إنْ غِبتَ عنّي فمالَكْ |
أنكرْت حالي وحالَكْ |
وإنْ تَتِهْ بجمالٍ |
فهل عبدْنا جمالَكْ |
الذكريَاتُ رِخاصٌ |
فلا تُزكِّ دلالَكْ |
يا رُبَّ حسْنٍ ظريفٍ |
لا للزمانِ ولا لَكْ |
* * * |
والكافُ تبدو بكفٍّ |
مخضَّب وائليِّ |
للقتل كلاّ ولكنْ |
تُثيرُ قلبَ الشجيّ |
وكم رَشَدْنا وعُدْنا |
كالبَهْلوان الغَبيِّ |
فلا تَتِهْ أيّهذا |
يا رُبَّ رشدٍ كغيِّ |
* * * |
لقدْ.. تَجيءُ الأماني |
فيها قُبيْل المنَايَا |
وَأَدْتُ فيها فؤادي |
وما رَحِمْت الحنَايَا |
والضلْع بعد انكسارٍ |
فما بقاءُ البقايَا |
وأنتَ (بَعدُ) جميلٌ |
تهزّ كلَّ الزوايَا |
* * * |
اتْركْ حُروفَ هجائكْ |
فإنني من عَنائكْ |
فيَّ اضطرابٌ ولكنْ |
لعلّه من لِقائكْ |
أخافُ نُعْمى وبؤْسى |
كيف الأولى من أولئكْ |
إنّ الشياطينَ تُكْسى |
طوْراً ثياب الملائِكْ |
* * * |
والحُسْن قُبحٌ لمن قدْ |
أذَاله وتَغنَّى |
يقولُ عن مستهام |
أفادَ ما قد تمنَّى |
والذِهْن طوْد ولكنْ |
يقينه قد تظَنَّى |
تفكيرُه وهو بَرْحٌ |
ألقى الرؤى واستكنّا |
* * * |
فلا تَغِبْ وَيْحَ رؤيا |
ألهمْتها يا صديقي |
لأنني سوف أحْيَا |
يوماً بدون رفيقِ |
وإنّ طُرْقاً عراضاً |
تمتدّ غير طريقي |
فإنْ تَغِبْ رُبَّ نقْبٍ |
في السيرِ غير المضيقِ |
* * * |
إنْ غِبْتَ ما ظَلْتُ يوماً |
أعالجُ المستحيلا |
ولم أغنِّ حماماً |
بلا غصون هديلا |
ولا رأَتْ -قطُّ عيْني |
شمسَ الغَداة أصيلا |
ولم أُردْ مثل نفْسي |
فوْق النفوس بديلا |
* * * |
غِبْ حيثُ ما شئتَ وانظرْ |
واشربْ هوى بعض مائكْ |
فإنَّ أرضي أراها |
مِثْلَ الذي في سمائكْ |
فقلْ لشيطان حُسْن |
أضللته في روائكْ |
أبقيْت شيباً وريْباً |
إزارها في رِدائكْ |
* * * |
فلاَ تَمُنَّ بحُسْنٍ |
وهبْت من غير كسبِ |
الله يخلقُ ظبْياً |
من بعد مليونِ كلبِ |
فلا تَخَفْ قد عذَرْنا |
والعذْرُ للمتأَبيّ |
وقد خَصَبْنا ولكنْ |
كمْ عادَ خِصْباً كجدْبِ |