يا لفتةَ الظَبي في عين وفي جيدِ! |
مُنّي علينا بمكذوب المواعيدِ |
قد كنتُ أسخر بالدنيا وأحسبُها |
ظلاً لأمثالها الغيدِ الرعاديدِ |
تُعطي وتَسلُب ما منَّتْ وما وعدتْ |
فهل تراني شهيداً غيرَ مشهودِ؟ |
أظل أبصُرها حتى إذا برقتْ |
ثنَّتْ برعدٍ ثقيلِ الوقع موعودِ |
* * * |
عُوجي علينا وهاتي ما كَذبْتِ به |
أليْس توحين في الدنيا بتنكيدِ؟ |
كُنَّا نَرومُ عَصِيَّ الأمرِ ممتنعاً |
بسر مبتذلٍ في السير مجهودِ |
حتى انْثنينا ولا رُوحٌ ولا جسدٌ |
إلا إذا كان شيءٌ غيرُ مجسودِ! |
كأنَّنا مِنْ تعاطينا متاعبَنا |
نلوحُ بالروح في جُثْمانِها المودي |
وقد أعودُ إلى الدنيا فأذكرُها |
إذا أردْتُ.. فقولوا للمُنى عُودي |
الكأسُ للكأس ملأْى أو فويرغةٌ |
وإن أردت فزِدْ في الأمر.. أو زيدي |
كواكبُ الجوِ.. ما باهت ولا سَعِدتْ |
إلاَّ لتنطق في تلك الأغاريدِ |
إذا ترنَّم شجْوٌ أو بدا نغَمٌ |
أَحْسَسْتُ في القلبِ مثل الْفتية الصيدِ |
فيه الأهازيجُ.. فيه الموتُ.. فيه مدىً |
ينداحُ ما بين مبروقٍ ومرعودِ |
* * * |
وأنتِ يا ظبيُ في جوفِ الكِناس لقدْ |
رميت قلبك رمياً غير مقصودِ |
إني لأملك قلبي.. ثم أبذُله |
بذلاً يَعِجُّ بأرواح الصناديدِ |
وهاتِ كأساً وخُذْ أخْرى فإن لنا |
عيداً.. فهل بعد هذا العيدِ من عيدِ! |
* * * |
يا سائرين على الأهواءِ ويْحكمُ |
من فتيةٍ في مدى الدنيا مناكيدِ |
إذا ضللتم.. فهاكم من دمي فئة |
أو بضعةً تتغذَّى بالأناشيدِ |
تَهدي إلى النهْج أو تَغْوي فإن لها |
يوماً يغذّي المنايا بالأغاريدِ |