| لا أنتَ من سلمى ولا من دارِها |
| شطَّتْ عليكَ بوصلِها ومزارِها |
| ويحولُ بينكَ لو سعيتَ وبينَها |
| مسعاك ما ارتجلْته من أخْطارِها |
| ومعاقلٌ جبَّارةٌ وصوارمٌ |
| بتَّارةٌ تعتجُّ دون ستارِها |
| أفهائمٌ في حبِّها ومُطالبٌ |
| بوصالها ومكابِدٌ من نارِها |
| فاقْدُم كما انطلقَ الشُّعاعُ إلى المدى |
| ودَع العصا تشتدُّ في تَسْيارِها |
| وخُضِ المعامعَ والمظامىءَ دائباً |
| دأبَ الطيورِ غدتْ إلى أوكارِها |
| فهناك يُرتقَبُ النجاحُ وينجلي |
| ما يطْمِس الطاغون من آثارِها |
| وتعيشُ قِيدَ لحاظِها ووصالِها |
| وتَبيتُ بين ردائِها وإزارِها |
| وتنالُ من يدِها الحياةَ رغيبةً |
| أنِفاً وتَجْنِي الغضَّ من أزهارِها |
| * * * |
| أنا من يجاذِبُها الصبابةَ حُلْوَةً |
| أو مُرةً وعليَّ حَسْوُ عُقارِها |
| وهي الخيالُ إذا غفَوْتُ وشاغلي |
| في يقظتي ومناي ضوءُ منارِها |
| فإذا بَصِرْتُ به -على شحْطٍ- فقدْ |
| طاب المماتُ على كريم جوارِها |
| وارْتاحتِ النفسُ اللهيفةُ بعْدما |
| مُنِيتْ بخيْبتِها وطولَ عِثارِها |
| * * * |
| لكنْ نشأْتُ على ظلام غَيابةٍ |
| لا تنفُذُ الأرواحُ من أقْطارِها |
| قضتِ الحياةُ بأن أعيش بقَعْرِها |
| طولَ المدى وأدِبُّ في أغْوارِها |
| * * * |
| ما قِيمةُ الدنيا إذا هي باعدَتْ |
| أشْرارَها وَصَبتْ إلى أخيارِها |
| وإذنْ سينعكِسُ القِياسُ فيا لها |
| من (مُومِسٍ) تسخو على فُجَّارِها |