لماذا يقالُ الليل في كل نغمةٍ |
ولا قيلَ وضاحٌ من الصبح أشقرُ |
أذاك لأن الليلَ أحفلُ بالرؤى |
وإلا لأن الليل للستر أسترُ؟ |
* * * |
وإلا لأشياء دقاقٍ إذا بهت |
مع الليل يستهدي بها المتنوّرُ |
تنورها من "أذرعات" ليثرب |
كأني أرى عينَ (امرىء القيس) تنظرُ |
هل الليل مرغوباً أم الليل راغباً |
كلا اثنيهما.. لغزُ الحياة المحيّرُ |
ألا ما لهذا الليل يألقُ ضاحكاً |
كأنَّ عليه ألف سيف يُشهرُ؟ |
وما باله محْلولكاً في ضميره |
سخائم لا تخفى ولا تتعثرُ |
ألا ما له مستوضحاً.. وهو مظلمٌ |
وما باله مستكتماً وهو مسفرُ؟ |
ويا ربّ ليلٍ أصبح العمرُ عامراً |
به إن تصبى في الحياة المعمّرُ |
* * * |
ويا ربَّما يستدرجُ الليل صادحٌ |
عقيرتهُ في عود داوودَ تزمرُ |
إذا ما شدا، يا ليلُ.. يا ليلُ وانتحى |
بترجيع عصفور يغني ويصفرُ |
أما ينغم الحادي بيوم ولا ضحى؟ |
بل الليل هل في الليل شيء مسحّرُ؟ |
أما في نهار يكشف الليل مثله |
لكالشمسِ.. تسنى في الأديم وتزهرُ |
* * * |
أقولُ لصداحين في الشرق.. ويحكم |
أبالليل نصبوا.. أمْ على الليل نعذرُ |
علامة أنَّا لا على الليل نهتدي |
ولا عنه نستأني ولا فيه نظهرُ |
أجيلوا علينا في النهارِ غِناءكم |
ففيه لنا أمرٌ عجيب ومنظرُ |
نكشفُ فيه عن جميع أمورنا |
ولو كان في الحالينِ نكر ومنكَرُ |
ولا تَكلونا للظلام فإننا |
أبرُ تقىً منه وأحظى وأطهَرُ |