| ذكرتُ مراداً كان للنفس جنةً |
| فأضحى يلاقينا بلَفْح سمومِ |
| ومعتصماً كنَّا نلوذُ بركنه |
| لقد نسخت إذلاله بجحيمِ |
| تفوح لظاه.. مثل نزَّاعة الشوى |
| إذا جذب الأجداث نزع قديمِ |
| فمالك والذكرى!. ومالك والهوى؟ |
| فليس الهوى من راغب بمديمِ |
| وتذكرُ خُلصاناً مضَوا في سبيلهم |
| بلى كل من أوفى المدى.. كرميمِ |
| أعندك خُبر من تذكَّرِ فتيةٍ |
| لهم معْ هبوب الذكر طيبُ نسيمِ |
| يرجِّع أرواحاً خِفافاً، كأنها |
| وراء المنى قد برَّجت بغيومِ |
| فليست نجوماً جانحات مع الدجى |
| ولكنَّها في العمق فوق نجوم |
| أيذكرني عهداً بمكةَ عافياً |
| ونجداً وفيه ماثلات رسومِ |
| تذكرْ.. تنكرْ.. لست أبغي معانياً |
| أجدد فيها -ما حلمتُ- أديمي |
| فإن الأديم الحق لا يمترى له |
| عدوّي.. ولا ينآد فيه خصيمي |
| أُحِبُّ صحيحَ القولِ.. ما لم يردْ به |
| إعانةَ شيطانٍ بذاك رجيمِ |
| * * * |
| ويا بالغَ الذكرى ويا راكدَ الهوى |
| فيوماك يوما جنة وجحيمِ |
| ستذكر فيما بعد أن حصادَنا |
| خلافاً لما يُروى.. حصادُ هشيمِ |
| لقد تقصر الذكرى وقد لا تطولُها |
| فكيف على تِرحالها.. بمقيمِ |
| * * * |
| فما ذكرياتٌ يُشهب العينُ لونها؟ |
| ويُصلم عرق الأنفِ بعد شميمِ |
| لدن بعد خمسينٍ وخمسٍ تجرمتْ |
| قوادم طيرٍ أُوقدتْ بجميمِ |
| جميمٍ من النبت الذي التعجت به |
| تهاويلُ في ذي شيحةٍ وقصيمِ |
| ألا إنَّ تذكاراً لشيء مضتْ به |
| سنون لتذكارٌ لجدُّ سقيمِ |
| مضى من أوالينا قرونٌ تصرمتْ |
| كما قد مضى من مبدإ وختيمِ |
| فلا تضحكُ الدنيا ولا يزدهي الملا |
| فيا ربَّ مخدومٍ مضى كخديمِ |