| أصبحتُ جداً يَفَناً حق يفنْ |
| وعاد شَعرِي مثل أوضاحِ اللبنْ |
| كأنه تلماح برقٍ في دجَنْ |
| إذا استطار في الفضاءِ أو سكنْ |
| وددت لو قد كان أنأى من عدنْ |
| أو شطّ في أقصى مخاليفِ اليمنْ |
| الشيبُ، ويح الشيب، غيرُ مؤتمَنْ |
| إذا نزا نزْوَ الجوادِ في أَرنْ |
| إن لم أكن جَلداً على الخَطبِ فمنْ؟ |
| وقد نشأتُ والرزايا في قَرنْ |
| وخضت في سر العوادِي، والعلن |
| ثم ارتبأتُ فوق أثباجِ المِحنْ |
| ألا تراني ضاحكاً؟ فأي ظن؟ |
| أما علمتَ طنزتي من الزمنْ؟ |
| كأنما كان قديماً لم يكنْ |
| كأنني مما ادرأت في مجَنْ |
| إن الحجى لفتنةٌ من الفتنْ |
| لا يطبّي بأي سَوم في الثمَنْ |
| والجهلُ، كالراتع في الروض الأغنْ |
| الغافلِ الناشدِ خُلداً في السمنْ |
| الحاسبِ الغايةَ تغليظ البدنْ |
| وروحه روح فؤادٍ في عطَنْ |
| * * * |
| أحمدُ رباً ذا جلالٍ ومننْ |
| فيما قضاه وارتضاه من سننْ |
| ما قد رآه حسناً فهو حسنْ |
| أسأله القوةَ من بعد الوهَنْ |
| فقد غدوتُ مثلَ خضراءِ الدِمنْ |