متى تُقفرُ الدار إقفارَها |
ويُشهدني العمرُ آثارها |
وتَسفي عليها عذارى الرياح |
سواهيج تسحبُ إعصارَها |
وتعرى كمثْل سَراةِ الأديمِ |
إذا انتظم العرْيُ أقطارَها |
إذا ارتادَها شاعر عابرٌ |
لماماً طوتْ عنه أخبارَها |
يظَلُّ يناشد أطلالَها |
ويبكي ويسألُ أحجارَها |
فتُسعده بصدىً خافتٍ |
يُعيد -على الشحط- تِذكارَها |
صدى نوْحِه خالَها نبْأةً |
تردُّ على عائجٍ زارَها |
(وذي الدار أخْوَنُ من مُومِس) |
تُذيل حُلاها وأعْطارَها |
وتبذل عن خُدْعة حبَّها |
وتنشرُ للناس أسرارَها |
ولكنّها الزهرة المجتواةُ |
يخوض المنايا منِ اشْتارَها |
أدِعْبل هاتِ القريضَ العجيبَ |
وعُون القوافيَ وأبْكارَها |
وبغّضْ إلى الدارِ ديَّارَها |
وذمّ إلى أمّةٍ دارَها |
وصحْ بالأولى احتلبوا ضرْعها |
وأفنَوْا على الجَهد إغبارَها |
بأنَّ عليهم عقابيلها |
وسوف يذوقون إمرارَها |
وما حرجٌ كل ذي مهْجةٍ |
مسوقٍ إلى سيرةٍ سارَها |
ولكنَّ للحق معيارَه |
إذا قام أزهقَ معيارَها |