| أنَا وَاللهِ -أشْتَكِيكَ على اللَّيْلِ- إذا طالَ أوْ ألَحَّ مِطَالاَ |
| وَعلَى الشَّمْسِ، حينَ تُشْرِقُ لا أحْظَى بِلُقْياً، ولا أنالُ وِصَالا |
| وَعَلى الأُفْقِ، وَهْوَ أرْحَبُ صَدْراً |
| حِينَ تأْبَى عَلَيَّ إلاَّ دَلاَلا |
| وَعَلى الماءِ، وَهْوَ يَدْنُو وَلَكِنْ |
| أنْتَ أنْأى مَا كُنْتَ قَطَّ مَنَالاَ |
| وَعَلى الزَّهْرِ كُلَّما نفَحَ النَّفْحَةَ أبْعَدْتُ في الخَيَالِ خَيَالاَ |
| وَعَلى الكَأْسِ، أيْنَ مِنْ راحَتي كَأْ |
| سٌ، إذَا شِئْتُ أُتْرِعَتْ جِرْيَالاَ؟ |
| وعلى الأرْضِ، أُبْصِرُ النَّاسَ والأشْيَا |
| ءَ فِيهَا، وأُبْصِرُ الأجْيَالاَ |
| وَجِنَاناً تَخَضَّبَتْ بِدَمِ الطَّيبِ، وشَقَّتْ لَهَاتَهُ والقَذالاَ |
| * * * |
| أَشْتَكِي الهَجْرَ، أَشْتَكِي الدَّلَّ والتِّيهَ وحُبّاً غَلاَ، وَخِدْناً غَالَى |
| أَشْتَكِي، أَشْتَكِي، وَقَلْبِي مَا يَفْتَأُ يَقْلُو الخُصُومَ، وَالعُذالاَ |
| أَشْتَكِي فِي سَرِيرَتِي وَلِسَانِي، |
| مَادِحٌ مِنْكَ مَا فَعَلْتَ -الفِعَالاَ |
| أَخْدَعُ النَّاسَ، ثُمَّ أَخْدَعُ نَفْسِي |
| وَأَرَى مَا عَمِلْتَ فِيَّ حَلاَلاَ |
| ثُمَّ أَغْدُو وَقَدْ تَمَزَّقْتُ أَعْصَاباً -عَلَى طِيبَتِي- وَهِجْتُ انْفِعَالاَ |
| وَمَدَدْتُ الظِّلاَلَ مِنْ بَعْدِ نُورٍ |
| سَاطِعٍ فِي الفُؤَادِ، شَاهَتْ ظِلاَلاَ |
| * * * |
| أنَا أَشْكُوك للسَّماءِ وَقَدْ أَطْـ |
| ـلَعَت الشَّمْس ثُمَّ أَبْدَتْ هِلاَلاَ |
| أيُّ هَذَيْنِ كانَ أَحْلَى وَأَبْهَى |
| مِنْك وَجْهاً، أوْ كانَ أَسْبَى جَمَالاَ |
| مَا هُوَ الحُسْنُ يَا تُرَى؟ شَفَةٌ رَقَّتْ |
| وَطَرْفٌ سَبَى، وَعَطْفٌ مَالاَ |
| إنَّمَا الحُسْنُ حِينَ تَعْشِقُ نَقْصاً |
| ثُمَّ يُمْسِي -مِنْ فَرْطِ حُبٍّ- كَمَالاَ |
| أيُّ شَيْءٍ عَلَيْهِ لَمْ أَشْتَكِ الوَجْدَ وَلَمْ أَرْتَخِصْ لَهُ الإِعْوَالاَ |
| هِيَ دُنْيَا وَأنْت -بَعْدُ- كَمِثْلَيْها |
| هُدًى -إِنْ أَرَدْتُهُ- أَوْ ضَلاَلاَ |
| أنْتَ دُنْيايَ أنْتَ أثْمَنُ منْ أضْعَا |
| فَها، أنْتَ روحُهَا حَيْثُ جَالاَ |
| أنْتَ ما أنْتَ؟ لُعْبَةٌ أصْبَحَ الجِدُّ على سِحْرِهَا رَخِيصاً مُذَالاَ |
| * * * |
| أفَتَدْري كَمْ مَوْعِداً مِنْكَ أوْمَأْ |
| تَ شَمَالاً فَرُحْتُ أجْرِي شَمَالاَ |
| أنْتَ لا تَكْذِبُ الوُعُودَ وَلَكِنْ |
| تَتَّقِيها حتَّى تَعُودَ مُحَالاَ |
| أيُّهَذَا الذي تَلاَعَبَ بالنَّفْسِ وأضْحَى عَليَّ دَاءً عُضَالاَ |
| إتَّقِ الحُبَّ، إتَّقِ القَلْبَ إنْ كُنْتَ وَشِيكاً لِلْقَلْبِ أنْ تَغْتَالاَ |
| * * * |
| ياهٍ.. يَانِي! أصْبَحْتُ حَرْباً فَمَا تَلْوِي لِوَاءً، ولا تُطِيقُ سِجَالاَ |
| أنَا مِنْ ذاكَ مُسْتَعِيذٌ فَإنِّي |
| قِتْلُ وَجْدٍ، لا يَهزِمُ الأقْتَالاَ |
| إنْ تُقِمْ إنَّني مُقِيمٌ، فإنْ رُمْتَ زَوَالاً في العَيْشِ رُمْتُ زَوَالاَ |
| أنَا مُضْنَاكَ حَيْثُ كُنْتَ فإنْ شِئْتَ حُلُولاً، وإن أرَدْتَ ارْتِحَالاَ |
| مُسْلِمٌ غايَتي إليكَ على الحَالَيْنِ إنْ ضِقْتَ أوْ تَنَادَحْتَ بَالاَ |