| بهيجٌ قريرُ العين فيما يرى المدى |
| ولكنني أمسيت نضواً مسهَّدا |
| أطالع في عُلْيا الكواكب ضوءها |
| وأكْشِفُ من بعد الفراقد فرقَدا |
| فيا لَظلامٍ كم يَهولُ اقتحامُهُ |
| تكاثف حتى أنصبَ الذهن سرْمدا |
| أعاذِلتي ما أنْتِ إلاَّ خليلةٌ |
| لو أنَّ لنا في جانب السَّرْحِ موعِدا |
| فلما تكاذبْنا الهوى وشجونَه |
| تقبَّض نوءٌ.. بعد أنْ كان مُرعِدا |
| ألِيحي بشيء -ويْحَ أمَّك- أوْعِدي |
| وإلاَّ فلا يوماً نُرجَّى ولا غَدَا |
| وقد أبدت الأشياء حتى ذواتها |
| بلا (ألِفٍ موصولةٍ) أُهدرتْ سُدى |
| تأمَّلْ.. فكم ثوبٍ يقوم بلا فتى! |
| وكم غُصْنِ بانٍ.. عاد سيفاً مهنَّدا |
| وطيْرٍ شدا، بين النعيب كأنَّهُ |
| يؤجج جذْوَ الشمعةِ المتوقّدَا |
| ألَحَّ علينا في هدوءٍ.. على السُرى |
| وقد كان قد جلَّى الضلالَ عن الهدى |
| أقول له: لا تُطْرِبِ الأيْكَ وحدَهُ |
| فربَّتَ مبيض الضحى صار أسودا |
| ورجِّعْ -لك الويْلاتُ- يا ربَّ بائسٍ |
| أُريح عليه القول -حُزناً- فأسعَدا |
| وهاتِ مُنانا.. في عُبابٍ تصعَّدتْ |
| بأثْباجِهِ اللأواءُ.. فيما تصعَّدا |
| أتحسبني في سبْيِ كأس رويَّةٍ |
| غلاماً تمنَّى مُنْيةً، فتوجَّدا؟ |
| أنا الكأسُ والساقي.. أنا الهمُّ والهوى |
| أنا الطيرُ أغفى -مرة- ثم غرَّدا |
| إذا شئْتُ غنتني هموم كثيرةٌ.. |
| لها زفرات -ما يطيقنَّ- معْبَدا |
| كأنِّي وراء الليلِ ألهثه سُرىً |
| وصبحاً أُراعي الجوهرَ المتفرّدَا |