| كأنِّي وقد شارفْتُ ستين حِجَّةً |
| وقد طفَّلتْ شمسُ الحياةِ لتغرُبَا |
| هواءٌ أشتَّتْهُ السنونَ وكاذبَتْ |
| عليه فلم يذهب -مدى العُمرِ- مذْهبَا |
| أقُمْقُم مسحورٍ (سليمانُ) حولَهُ |
| ألوفُ قرونٍ.. لم يجِدْ متغلِّبا |
| كذاك أنا والعيشُ غضٌّ وطرْفُه |
| غضيض.. فما بالي كسْبيٍ ليُسلَبا؟ |
| وما حلم لقّيتُهُ ذاتَ ليلةٍ |
| (شكسْبيره) في صيفها قد تعجَّبَا |
| أفي الزمان الماضي عجابٌ وفي الذي |
| سيأتي؟ لقد طوَّحْت شرقاً ومغرِبَا! |
| ليوجِعني قلبي وربَّتَ وجعِهِ |
| على (القدس) قد أذْوَتْ (صلاحَ) ويثرِبَا |
| رأيت نجوم الظهر حتى تغيبتْ |
| وماتت.. فلم أبصُرْ على الليل كوْكَبا |
| فلا تتهمْني في صُبُوٍّ ولا صِباً |
| فتالله لم أنعَمْ بصَبْوٍ ولا صِبى |
| فلا تعجلي باللومْ يا أمَّ مازنٍ |
| فما تُصقَلُ الأسيافُ إلاَّ لتضرِبَا |
| فكيف وقد فل الحديد مكانه |
| وطنَّبَ حتى لم يجد مُتطنَّبَا |
| وحام بغاثُ الطيرِ من كل جانبٍ |
| فلله ما أقواك ركباً وأطيبا |
| وحامت صقور كان يُرجى لها اسمها |
| فما حلَّقتْ حتى استَجارتْ تنكُّبا |
| * * * |
| كذاك أنا ما زلت أطلب بُلغة |
| من العيش حتى لم أجِدْ ليَ مشرَبا |
| (فإن كنتِ لا خلاً ولا أنت زوجة)
(1)
|
| فلا برح الخِدْرُ (العَلَيْكِ) محجَّبَا |
| وقد غزلت فودْايَ خيطَ نعامةٍ |
| لها لُحمةٌ فوق السُّدى قد تقضبَا |
| كأنَّ عليها زَوقَ ريش وحِلْيةٍ |
| فأبْهِ بُعثْنون عليها تأهَّبَا |