شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لا غزل ولا نَدَم
يا لفتةَ الظَبي في عين وفي جيدِ!
مُنّي علينا بمكذوب المواعيدِ
قد كنتُ أسخر بالدنيا وأحسبُها
ظلاً لأمثالها الغيدِ الرعاديدِ
تُعطي وتَسلُب ما منَّتْ وما وعدتْ
فهل تراني شهيداً غيرَ مشهودِ؟
أظل أبصُرها حتى إذا برقتْ
ثنَّتْ برعدٍ ثقيلِ الوقع موعودِ
* * *
عُوجي علينا وهاتي ما كَذبْتِ به
أليْس توحين في الدنيا بتنكيدِ؟
كُنَّا نَرومُ عَصِيَّ الأمرِ ممتنعاً
بسر مبتذلٍ في السير مجهودِ
حتى انْثنينا ولا رُوحٌ ولا جسدٌ
إلا إذا كان شيءٌ غيرُ مجسودِ!
كأنَّنا مِنْ تعاطينا متاعبَنا
نلوحُ بالروح في جُثْمانِها المودي
وقد أعودُ إلى الدنيا فأذكرُها
إذا أردْتُ.. فقولوا للمُنى عُودي
الكأسُ للكأس ملأْى أو فويرغةٌ
وإن أردت فزِدْ في الأمر.. أو زيدي
كواكبُ الجوِ.. ما باهت ولا سَعِدتْ
إلاَّ لتنطق في تلك الأغاريدِ
إذا ترنَّم شجْوٌ أو بدا نغَمٌ
أَحْسَسْتُ في القلبِ مثل الْفتية الصيدِ
فيه الأهازيجُ.. فيه الموتُ.. فيه مدىً
ينداحُ ما بين مبروقٍ ومرعودِ
* * *
وأنتِ يا ظبيُ في جوفِ الكِناس لقدْ
رميت قلبك رمياً غير مقصودِ
إني لأملك قلبي.. ثم أبذُله
بذلاً يَعِجُّ بأرواح الصناديدِ
وهاتِ كأساً وخُذْ أخْرى فإن لنا
عيداً.. فهل بعد هذا العيدِ من عيدِ!
* * *
يا سائرين على الأهواءِ ويْحكمُ
من فتيةٍ في مدى الدنيا مناكيدِ
إذا ضللتم.. فهاكم من دمي فئة
أو بضعةً تتغذَّى بالأناشيدِ
تَهدي إلى النهْج أو تَغْوي فإن لها
يوماً يغذّي المنايا بالأغاريدِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :680  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 164 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج