامُ |
تتيه به الخدود ولا اختيالُ |
وتُبديه العيونُ ولا كلامُ |
كأنَّ له بموقع كلِ طرفٍ |
سرار واعتناقٌ وابتسامُ |
* * * |
أهذا الحسنُ ما ظنوه حُسْناً |
أم الماء النميرُ على أوامِ؟ |
أم الأكل اللذيذ على سعار؟ |
أم الوصل السريع لمستهامِ |
يكاد إذا تمنع أو تناءى |
يشط على المسالك والمرامي |
وإن ألقى المقادة أو تدانى |
يكاد يمس أطراف الثُّمامِ |