اسْمعي اسْمعي حَفيفَ غصونٍ |
لطمتْها الأرياحُ لطماً عنيفا |
إنها تبتغي الربيعَ الذي ولَّى |
وألقى على ثَراها الخَريفا |
فهي تبكي بِحُرْقة مثْلما يبكي |
أليفٌ -بعد الفِرَاقِ- الأَليفا |
كلّ غصْن منها ينوح كما نا |
حتْ بناتُ الهديلِ نَوْحاً خفيفا |
وَدَّ لوْ من سمائه يتَعرَّى |
مثْل أفعى تَنضُو الإِهابَ الكثيفا |
إنَّ هذي الأيامَ لا ترحمُ الغصن |
إذا ما اغتدى رشيقاً لطيفا |
وَهبتْه الحياة ثم نَضتْ عنه |
الهوى والشبابَ والتفْويفَا |
وهو أولى برحمةٍ من جبال |
جامداتٍ تَحْسو النعيمَ صُنوفا |
لا تُناجي ولا تردّ صدى |
النجوى ولا تَحْمِلُ الفؤادَ العَطوفا |