شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إيمان وتسبيح
يا ذَا الجلالِ وذا الجمالِ وذا الكمالْ
رَبَّ العجائب والغرائب والمواهبْ
أبْرمْتَ أمرَكَ! أي علم غير علْمكْ؟
فإذا الحقيقةُ والخليقةُ طوْعَ حُكْمِكْ
الكَوْنُ يمْخُرُ في العماءِ أو الهواءْ
والشُّهبُ تبدو في الفضاءِ أو السماءْ
والواقفُ الراسي يزيدُ تمددا
والدائرُ الجاري يهرْوِل سرْمدا
وطبيعةٌ مرسومةٌ لا تنكشفْ
بإرادةٍ عُلْويةٍ لا تخْتلِفْ
وتنوّعتْ شتَّى العناصرِ والنِسبْ
فتفرقتْ وتجمَّعتْ فيما وجبْ
وسرى النظامُ فمن يَشِذُّ عن النظامْ
متعرّضٌ للإنْحلالِ على الدوامْ
يا ذا الجلالِ وذا الجمالِ وذا الكمالْ
رَبَّ العجائبِ والغرائبِ والمواهبْ
* * *
سبُّوحُ يا قدّوسُ يا ربَّ الجنودْ
لما مَضَوْا في التيهِ وانتهكوا العهودْ
هل كان موسى غيرَ عبدٍ من عبيدِكْ؟
تركوه واتبعوا الهوى في يوم عيدِكْ
أو كان عيسى يوم أُرسِل من لدنْكا؟
إلا نبيٌّ جاء بالإنقاذ منْكا
أو كان أحمدُ في الصراط المستقيمْ؟
إلا صباحٌ لاحَ في ليل بهيمْ
نشأتْ جوارحُه على تمجيدِكا
ودعتْ أوامرُه إلى توحيدِكا
فإذا البريّةُ فوق مفترقِ الطرقْ
وإذا العقولُ على جلالِك تتفقْ
يا ذا الجلالِ وذا الجمالِ وذا الكمالْ
رَبَّ العجائب والغرائب والمواهِبْ
* * *
أحَدٌ توحَّدَتِ الصفاتُ على ظِلالِهْ
وتبجَّستْ سحبُ الرغائب من نوالِهْ
وبديعُ كوْن من ثراه إلى سمائِهْ
رمز عليه في دجاه وفي ضيائِهْ
سبحانك اللَّهمَّ خُصَّ بك الجلالْ
لتشامختْ تُبدي الخضوع لك الجبالْ
وطغى الخِضمُّ ليعتلي أو يرتمي
ليقولَ شكرك باللسان الأعجمِ
والبَرُّ إذْ هو مخصِبٌ أو مجدِبُ
بأكف نبتِكَ يستميح ويطلبُ
سبحانَ غيبكِ حيَّر الذهنَ العميقْ
وعُلُو طوْلِك يعجِز الوصف الدقيقْ
والريحُ بين هبوبها وسكونِها
حنَّتْ إليك فيا لفرْطِ حنينِها
ما العقلُ ضلَّ العقلُ إن لم يقتنعْ؟
ما الرأيُ ساء الرأيُ ما لم يُتبَعْ؟
يا ذا الجلالِ وذا الجمالِ وذا الكمالْ
رَبَّ العجائبِ والغرائبِ والمواهبْ
* * *
روحٌ تفيض به على هذي الحياهْ
فإذا العوالِمُ تسبطرُّ على خُطاهْ
وإذا الدُّنا تُصغي إليك بسمعِها
والسحبُ تسكُبُ حبَّها في دمعِها
وإذا النباتُ على الهوا متفتقُ
متربّصٌ ميعاده متشوّقُ
وجرتْ مقاديرٌ ودار قضاءُ
وسرى فناء فاستعاذ بقاءُ
والرحمةُ العُلْيا لكلٍ تُرتقبْ
ورضاك غاية ما يرامُ ويطَّلبْ
جُدْ بالهداية لا حياةَ بلا هدايهْ
وانْفِ الغوايةَ لا كمالَ مع الغوايهْ
يا ذا الجلالِ وذا الجمالِ وذا الكمالْ
رَبَّ العجائبِ والغرائبِ والمواهبْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 199 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج