ما كان من همي ولا موعدي |
آلٌ يذيق الحر ثغر الصدِي |
ترقرقت في البعد أثباجُه |
كالسفْن فوق الخِضْرِم المزبدِ |
إني لعنهُ جد في غنيةٍ |
قلبي، دليلي ومناري يدي |
فلا تُهجني يا رصيفَ الهوى |
ولا تشط الماءَ عن موردي |
لا تصدق النائم أحلامُه |
إذا أحس الشوكَ في المرقدِ |
* * * |
في سُدفة الليل بدت نجمةٌ |
وُحدى تبث النورَ للأوحدِ |
اعتزلَ الركب وتاهتْ به |
نجواه في مكنونها السرمَدي |
وكان يشدو للمها.. للهوى |
لو قد ألمَّا بثراه الندِي.. |
أوتارُه تبكي.. ويا ربَّما |
تفصمتْ عن حجرٍ جلمدِ |
* * * |
قال زعيم الركب: ما باله؟ |
يا ويحَه من هائم مُجهدِ |
خَلّوه -ثم امضُوا لأهدافكم |
وأوفضوا بالطائر الأسعَدِ |
والطيرُ تزقو ههنا أو هنا |
"لبيدها" يبكي على "أربَدِ" |
انفرد الساري عدا نجمةٍ |
تشهد منه بؤس ما مشهَدِ |
حران قلب قد حداه الضنى |
هيمان نفس البارحِ الأنكَدِ |
* * * |
عهدِي به -إن كان عهدٌ به |
يطيف بالأجزاع من "ثهمَدِ" |
مقلتُه حيْرى وراء المنى |
سباحة في الأُفق الأبْعدِ |
ضلتْ ركابُ القوم ثم اهتدتْ |
وهو حبيسُ الأرضِ.. لا يهتدي |
طليح إِعياءٍ، رثيت القُوى |
فكيف تلقاه.. يدُ المسندِ؟؟ |