| لمن أنْهلُ الروضَ الذي انهلَّ ساجُمهْ |
| أضاءتْ دراريه وغنَّتْ حمائمُهْ |
| لمنْ أدَعِ الدنيا رقيقاً خيالُها؟ |
| مكيناً على فرط الأماني دعائمُهْ |
| أفي الروض مثلي شاعر جِدُّ شاعرٍ؟ |
| يُريه صباحاً كلّما اسودَّ فاحمُهْ |
| وأينَ على أزهارِه، وغصونِهِ |
| (هَزَارٌ) يغنّيه إذا عجَّ خاتمُهْ؟ |
| أفي الروض فردٌ يحطُمُ الكأسَ بالطِلى |
| ويبكي وأفذاذُ النجوم غمائمُهْ؟ |
| أسلْتُ دمي حُراً كريماً لغايةٍ |
| وقد بَعُدتْ والحر تُسبى كرائمُه |
| * * * |
| لِمَنْ هذه الدنيا يورّقُ فرعُها |
| وقد أسعرتْه -بعد ليلٍ- جواحُمهْ |
| أفي الشعْرِ مِنْ أمٍ لمثلك أو أبٍ |
| وكيف؟ وأبْداءُ المقالِ خواتمُهْ |
| وطاقةُ نفسٍ ما يَشيبُ وليدُها |
| ولو أنَّها زيفَتْ وزافتْ دراهمُهْ |
| أتُصبحُ حيرانَ الأسى لاهجاً به |
| فأين حنينُ الروضِ؟ أين نسائمُهْ |
| وأنتَ على قيد طفيف من الردى |
| لبَوْحك بالسر الذي أنت كاتُمهْ |
| فإن مُتّ أخْلِقْ بالذي أنت أهلهُ |
| فقد مات فئرانُ الوغى وضراغمُهْ |
| وشُهرةُ من قد قيل في البخل (ماذرٌ) |
| كشهرةِ من قد قيل في الجود حاتمُهْ |
| * * * |
| أتكسِفُ شمسٌ أنت ترعى طلوعَها؟ |
| إذاً خان مظلومُ الدعاوى وظالمُهْ |
| ويَخْسِفُ بدر التمّ عند بزوغه؟ |
| فأيُّ وجودِ حينما تمّ عادمُهْ؟ |
| خذي من رؤاكِ الحسنَ يا نفسُ حاملاً |
| عليه انتصارات لديها هزائمُهْ |
| خذي منه ما شاء الجمالُ وما وعى |
| فربَّ مرومٍ ما توخَّاه رائمُهْ |
| أجَلْ هذه الدنيا وهذا حسابُها |
| فما عَجَبٌ أن يوقِظَ القومَ نائمُهْ؟ |